عبد الرزاق قرنح والفشل في تعريف الجمهور العربي
الإثنين, 10 أبريل, 2023 - 04:40 صباحاً

لماذا فشلت المؤسسات الثقافية العربية في تعريف الجمهور العربي بالروائي العالمي عبدالرزاق قرنح -نوبل للآداب 2021؟!
 
عندما أعلنت الأكاديمية السويدية فوز الروائي التنزاني/ بريطاني، من أصول عربية/ يمنية- عبد الرزاق قرنح بجائزة نوبل للآداب للعام 2021، تفاجأت الاوساط العربية، الثقافية وغير الثقافية حال سماعها لهذا الخبر.
 
 في وصف رواياته، يقول عضو لجنة جائزة نوبل أندرس أولسن: "إن روايات عبدالرزاق قرنح فتحت أعيننا على شرق إفريقيا متعدد الثقافات، وهو المكان غير المعروف لبقية العالم". ومع ذلك، كان الفوز بجائزة نوبل مفاجأة للكثيرين.
 
على الرغم من أن قرنح من أصول عربية، لكنه غير معروف في العالم العربي، كما أن كتاباته ومواقفه المتضامنة كلياً مع القضايا العربية وتقاطع اهتماماته الأكاديمية مع اهتمامات المنطقة العربية، إلا ان ذلك نادراً ما يصل إلى القارئ العربي.
 
ولد عبدالرزاق قرنح في يوليو 1948 في زنجبار، تنزانيا، عندما كانت تحت حكم السلطان العماني، وتعود جذوره إلى عائلة من أصول يمنية حضرمية. وتحت موجات التطهير العرقي التي شهدتها زنجبار بعد انقلاب 1964 العسكري، والذي استهدف العرب والتواجد العربي في شرق إفريقيا، أُجبر قرنح على الهجرة من زنجبار إلى بريطانيا عام 1968، عندما كان عمره 18 عاماً، وهناك أكمل دراسته الجامعية.  وبين عامي 1980 و1982، عمل في التدريس في إحدى جامعات نيجيريا، ثم انتقل إلى جامعة كنت البريطانية، حيث حصل على الدكتوراه عام 1982. وقد واصل العمل في الجامعة كأستاذ للأدب الإنجليزي وتخصص في أدب ما بعد الاستعمار.
 
 قرنح لم يتردد لحظة في إبداء أي تضامن مع القضايا العربية، بل شارك في مهرجان فلسطين للآداب عام 2009، كما زار العديد من المدن الفلسطينية وقرأ أعماله هناك.
 
طوال مشوار حياته الادبي، كتب عبدالرزاق قرنح باللغة الإنجليزية، ونشر عشر روايات، بما في ذلك "الجنة"، التي تم ترشيحها لجائزة (بوكر) المرموقة في عام 1994. ويأتي تسلسل كتابات قرنح الروائية بدءاً بـ "ذاكرة المغادرة" (1987)، وانتهاء بـ "الحياة بعد الموت" (2021)؛ جميعها ناقشت الهويات المتعددة التي تُدرَس في سياق أدب ما بعد الاستعمار، مع العلم أن جميع شخصياتها الرئيسية عربية وعرب مهاجرين.
 
ويُجمع النُقاد في الغرب على ان أعمال قرنح الروائية تقدم نظرة ثاقبة لدور الأنماط الثقافية الإسلامية في تشكيل الهوية الوطنية في زنجبار، قبل وبعد الاستقلال وانقلاب 1964، كما تحتاج إلى أن تُقرأ على ضوء تراثها الإسلامي، حيث أن الأنماط الثقافية الإسلامية تشكل إطار بناءها الروائي.
 
ورغم مرور أكثر من عام على فوز عبدالرزاق قرنح بجائزة نوبل في الآداب، لم تبادر اي دور نشر أو مؤسسة عربية ثقافية في ترجمة اي من اعماله الروائية إلى اللغة العربية.
 

التعليقات