روسيا تواصل مناوراتها في 4 بحار والجيش الأوكراني يتدرب على "صائد الدبابات"
- الجزيرة نت الخميس, 17 فبراير, 2022 - 01:59 صباحاً
روسيا تواصل مناوراتها في 4 بحار والجيش الأوكراني يتدرب على

شكك حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأربعاء في إعلان وزارة الدفاع الروسية سحب جزء من قواتها من الحدود الأوكرانية. في المقابل، وصفت موسكو موقف الناتو بالخاطئ، ورحبت باستعداد واشنطن للحوار معها.

 

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إنه لم ير حتى الآن إشارات حقيقية من روسيا على خفض التصعيد، مؤكدا أن روسيا تقوم دائما بعمليات نشر وإعادة انتشار لقواتها وهذا لا يعني أنها سحبتها.

 

وقال ستولتنبرغ -خلال اجتماع اليوم الأربعاء لوزراء دفاع الحلف لمناقشة الأزمة الأوكرانية- إنه رغم وجود حشود عسكرية ضخمة على الحدود تبدي موسكو استعدادها للحوار، مؤكدا استعداد الناتو للحوار مع روسيا للوصول إلى حلول دبلوماسية، لكنه مستعد في الوقت نفسه للأسوأ.

 

بدوره، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنه لا توجد أي أدلة على انسحاب روسي، وإن الغرب سيحكم على أفعال روسيا لا على أقوالها.

 

وأضاف بن والاس أنه لا توجد أي أدلة على انسحاب روسي من الحدود مع أوكرانيا، بل إن عدد القوات الروسية يتزايد في المناطق الرئيسية، محذرا من أنها انتقلت من مناطق السيطرة إلى مناطق الإطلاق الأكثر عدوانية، حسب تعبيره.

 

تدريبات ومناورات

 

وفيما لا يزال الناتو والغرب يشككان في انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، يواصل الأسطول البحري الروسي المناورات في بحار بارينتس وأوخوتسك والأسود والمتوسط.

 

وقال القائد العام للقوات البحرية الروسية نيكولاي إيفمينوف إن المناورات يشارك فيها أكثر من 140 قطعة بحرية ونحو 60 طائرة.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت أن التدريبات الواسعة تعمل على رصد الغواصات الأجنبية والسيطرة على حركة الملاحة في المنطقة.

 

من جانب آخر، يواصل الجيش الأوكراني مناوراته العسكرية في عموم البلاد والتي يجري بعضها بالذخيرة الحية.

 

ويتدرب الجيش الأوكراني على إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، كما يختبر قدرات وحداته الخاصة على الإنزال الجوي وسرعة انتشار القوات البرية. وتؤكد كييف أن مناوراتها هذه دفاعية وليست هجومية.

 

وخلال الأسابيع الماضية، بدأت كييف لأول مرة بالتدرب على استخدام صواريخ جافلين الأميركية المحمولة الملقب بصائد الدبابات، إضافة إلى تسلمها شحنات من صواريخ ستينغر الأميركية المحمولة المضادة للطائرات، وهما سلاحان يعول عليهما الجيش الأوكراني في توازن القوى مع نظيره الروسي.

 

الانسحاب الروسي

 

وأمس الأربعاء، أعلنت روسيا انتهاء مناورات عسكرية وسحب جزء من قواتها من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن وحدات إقليم الجنوب العسكرية أنهت تدريباتها التكتيكية في قواعد شبه جزيرة القرم، وبدأت تعود عبر السكك الحديدية إلى ثكناتها الأصلية.

 

وعرض التلفزيون العام مشاهد لوحدات عسكرية تعبر جسرا يربط بين شبه جزيرة القرم وروسيا.

 

وأكدت بيلاروسيا أن جميع الجنود الروس المتواجدين على أراضيها في إطار المناورات العسكرية واسعة النطاق سيغادرون البلاد مع الانتهاء المرتقب لهذه التدريبات في 20 فبراير/شباط الجاري.

 

وقال وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي -في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء- "لن يبقى جندي روسي واحد، ولا قطعة واحدة من المعدات (العسكرية) في بيلاروسيا بعد إجراء المناورات مع روسيا".

 

ورغم إعلان روسيا سحب جزء من قواتها، فإن قادة الدول الغربية لا يزالون يتخوفون من احتمال شن هجوم على أوكرانيا.

 

وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء من أن هجوما تشنه موسكو "لا يزال محتملا"، مشيرا إلى أنه لم يتمّ التحقق حتى الآن من انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية إلى قواعدها.

 

وأضاف بايدن "نحن مستعدون للرد بشكل حاسم على أي هجوم روسي على أوكرانيا، وهو احتمال كبير جدا"، وحذر من أن العقوبات الغربية على روسيا "جاهزة" إذا شنت هجوما على أوكرانيا.

 

وحث الرئيس الأميركي روسيا على التراجع عن شفا الحرب، مشيرا إلى أن أميركا "لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع روسيا"، لكنه هدد "بالرد بقوة" إذا هاجمت روسيا الأميركيين في أوكرانيا، كما تعهد بحماية كل شبر من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

 

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن ما زالت ترصد تحرك وحدات مهمة من الجيش الروسي نحو الحدود الأوكرانية وليس بعيدا عنها.

 

وأضاف بلينكن أنه في حال استجاب الرئيس الروسي لدعوة مجلس الدوما للاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك فإن ذلك سيقوض سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

 

دعوات أوروبية

 

ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال روسيا إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة" تظهر تراجع التصعيد بشأن أوكرانيا، الذي يهدد السلام والأمن في أوروبا".

 

وقال ميشال -أمام جلسة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ- إن هذا هو شرط قيام حوار سياسي صادق، ولا يمكننا اعتماد الدبلوماسية إلى ما لا نهاية، بينما الجانب الآخر يحشد قواته.

 

أما رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين فقالت إن روسيا أعطت رسائل متناقضة، وإن حلف الناتو لم ير ما يدل على سحب القوات الروسية.

 

وأكد مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد موحد لحل الأزمة الأوكرانية الروسية، مشددا على أن روسيا تعمدت إرسال رسائل إلى الولايات المتحدة والناتو، وتجاهلت دور الاتحاد في أمن أوروبا.

 

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية الروسية، لكنه سيفرض عقوبات عليها إذا غزت أوكرانيا.

 

أما ممثل روسيا في الاتحاد الأوروبي فلاديمير شيزوف فأكد خلال الجلسة أنه لن يكون هناك غزو اليوم ولا تصعيد، لا الأسبوع المقبل ولا الشهر المقبل.

 

عقوبات أميركية

 

وفي واشنطن، بعث أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي أمس الثلاثاء "رسالة تضامن" إلى الشعب الأوكراني، احتوت أيضا على تحذير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم فشل المجلس في الاتفاق على مشروع قانون لفرض عقوبات ضد موسكو.

 

وقال 12 عضوا بارزا في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين والجمهوريين -في بيان- "في هذه اللحظة العصيبة، نبعث رسالة تضامن وعزم من الحزبين إلى الشعب الأوكراني، وأيضا على حد سواء (نرسل) تحذيرا واضحا إلى فلاديمير بوتين والكرملين".

 

وقدم كبير الجمهوريين بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جيم ريش ومجموعة من الجمهوريين في المجلس مشروع قرار لفرض عقوبات على روسيا إذا غزت أوكرانيا، ولتقديم الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا للدفاع عن نفسها.

 

وقال ريش -في بيان- إن مشروع القرار يوقف فورا مشروع "نوردستريم 2″، ويبعث رسالة رادعة قوية ويفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية كبيرة على روسيا.

 

ويأتي مشروع القرار هذا بعد فشل الجمهوريين والديمقراطيين في التوصل لصيغة توافقية حول حزمة عقوبات مدعومة من الحزبين.

 

ورد رئيس لجنة العلاقات الخارجية الديمقراطي بوب مينينديز على المشروع المقدم من ريش بالقول إن الجمهوريين قرروا اتخاذ مواقف حزبية بدل العمل على صيغة عقوبات توافقية تظهر جبهة موحدة لردع روسيا عن غزو أوكرانيا.

 

هجمات سيبرانية

 

وفي كييف، قالت الشرطة الوطنية الأوكرانية إنها تحقق في هجمات سيبرانية أدت أمس الثلاثاء إلى قطع خدمات موقعي وزارة الدفاع والقوات المسلحة.

 

وأضافت الشرطة الأوكرانية -في بيان- أن كل المواقع الحكومية تعمل بشكل طبيعي، بعد تعرضها أمس إلى ثاني هجوم سيبراني خلال شهر.

 

وكانت رويترز نقلت عن مركز أمن المعلومات الأوكراني أن شبكات الإنترنت التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية ومصرفين تعرضت لهجوم إلكتروني.

 

وأفادت رويترز بأن مركز أمن المعلومات الأوكراني اتهم روسيا بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية عبر بيان أصدره.

 

سياسيا، تحتفل أوكرانيا "بيوم الوحدة" الذي أعلنه الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ومن المقرر رفع علم البلاد فوق المباني وعزف النشيد الوطني صباحا.

 

يترافق هذا مع مواصلة بعثات دبلوماسية غربية الانتقال من العاصمة الأوكرانية كييف إلى مدينة لفيف (غربي البلاد) تحسبا لأي هجوم روسي محتمل على أوكرانيا.

 

وأكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن الوضع مستقر على الحدود مع روسيا، لافتا إلى أنه لم تسجل أي تطورات، وأن بلاده جاهزة لأي سيناريو.

 

وكشف ريزنيكوف عن أن الملحق العسكري لبلاده في بيلاروسيا سيحضر المناورات العسكرية الروسية-البيلاروسية المقررة السبت المقبل.

 

وأضاف أن الملحق العسكري البيلاروسي سيحضر المناورات الأوكرانية التي تحمل اسم "العاصفة الثلجية"، في إطار ما اتفق عليه ريزنيكوف مع نظيره البيلاروسي فيكتور خرينين في اتصال هاتفي الأحد الماضي.


التعليقات