الجملة العبقرية!
الثلاثاء, 04 أكتوبر, 2022 - 05:30 مساءً

يظهر الحوثي من المنصة مخاطباً خصومه بكل كبرياء. يطرح شروطه ثم يرفقها بصفعة على الطاولة. وتقف الشرعية كتلميذ تشاهده بذهول ورهبة. تُرفض شروطه، يذهب إلى الجبهة ويحرك جحافله، ويبدأ الحرب. تجد الشرعية نفسها في موقف مرتبك، لا تدري ما الذي تفعله.
 
يقرر أبطال الجبهات، كعادتهم، المواجهة، الدفاع عن كل شيء داخل إطار الشرعية، عن الزبيدي فارد العلمين، والعليمي المتخبط بالخارج، وبائع الخضار في رصيف بيرباشا، والجامعة والمدرسة، وذلك المفسبك الذي ينعكف حالياً على كتابة منشور يكيل فيه السباب لذلك الجيش الذي يقاتل عنه ليمنحه فرصة الأمن والحرية.. وحدهم يواجهون حماقات السياسين بأجسامهم وأرواحهم. يقاتلون بكل جسارة، بعيداً عن لعب السياسة التي تخذلهم على الدوام، في الحرب والسلام/ الهدن.
 
الموقف المرتبك والمشتت للشرعية، يفصح بشكل جلي، مدى ضعفها وهشاشتها وخذلان حلفاءها وضعفهم أيضاً. مقابل قوة الحوثي وحلفاءه الأقوياء. حتى جولة العليمي التي لم تنتهي بعد، لم تأتي بشيء ولم تقل شيء، ولم تضف جملة مفيدة واحدة على صفحة واقعنا المُبتئس، كانت مجرد جولة سياحية.
 
إن هذه المفارقة العجيبة بين موقفي:(الشرعية والحوثي) من الهدنة. بين القوة والضعف، التماسك والارتباك، ليس محض صدفة. بل مرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية.. منع الروس تصدير الغاز لأوروبا. ويواصلون ذلك الضغط حتى اليمن عن طريق الحوثيين. ويُعد نفطنا وغازنا حلقة أصيلة داخل هذا الصراع العالمي. وهنا تكمن خلاصة المشهد السياسي المرتبك في اليمن مع حدث الهدنة.
 
إذن يظل موقف الشرعية مرتبطاً بارتباك موقف الحلفاء وحلفاء الحلفاء. ويسيظل هناك يترجرج بعيداً عن اليمني، كل اليمني، وطبيعة الصراع الذي يخصه ويخوضه حاليا على الأبواب المتفرقة.. ولا مؤشر إلى أي مدى سيمضي بنا صراع تلك الدول. 
 
ثمة حل ووحيد للخروج من هذه المعمعة، وقد تكون مكلفة. وهو: توحيد كافة قوى الشرعية وتحشيد الشعب خلفها والانطلاق نحو تحرير البلاد من الكهنوت الحوثي. والضرب بضغوطات الغرب عرض الحائط..  فيما مضى، وتحديداً في حرب الانفصال، حدث وأن فرض العالم الغربي شيء مماثل على اليمني، فضربها عرض حائطه ومضى نحو هدفه.. شلَّ ذلك المجتمع في مكانه، عجز إيقاف المارد اليمني.. وظل ينظر إليه من بعيد حتى انتصر اليمني لإرادته.
 
كصاحب حق مشروع؛ لن تنل ما تريد بالطريقة التي تريد ما لم تضرب بالموانع، أين كانت، عرض حائطك. هذه الجملة العبقرية (الضرب عرض الحائط) هي وحدها من تصنع الأشياء الكبيرة والعظيمة والخالدة!
 
 

التعليقات