أكدت واشنطن أنها ستعمل مع المجتمع الدولي على محاسبة المسؤولين عن تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني في روسيا، في حين أدان الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي وفرنسا وبريطانيا الحادثة مطالبين بتحقيق شامل، وذلك بعد ساعات من إعلان ألمانيا عن تحققها من ذلك.
وأعلنت الحكومة الألمانية الأربعاء التوصل إلى "دليل قاطع" على وجود آثار لغاز أعصاب كيميائي من مجموعة "نوفيتشوك" في جسم نافالني الذي يتلقى العلاج حاليا في برلين، ما دفع المستشارة أنجيلا ميركل للقول إن روسيا وحدها "يمكنها وعليها" أن ترد على "الأسئلة" المطروحة بشأن تعرّض نافالني للتسميم.
وأضافت ميركل أمام الصحافة أن المعارض الروسي الذي أُدخل إلى المستشفى في برلين كان "ضحية جريمة" تهدف إلى "إسكاته".
وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بتسميم نافالني، حيث أعرب البيت الأبيض عن "قلقه الشديد"، وكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون إليوت في تغريدة أن "تسميم أليكسي نافالني مستهجن تماما".
وأضاف "سنعمل مع الحلفاء والمجتمع الدولي لمحاسبة الأشخاص المسؤولين في روسيا، حيثما تقود الأدلة، ونقطع التمويل عن أنشطتهم الخبيثة".
كما قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان "أود التنديد بأشد العبارات بالاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول لمثل هذه المادة".
وأضاف لودريان أن هناك "أسئلة ملحة.. من مسؤولية السلطات الروسية الإجابة عنها"، مضيفا أن "فرنسا على تواصل وثيق مع السلطات الألمانية كما مع شركائنا لتنسيق الرد الواجب".
ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "من غير المقبول إطلاقا استخدام هذا السلاح الكيميائي المحظور مرة جديدة وأن يستهدف العنف من جديد شخصية معارضة روسية".
وطالب الوزير الحكومة الروسية بقول الحقيقة متعهدا بالعمل مع ألمانيا والشركاء الدوليين لإثبات أن استخدام أسلحة كيميائية محظورة في أي مكان له عواقب.
كما اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن المعارض الروسي كان ضحية "عمل حقير وجبان"، وأضافت في أن "مرتكبي (هذا التسميم) يجب أن يُحاكموا".
وأدان منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "بأشد العبارات" تسميم المعارض الروسي، لافتا في بيان إلى أن المواد السامة للأعصاب من نوع نوفيتشوك "طوّرها الاتحاد السوفياتي وبعده روسيا".
وأضاف بوريل "من الضروري أن تجري الحكومة الروسية تحقيقا شاملا وشفافا حول محاولة اغتيال نافالني" وأن يُحاكم المسؤولون عن ذلك، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي سيواصل متابعة هذه القضية عن كثب.
أما الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ فطالب روسيا بالتحقيق في تسميم نافالني، وقال في بيان "هذا مثير للصدمة، وأدينه بأشد العبارات".
ويجدر بالذكر أن موسكو نفت أي مسؤولية لها، واعتبرت أن إثارة القضية تهدف لتمرير إجراءات معدة مسبقا ضدها.
كما نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن تكون برلين قد أخبرت موسكو بما توصل إليه الجانب الألماني بشأن تسميم نافالني، وقال إن روسيا مستعدة "للتعاون التام" مع ألمانيا.