الاحتلال يشدد إجراءاته الأمنية بالقدس وفصائل المقاومة ترد
- الجزيرة نت الجمعة, 07 أبريل, 2023 - 02:28 مساءً
الاحتلال يشدد إجراءاته الأمنية بالقدس وفصائل المقاومة ترد

[ الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية في القدس المحتلة استعدادا لصلاة الجمعة (رويترز) ]

قالت مراسلة الجزيرة في القدس المحتلة إن جيش الاحتلال شدد من إجراءاته الأمنية في القدس والبلدة القديمة، وذلك على وقع مشهد متوتر في المسجد الأقصى المبارك، حيث تتكرر اقتحامات قوات الاحتلال واستهدافها للمصلين والمعتكفين فيه، فيما عرقلت واشنطن بيانا في مجلس الأمن يدين العنف ضدّ المدنيين.

 

ونقلت المراسلة عن شرطة الاحتلال أنه سيتم نشر أكثر من 2300 شرطي في القدس المحتلة، استعدادا لصلاة الجمعة اليوم.

 

يأتي هذا، فيما قال مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي للجزيرة إن الولايات المتحدة عرقلت إصدار بيان يدين العنف ضد المدنيين، واستهداف المواقع المقدسة، ويدعو إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط.

 

وكان مراسل الجزيرة في نيويورك قد أفاد بانتهاء جلسة مشاورات مجلس الأمن المغلقة بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، دون التوصل إلى توافق حول موقف موحد للمجلس إزاء التطورات.

 

وردا على سؤال عن الموقف الأميركي، قال نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن روبرت وود "لن أعلق على ما يجري في مشاورات مغلقة، ولكن يجب الفهم أن هناك جهودا دبلوماسية هادئة وجادة للغاية في المنطقة لتهدئة التوترات".

 

وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل -اليوم الخميس- إن الولايات المتحدة "قلقة" من مشاهد العنف في القدس، مضيفا أن الإدارة الأميركية على اتصال منتظم مع الشركاء الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية.

 

تنديد وتحذير

 

في غضون ذلك، حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية "حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يجري من عدوان وحشي على المسجد الأقصى".

 

وحذر هنية حكومة الاحتلال من التمادي في عدوانها على المسجد الأقصى، مؤكدا أن "شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوان الغاشم".

 

وفي بيان صدر عقب بدء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منتصف ليل الخميس، قالت حركة حماس إن العدوان على غزة والانتهاكات ضد القدس لن تحقق للاحتلال أمنا، وحمّلت الحركة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدوانها على قطاع غزة ومدينة القدس المحتلة، بينما قالت حركة فتح إن العدوان على غزة لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني.

 

وتوعدت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية بالرد على أي عدوان بقوة.

 

من جانبه، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن "تهديدات الاحتلال لن تخيفنا، بل تجعلنا أكثر قوة وأكثر تماسكا.. فلتكن المقاومة صفًا واحدا في مواجهة أي عدوان على مقاتلينا الأبطال في كافة أماكن وجودهم وأن يكونوا على أهبة الاستعداد للرد على أي عدوان".

 

بدوره، قال رئيس المجلس التنفيذي لجماعة حزب الله اللبنانية هاشم صفي الدين -الخميس- "ليعرف الصهاينة أن المسجد الأقصى ليس وحيدا، وأن خلفه مئات ملايين المسلمين الجاهزين لبذل الدماء من أجله".

 

وأضاف صفي الدين في تصريح نشرته قناة المنار التابعة للحزب "أن السعي الصهيوني لاستهداف الأقصى والنيل من مقدساتنا سيلهب المنطقة".

 

وفي وقت سابق الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 34 صاروخا من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة الجليل، لكن صفي الدين لم يصرح بأي إشارة مباشرة إلى القصف.

 

وبينما لم تتبن أي جهة لبنانية المسؤولية، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن إطلاق الصواريخ جاء ردا على الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى.

 

إصابة إسرائيلي

 

من جهة أخرى، أصيب إسرائيلي، مساء الخميس بجروح متوسطة، إثر إطلاق نار في مستوطنة آدم وسط الضفة الغربية.

 

وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أنّ شرطة الاحتلال تقوم بالبحث عن منفذ إطلاق النار.

 

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره على تويتر إن المصاب هو أحد جنوده، مشيرا إلى أن القوة الإسرائيلية ردت بإطلاق النار على منفذ الهجوم، دون الإشارة إلى وقوع إصابات.

 

وقبل يومين، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين بالضرب، واعتقلت المئات منهم.

 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات للصحفيين "أوضحت في الأيام الأخيرة أن على أعدائنا ألا يخطئوا.. النقاش الداخلي في إسرائيل لن يمنعنا من العمل ضدهم في كل مكان وفي كل زمان يتطلب ذلك".

 

وأضاف "كلنا من دون استثناء موحّدون.. لسنا معنيين بتغيير الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) وندعو إلى تهدئة الخواطر وسنعمل بحزم ضد المتطرفين الذين يستخدمون العنف".

 

اجتماع طارئ

 

وفي سياق ردود الأفعال العربية والإسلامية، دعت منظمة التعاون الإسلامي -مساء الخميس- إلى اجتماع طارئ السبت، بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.

 

وجاء ذلك في بيان للمنظمة التي تضمّ 57 دولة، غداة اجتماع طارئ عقدته الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين (21 دولة)، لإدانة الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى.

 

وشهد الثلاثاء ليلا توترا شديدا في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، عقب اعتداء الشرطة الإسرائيلية بالضرب على المصلين والمعتكفين، قبل أن تكرر الأمر ذاته في وقت متأخر مساء الأربعاء.

 

وأفادت المنظمة في البيان بأنها ستعقد اجتماعا طارئا مفتوح العضوية للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين، صباح السبت، في مقرّ الأمانة العامة بجدة (غربي السعودية).

 

وأضافت "من المرتقب أن يبحث الاجتماع الطارئ الذي دعت له فلسطين والأردن، الاقتحامات والاعتداءات التي تقدم عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه".

 

والأربعاء، رفضت تركيا ودول ومنظمات عربية ودولية، بشدة اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، وحمّلت تل أبيب مسؤولية تصاعد العنف وتقويض جهود التهدئة.

 

كما دعا الاجتماع الطارئ للجامعة العربية، الأربعاء، مجلس الأمن الدولي إلى إيقاف جرائم إسرائيل بحق المسجد الأقصى.

 

ودعا فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي الإدارة الإسرائيلية إلى احترام الوضع التاريخي الراهن للمسجد الأقصى وحرمة جميع دور العبادة. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مأدبة إفطار، الخميس، مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وأوضح أوقطاي أنه في الوقت الذي تكثف فيه قوات الاحتلال عملياتها في الأراضي الفلسطينية وتتصاعد التوترات في المنطقة بأكملها، من الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع استفزازات الجماعات اليهودية المتطرفة.

 

وأضاف أن ما حدث في المسجد الأقصى مؤخرا من أحداث مؤسفة، أثرت على مشاعر جميع المسلمين، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة تجاه المصلين في الأقصى، وذلك أدى إلى إصابة مئات الفلسطينيين ومن بينهم أطفال.

 

وأكد أوقطاي أنه من غير الممكن قبول اقتحام المسجد الأقصى والعبث بقدسيته، مشددا على أن تركيا "كما كانت من قبل، ستظل تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وسنبذل قصارى جهودنا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين والحفاظ على الأماكن المقدسة".


التعليقات