تأتي عليك لحظة ، من قسوتها يصعب أن تحدد البداية لأي شيء ، فيكبر السؤال أمامك حتى يتوحش !!!
تسمع هديره في اعماقك : من أين أبدأ ؟؟ خاصة عندما يكون الأمر معنيا به رجلا استثنائيا لا حدود نهائية لرجولته …
لكي أكون منصفا مبتعدا عن ضغط اللحظة عاطفيا ، أقول إن هذه البلاد بها من الرجال الكثير، لاشك في ذلك ..أيضا هي السماء مليئة بالنجوم ، لكن نجما ونجمة تطل عليك من اعماق السماء متوهجة كشعلة النار في هزيع الليل الأخير…
هذا الرجل الذي فارقنا رجل يشهد كل الرجال انه رجلا نادرا من معدن يجمع بين الذهب والألماس …
الأحكام منطقة ولادة ، وان اردنا سنبدأ بعبد الله الحكيمي ونمر على محمد عبده نعمان وأسماء كثيرة في مختلف المهن …
على أن هناك مثلث يتربع على قمته درهم عبده نعمان ضابط جيش من الذين قدموا من عدن تلبية لنداء ثورة 26 سبتمبر 62 ، فحارب مع من حاربوا من أجل ترسيخ جذور الثورة في الأرض ، وإعلاء الجمهورية اسما وفعلا الى السماء …
زاويتي المثلث العميد عبده محمد علي ضابط المظلات نائب قائدها ، وعميد آخر عبد الوهاب عبد الكافي ضابط المظلات الآخر والذي كرم من قبل الحمدي لشجاعته ….وكيف لنا أن نمرعلى حميد علي الحكيمي الذي هرًب الشيخ سنان ابولحوم الى عدن بأن لفه " بطربال " بابوره ، كيف لي ان امر مرور الكرام ولا تشيرالى محمد حمود الحكيمي …
نحن أمام جنود للثورة قدموا كل ما استطاعوا ولم يبخلوا ….
درهم نعمان من جيل الحلم والنزاهة الشخصية ، من قال عنه المساح عصرأمس باكيا : " رجل لم تعرف الكراهية والحقد الى روحه سبيلا " …
قلت للجائفي ونسيت اسمه الأول عصر أمس أيضا في باب قاعة العزاء : كيف عرفته رجلا ؟ قال : رجل الرجال…
ظل درهم عبده نعمان صديق ورفيق البسطاء، مرافقيه من الناس البسطاء تراه واحدا منهم على مائدة واحدة وفي ديوان مقيل واحد …
أصدقائه ، فهو الرجل صديق الجميع مع وضوح الموقف …
لم نره يوما غير درهم الذي عرفناه وخبرناه …
يظن البعض ان الرجل وقد تقلب في مواقع حكومية مختلفة وتولى سفارة اليمن في أثيوبيا ، وعلاقاته كانت مميزة مع رموز السلطة ، يظن كثيرون أنه " دَبّرأموره " عملا بشعار صاحبي " هم يسرقوا وانا بسرق " !! ، ويعجبك في صاحبي أنه يحاضر في النزاهة والشفافية ويحمل الدال بين كتفيه !!! ، درهم نعمان ظل طوال حياته موقفا وقيم نبيلة…
وانظر إلى المكان الذي فيه تم الاعتداء عليه…
غرفة خارج البيت بابها على الشارع مباشرة مفتوح للجيران والأهل والأصحاب …
سنوات والرجل يخزن فيه مع جاره الحميم علي عبده اسماعيل الانسان الوفي ولا حدود لوفائه
وكذلك نديش، ويأتي زميله العميد فيصل شمسان " الجالس " بجانب مكان درهم..
تعال انظر الى افراد اسرته ، ثابت شقيقه نموذج للقيم يسير على الأرض ، ومحمد كان ظله الذي لايفارقه …جميعا مع أولاده يشكلون كتيبة الشرف والكرامة الشخصية ….
خسارتنا كبيرة…
لايمكننا الاعتراض على قضاء الله …
لتنم روحك بسلام…
لله الأمر من قبل ومن بعد..
*من حائط الكاتب على فيسبوك