[ اردوغان ]
لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوسيع نطاق عملية "غصن الزيتون" من شمال غربي سوريا إلى حدود العراق شرقا، وتعهد بشل وحدات حماية الشعب الكردية خلال وقت قصير، في حين واصل الجيش التركي قصف مواقع المسلحين الأكراد في عفرين السورية.
وقال أردوغان -في كلمة ألقاها اليوم الجمعة في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة- إن القوات التركية ستتحرك من عفرين شرقا إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي وصولا إلى مناطق سيطرة الأكراد في محافظتي الرقة والحسكة، مؤكدا تواصل العملية العسكرية التركية في سوريا "حتى القضاء على آخر إرهابي، وحتى تصبح المنطقة آمنة لأصحابها الأصليين".
وفي إشارة إلى معارضة واشنطن تدخلا عسكريا تركيًّا لطرد المسلحين الأكراد من مدينة منبج الواقعة غرب نهر الفرات؛ قال الرئيس التركي إن قواته ستطهر المدينة ممن وصفهم بالإرهابيين، مضيفا أن هذا الأمر يجب ألا يزعج أحدا.
وكانت واشنطن حذرت أنقرة من أن التدخل في منبج قد يتسبب في اشتباك بين القوات الأميركية المتواجدة فيها وبين القوات التركية، وردت تركيا بدعوة الأميركيين إلى إخراج جنودهم من المنطقة.
وفي ما يخص العملية العسكرية الجارية منذ أسبوع في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، أشاد أردوغان بما حققته رغم ما وصفها بالظروف الجوية السيئة والمنطقة الجغرافية الصعبة.
وأكد أن العملية كانت ستنتهي في بضعة أيام لو استخدمت تركيا ما لديها من قوة، مشددا على حرص بلاده على سلامة المدنيين السوريين والجنود الأتراك. وفي الوقت نفسه كرر أردوغان انتقاد واشنطن لتسليحها الوحدات الكردية، وتحدث عن خمسة آلاف شاحنة نقلت لهم الأسلحة.
وكان الرئيس التركي زار أمس مقر إدارة عملية غصن الزيتون في ولاية هاتاي على الحدود مع سوريا، وتعهد بمواصلتها حتى تحقيق أهدافها.
قصف متواصل
ميدانيا، قالت قيادة الأركان التركية اليوم في بيان إنه تم تحييد 343 عنصرا من الوحدات الكردية في عفرين، ويشمل الرقم الإجمالي القتلى والجرحى والأسرى.
وأضاف البيان أن 13 طائرة حربية تركية دمرت الليلة الماضية 23 هدفا في منطقة عفرين، في حين قالت وكالة الأناضول إن المدفعية التركية تنفذ منذ صباح اليوم قصفا مكثفا انطلاقا من مرابضها في ولايتي هاتاي وكيليس الحدوديتين.
كما أعلن الجيش التركي أنه يواصل تقدمه مع الجيش السوري الحر في عدة محاور بمنطقة عفرين في إطار عملية غصن الزيتون. وقال إنه حاليا يسعى لتأمين المنطقة الحدودية لمنع الوحدات الكردية من إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات التركية، التي تسببت حتى الآن في مقتل خمسة أشخاص وجرح عشرات، منهم سوريون وأتراك.
من جهتها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية المكون الرئيسي فيها- في بيان لها اليوم مقتل 43 من مقاتليها، بينهم ثماني نساء، وتحدثت عن مقتل 59 مدنيا وجرح 134 آخرين منذ انطلاق عملية غصن الزيتون.
وكان المسلحون الأكراد تحدثوا بدورهم عن مقتل أكثر من مئتي جندي تركي، في حين أقرت أنقرة بمقتل ثلاثة جنود فقط منذ السبت الماضي.
وكان الجيش السوري الحر أعلن -من جهته- أن مقاتليه سيطروا حتى الآن على نحو 16 قرية في عدة محاور، خاصة شمال وجنوب غرب مدينة عفرين. وفي المقابل، أكد متحدثون أكراد أنهم صدوا معظم محاولات تقدم الجيشين التركي والسوري الحر.
وفي حين تستعد تركيا لتسريع وتيرة عملية غصن الزيتون ما إن تتحسن حالة الطقس، دعت قيادات كردية سورية النظام السوري إلى منع تحليق الطائرات التركية في الأجواء السورية، ووجهت القيادة الكردية هذا النداء رغم أن الرئيس بشار الأسد اتهمها مؤخرا بالخيانة.