لماذا يتهرب العليمي من ذكر الوحدة اليمنية؟
الخميس, 22 مايو, 2025 - 01:29 مساءً

في ذكرى الوحدة اليمنية 22 مايو المنجز العظيم في تاريخ اليمن غاب الحدث عن لسان من يُفترض أنه قائد البلاد. رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي تجنّب عمداً ذكر (الوحدة اليمنية) وكأنها عار يجب التهرب منه لا منجز تاريخي يجدر الاعتزاز به.
 
لم يجرؤ على النطق بها فضلا عن التفاخر والاعتزاز بها بل اكتفى بتعابير ضبابية وكلمات مائعة لا تحمل أي موقف وطني صريح.
 
هذا الصمت لم يكن عفوياً، بل هو خضوع كامل لإملاءات شريكه في المجلس عيدروس الزبيدي ومن خلفه مشروع تفكيك اليمن وتمزيقه.
 
رئيس الجمهورية أو من يفترض أنه كذلك لم يجد الجرأة ليقول أن وحدة اليمن خط أحمر ولم يجرؤ حتى على مخاطبة الشعب والتأكيد على عظمته وأهميته في هذه المناسبة التي كانت وما تزال جوهر الجمهورية اليمنية ومفتاح سيادتها.
 
فأي رئيس هذا؟ وأي قيادة تلك التي تخاف من ذكر كلمة الوحدة اليمنية؟!
 
إذا كان رأس الدولة لا يستطيع أن يحمي المعنى السياسي لوطنه ولا أن يدافع عن وحدته فبأي منطق نصدق أنه سيقود معركة استعادة صنعاء؟ كيف نؤمن أنه سيهزم الحوثي وهو يتردد في مواجهة الصوت الانفصالي داخل قصره؟!
 
منذ ذلك التصريح المهين الذي قال فيه إنه لا يملك مكتباً رئاسياً وإنه يعمل من ثلاث غرف مستأجرة في نادي التلال أدرك اليمنيون أن البلاد بلا قيادة حقيقية. رئيس لا يمتلك مكتباً فهل يمتلك قراراً؟ رئيس بلا رمزية فهل يحمل مشروعاً؟ رئيس لا يجرؤ على اتخاذ موقف فهل نتوقع منه أن يخوض معركة وطن؟
 
العليمي لا يمثل روح الجمهورية ولا يجسد إرادة اليمنيين. هو مجرد واجهة إدارية هشة تدار بالتحالفات والمحاصصة بلا موقف وبلا كاريزما وبلا عمق سياسي أو وطني. الصمت عن الوحدة خيانة رمزية وتعبير صارخ عن مدى الضعف والانفصال عن وجدان الشعب اليمني.
 
كيف نثق في رئيس يرتجف أمام عيدروس الزبيدي ويتجنب حتى ذكر 22 مايو كي لا يغضبه؟
 
كيف نقاتل خلف من لا يؤمن بأهم منجز في تاريخ اليمن؟
 
الواقع أننا لا نملك رئيساً، بل تم تنصيب شخصية لأداء دور معين لا يليق بدولة ولا بوطن ولا بجمهورية يراد لها أن تنهض من رماد الحرب وتستعاد سيادتها.
 

التعليقات