20 بؤرة يوميا.. حرائق بغابات الجزائر تؤرق السلطات
- الأناضول السبت, 08 أغسطس, 2020 - 02:35 صباحاً
20 بؤرة يوميا.. حرائق بغابات الجزائر تؤرق السلطات

 

عادة ما تندلع الحرائق في فصل الصيف، لا سيما في الغابات والأماكن المفتوحة، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، فيما يندلع في الجزائر بمعدل 20 حريق يوميا بعضها كان "مفتعلا"، حسب بيانات حكومية.

 

فخلال الأسابيع الماضية، التهمت الحرائق، آلاف الهكتارات (هكتار= 2.4711 فدان) من الغطاء النباتي، جراء عوامل عدة، فيما وعدت الحكومة بتعويض المتضررين.

 

وفي 3 أغسطس/آب الجاري، أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بفتح تحقيق فوري، لمعرفة أسباب اندلاع الحرائق الأخيرة، في البلاد.

 

ويهدف التحقيق بشكل خاص، إلى الكشف عن خلفيات الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الغابات، حسب بيان الرئاسة الجزائرية.

 

** خسائر الحرائق

 

والأربعاء، كشفت الحكومة الجزائرية في بيان، عن "تسجيل 1381 بؤرة حريق (لم يحدد زمانها)، على مساحة إجمالية تقدر بـ14496 هكتار، منها 4268 هكتار من الغابات، و5563 هكتار من الأدغال، و4665 هكتار من الأحراش".

 

وحسب البيان، تشمل الأضرار "مساحة 1085 هكتار من محاصيل القمح والشعير، و145821 حزمة تبن، و104676 شجرة مثمرة، و5111 نخلة، و360 خلية نحل".

 

من جهته، كشف مدير الوقاية بالمديرية العامة للغابات (تابعة لوزارة الفلاحة)، رشيد بن عبدالله، عن "تسجيل 1283 بؤرة حريق، ما بين 1 يونيو/حزيران و3 أغسطس/آب الماضيين، أتلفت مساحة إجمالية قدرها 9.165 هكتار"، وفق وكالة الأنباء الرسمية.

 

وقال بن عبدالله، الأربعاء، إنّ "معدل اندلاع الحرائق في هذه الفترة بمختلف المحافظات، بلغ 20 حريقا يوميا، بمتوسط 7 هكتارات".

 

** أسباب الحرائق

 

وعن أسباب الحرائق، اعتبر بن عبدالله، أنّ "المتسبب الرئيسي في هذه الحرائق هو الإنسان، سواء بقصد أو دون قصد".

 

وأوضح أن بعض الفلاحين يمارسون عمليات الإحراق بغرض توسيع المنطقة للغرس والرعي، أو تجديد الغطاء النباتي.

 

وذكر بن عبدالله، من أسباب الحرائق، "درجات الحرارة المرتفعة، التي تعدّ عاملا مساعدا من عوامل انتشار الحرائق".

 

ويتفق معه، الخبير الجزائري في شؤون البيئة والمناخ، الشيخ فرحات، الذي قال إنّ "من بين الأسباب الرئيسية، التي أدّت إلى نشوب حرائق عديدة عبر كامل ربوع البلاد، هي درجات الحرارة المرتفعة".

 

وأضاف فرحات، للأناضول، أنّ "ظاهرة الاحتباس الحراري عبر العالم، ومنها بشمال إفريقيا والجزائر، ساهمت في ارتفاع درجات الحرارة، تزامنا مع دخول فصل الصيف، أي من شهر يونيو، إلى أغسطس الجاري".

 

وتابع أن "هناك أسباب أخرى تتعلق بالإنسان، منها خروج المواطنين إلى الغابات والجبال بغرض النزهة، لكن النفايات التي يتركونها تشكل عاملا مساعدا في نشوب الحرائق".

 

وأوضح الخبير البيئي، أنّ "السجائر التي ترمى فوق الأعشاب اليابسة في الغابات، تؤدي إلى اندلاع الحرائق".

 

واعتبر أنّ "الحرائق هذه السنة ليست استثناء في العالم، بل طالت دول أخرى، مثل إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا".

 

ودعا المواطنين إلى الحفاظ على الغابات، والوعي بأهميتها في دورة الحياة، مشددا على احترام البيئة، بعدم رمي نفايات الأكل والبلاستيك وغيرها، وتبليغ مصالح الدفاع المدني ومحافظة الغابات بكل خطر محدق بها".

 

وتوقع الخبير الجزائري، أن "ترتفع نسبة الحرائق خلال أغسطس الجاري، نظرا للحرارة المرتفعة، مع احتمال انخفاضها بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك بالعودة إلى معدلها الفصلي".

 

** إجراءات حكومية

 

من جهتها، كشفت الحكومة الجزائرية، أنّ "التحقيقات أفضت الى وضع حد لنشاط 15 شخصا، افتعلوا الحرائق، موزعين على محافظات: الطارف وباتنة وجيجل (شرقي البلاد)، وتيبازة (غرب العاصمة)، والمدية (جنوب العاصمة)".

 

وقال رئيس الوزراء، عبد العزيز جراد، على هامش تنصيب (تشكيل) لجنة تقييم أضرار الحرائق (تترأسها وزارة الداخلية)، الأربعاء، إنّ "من بين الموقوفين، تم إيداع ثلاثة أشخاص رهن الحبس، ووضع آخرين (لم يحدد عددهم) تحت الرقابة القضائية".

 

وحسب بيان للحكومة، أوصى جراد، بإحصاء المواطنين المتضررين من حرائق الغابات، وتقييم الخسائر بغية التكفل بالمتضررين.

 

والخميس، قال وزير المالية أيمن بن عبدالرحمن، إنّ "تعويضات المتضررين من حرائق الغابات، ستكون عينية وليست نقدية".

 

وأضاف بن عبدالرحمن، في حديث للإذاعة الجزائرية (حكومية)، أنّ "الفلاحين الذين تضررت أشجارهم المثمرة، أو مواشيهم بحاجة إلى أشجار ورؤوس ماشية".

 

وخلال الأيام الماضية لقي قرابة 100 شخص حتفهم، جراء السيول التي ضربت محافظات يمنية عدة، فيما تضررت آلاف الأسر، ودمرت آلاف المنازل، بينها منازل نازحين، إضافة إلى تهدم وتضرر مواقع تراثية وتاريخية، وفق تقديرات رسمية.

 

ويعاني اليمن ضعفا شديدا في البنية التحتية، ما جعل تأثيرات السيول تعمق مأساة السكان الذين يشكون من هشاشة الخدمات الأساسية.

 

 


التعليقات