خبير أميركي يشرح أبعاد "مأزق" إدارة ترامب تجاه إيران والسعودية
- وكالات الأحد, 22 سبتمبر, 2019 - 09:31 صباحاً
خبير أميركي يشرح أبعاد

[ لقاء سابق بين ترامب وولي العهد السعودي في البيت الأبيض (الأناضول) ]

يرى الخبير في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية فيليب أتش غوردون أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعاني الآن من نتائج التسرع في اتخاذ بعض القرارات، ومن أبرزها الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الرئيسة.

 

ويضيف غوردون -الذي عمل مساعدا خاصا للرئيس الأميركي ومنسقا للبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج بين عامي 2013 و2015- أن ترامب يواجه مأزق الاختيار بين الوقوف إلى جانب حليفته السعودية عقب تعرض منشآتها النفطية الحيوية إلى هجمات قبل أسبوع، وبين تصعيد التوترات الحالية مع إيران بطرق لا يريدها الرئيس الأميركي.

 

وردا على تساؤل بشأن إعلان المسؤولين الأميركيين قيامهم بتشكيل تحالف لمواجهة التهديد الإيراني في الخليج في أعقاب الهجوم على منشآت شركة أرامكو السعودية، يشير غوردون في مقال نشره مجلس العلاقات الخارجية الأميركية إلى أنه من الواضح أن ترامب حريص على تجنب الانزلاق نحو صراع، قد يؤدي إلى تحرك عسكري ضد إيران التي تتهم أميركيا بالمسؤولية عن هجوم أرامكو.

 

ويضيف غوردون أن الإدارة الأميركية تدرك أن عدم الرد على هجمات السعودية سيشجع إيران على تنفيذ مزيد منها، لكن ترامب يدرك أيضا أن هجوما عسكريا على إيران يمكن أن يؤدي إلى صراع أوسع نطاقا، وإلى أزمة طاقة عالمية، وإلى كساد في عام الانتخابات الرئاسية الأميركية، كما سيغضب قاعدته السياسية التي تعتمد عليه في تجنب مزيد من الحروب بمنطقة الشرق الأوسط.

 

ويقول غوردون إن هذا التوجه لدى ترامب يفسر سبب حرصه على الإدلاء بتصريحات متحفظة عندما قال، إنه لم يتأكد من الجهة المسؤولة عن هجمات أرامكو، وإن الأمر يرجع للسعودية بأن تقرر كيفية الرد عليها، ثم إعلان واشنطن عن عقوبات جديدة على إيران.

 

الأمم المتحدة

 

وفى إجابة عن تساؤل عما إذا كان يتعين على المسؤولين الأميركيين استغلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد بعد أيام، للدعوة إلى إجراء تحقيق في هجوم أرامكو، يقول الخبير الأميركي إنه في الظروف العادية، وفي ضوء الاهتمام العالمي بحماية الإمدادات النفطية، كان للمرء أن يتوقع إجماعا دوليا على إجراء التحقيق.

 

ولكن في ظل الظروف الحالية، ونظرا لأن كثيرا من دول العالم ترى أن إدارة ترامب مسؤولة عن تدهور الأزمة مع إيران عن طريق حرمان طهران من القدرة على تصدير نفطها، فإنه سيتعين على واشنطن بذل جهد كبير لكسب تأييد دول أخرى في الأمم المتحدة.

 

وعما إذا كان بالإمكان أن تؤدي أي محاولة جديدة لوقف إطلاق النار في اليمن وإطلاق مسار سلمي لحل الأزمة في تلك البلاد، إلى تخفيف واسع النطاق للتوترات الحالية، قال غوردون إن الصراع في اليمن أمر يتعلق بتنافس سياسي وجغرافي وطائفي بين السعودية وإيران أكثر من كونه قضية في حد ذاته.

 

وبسبب المنافسة بين الرياض وطهران، تجد الأخيرة أن التدخل في اليمن طريق أقل تكلفة نسبيا لخلق متاعب للسعودية، ومن المؤكد أن وقف إطلاق النار في اليمن سيساعد في الحد من التوترات بالمنطقة، وهو في صالح اليمنيين الذين يعانون ويلات الحروب، إلا أن الخبير غوردون يعتقد أنه من الصعب تصور تحقيق سلام في اليمن طالما استمر الصراع السعودي الإيراني.

 

الاتفاق النووي

 

وبشأن احتمالات الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، ذكر غوردون أنه لا يمكن أن يحدث ذلك دون تقديم تنازل كبير من إدارة ترامب أو إيران، ولكن ليس هناك احتمال لحدوث ذلك.

 

ويبدو أنه لم تتحقق توقعات ترامب من وراء انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، وأهمها إجبار إيران على العودة لطاولة المفاوضات من أجل إبرام اتفاق جديد يلبي مطالبه بوقف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، وإنهاء تدخلات طهران في المنطقة.

 

ويقول غوردون إنه أصبح واضحا الآن بأن توقعات ترامب كانت محض خيال مستمر، وإن إيران تؤكد أنه إذا لم يكن باستطاعتها تصدير نفطها بسبب العقوبات الأميركية، فستعمل على أن الآخرين لن يستطيعوا فعل ذلك أيضا.

 

وشدد الخبير الأميركي على أن ترامب يواجه موقفا صعبا الآن، فإما أن يتراجع في وجه تهديدات إيران وتصرفاتها، أو يصعّد الصراع بطرق من الواضح أنه يريد أن يتجنبها.

 

وحسب المنسق السابق بالبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، فإنه كان يتعين على الرئيس الأميركي دراسة المأزق الذي قد يترتب على مغادرة اتفاق 2015 قبل اتخاذ قرار الانسحاب وتنفيذه في مايو/أيار 2015.

 

وأشار غوردون إلى أنه من الممكن أن يتراجع ترامب عن قراره وتعود بلاده للاتفاق النووي مقابل بعض التنازلات الظاهرية من جانب الإيرانيين، ولكن ذلك سيمثل تحولا كبيرا للغاية في السياسة الأميركية.


التعليقات