كنت بحاجة لإجابة واضحة لهذا السؤال.. وبعد لقاءاتي الأخيرة ببعض اليمنيين والسعوديين تأكد لي أن السبب كان عدم رضوخ هادي لضغوط تتعلق بالإنفصال وتأجير الجزر والمواني لعقود طويلة.
لذلك ذهبت السعودية والإمارات لخيار تفتيت السلطة الرئاسية وتكوين مجلس يعطي ما تريده السعودية والإمارات بلا حدود !
بعد ذلك تعمدت الدولتان نفخ وتسمين الانقصالي الانتقالي في الجنوب واستبعاد كل القادة الوحدويين الجنوبين لتمرير الأنفصال وخلق واقع جديد على الأرض !
ولكن :
اصطدمت الدولتان بمواقف لدول كبرى وكذلك بالقانون الدولي الذي يقف ضد تشطير وتقسيم اليمن فكان هذا هو المأزق القانوني الذي لم تعمل الدولتان له حساب ! فالوحدة الاندماجية في 1990 لا يمكن الفكاك منها إلا بتفويض شعبي من كل اجزاء اليمن ،، وأن حق طرف في تقرير مصيره هو كذبة كبرى ولا يعترف بها القانون الدولي !
ناهيك عن وجود مخاوف حقيقية لسيطرة القاعدة وغيرها على الجنوب في حالة الانفصال .. لذلك تكونت مصلحة دولية في بقاء اليمن موحداً .
تسعى الدولتان الآن لتجميد الوضع اليمني لوجود اولويات أخرى .. ولكن هذا التجميد لا تستوعبه أي ثلاجة في العالم ! فالسخط والتذمر من تدخل الدولتين يتزايد بشكل كبير جدا !
وكذلك هناك نمو متزايد يكتنفه عدم ثقة بالمجلس الرئاسي !
أدركت في زيارتي لليمن أن غالبية شرائح المجتمع : مدنيون وعسكريون وطلاب وذكور وإناث مجمعين على ان القيادة الحالية في اليمن فاشلة ومنتهية الصلاحية دون إعلان فقط لهذا الانتهاء !
لذلك هناك ترقب لانفجار شعبي في أغلب مناطق اليمن للتعبير عن رفض مطلق لكل ما يجري !
