نشرت صحيفة الغارديان، البريطانية تحليلا لمارتن شولوف، مراسل شؤون الشرق الأوسط، بعنوان "السعودية تختار الأصدقاء بشروطها الخاصة وبايدن ليس من بينهم".
ويقول شولوف إن ابن سلمان، توقع غضب واشنطن منذ أن ساعد في اتخاذ قرار أوبك بلس لخفض إمدادات النفط العالمية.
وأضاف أنها "المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية لا تهرع فيها الرياض لتهدئة الغضب الأمريكي".
وأردف أن "هذا جاء إيذانا بمولد سياسة واقعية جديدة، حيث لم تهتم السعودية بحليف تاريخي وبدلاً من ذلك انضمت إلى ما تراه الرياض نظاما عالميا جديدا".
وبحسب تحليل "الغارديان"، فإن ما يجري الآن أوضح علامة حتى الآن على أن العلاقات بين واشنطن والرياض قد وصلت إلى أدنى مستوياتها، وربما الأهم من ذلك هو أن مثل هذا الموقف لا يعني الكثير للسعودية.
وتابعت أن "ابن سلمان يؤكد على أن بلاده لن تكون دولة ثيوقراطية تختبئ وراء مظلة أمنية أمريكية، لكنها قوة وسطى ثرية في حد ذاتها تختار أصدقاءها بشروطها الخاصة".
ووفقا للكاتب، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يكن من بين هؤلاء الأصدقاء.
ويقول إن النفط، أكبر سلاح سعودي، لم يعد جائزة تُمنح للأصدقاء بل أداة يتم استخدامها لخدمة المصالح السعودية.
وخلص التحليل إلى أن "المواقف الجديدة حطمت التسويات التي ضمنت العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، خاصة الاتفاقية غير الرسمية التي ضمنت أمن المملكة مقابل إبقاء صمامات النفط مفتوحة، وعندما يكون الأمر مهمًا، منخفضة الأسعار".
وفي سياق متصل، نشرت "الغارديان"، تقريرا للصحفيين مارتين تشالوف وجوليان بورغر قالا فيه إن الخلاف هو الأخطر بين الولايات المتحدة والسعودية منذ عقود، وهو مهيأ لتمزيق اتفاق يضمن إمدادات الطاقة مقابل دعم الولايات المتحدة لأمن المملكة.
وتابعت: "تدهورت العلاقات بين الدولتين منذ الأيام الأولى لإدارة بايدن عندما تعهد الرئيس الجديد آنذاك بعزل الزعيم الفعلي للسعودية، محمد بن سلمان، الذي وصفه بالمنبوذ".
وأضافت: "في تموز/ يوليو من هذا العام، عكس بايدن مساره، حيث سافر إلى جدة للقاء ولي العهد، لكنه غادر بالقليل من المكاسب من رحلته".
وفي نفس الوقت، حاول الأمير محمد إعادة صياغة العلاقات الثنائية، على أساس أن تكون الولايات المتحدة هي واحدة من عدة شركاء عالميين وأن بلاده لم تعد تستجيب لـ "الإملاءات".
وفي خطوة واضحة لاسترضاء واشنطن، أشار بيان وزارة الخارجية أيضا إلى أن الرياض من المرجح أن تصوت في الأمم المتحدة لدعم قرار يدين روسيا لـ "ضم" الأراضي الأوكرانية الشهر الماضي.
ومع ذلك، ظلت الرياض على علاقات ودية مع روسيا منذ غزو أوكرانيا، وفي دعمها لخفض إمدادات النفط متهمة بالمساعدة في تمويل جهود بوتين الحربية، بحسب "الغارديان".