شيماء العريقي في حوار مع "الموقع بوست": كتابي "كراكيب نيسان" مجموعة أوجاع وآلام تعيشها المرأة اليمنية
- حاورها: صلاح الواسعي السبت, 23 يناير, 2021 - 05:22 مساءً
شيماء العريقي في حوار مع

[ الكاتبة اليمنية شيماء العريقي ]

"يدفع الكاتب في اليمن ثمنا باهظا مقابل موهبته، فما بالك عندما يكون الكاتب امرأة، إذ تعاني المرأة الكاتبة كثيرا وهي تمارس شغفها، تعاني لعنة العادات والتقاليد ونظرة المجتمع القاصرة لها، ليس هذا فحسب فحتى عندما تقرر المحاربة وعدم الالتفات للمحبطين وتنجح يربط البعض نجاحها بأشياء سخيفة جدا".

 

بهذه العبارات الموجزة اختصرت العريقي واقع المرأة اليمنية وهي تحاول كتابة نصوص أدبية تثري الحياة الثقافية أو تحكي أوجاعها وآلامها أو تخفف عن ذاتها وطأة الحصار الخانق الذي تفرضه قيود المجتمع على المرأة في اليمن في ظل واقع حرب المرأة أول ضحاياه.

 

شيماء كاتبة جميلة ولطالما صرح كثير ممن يقرأ لها بأنه وجد ذاته مدفونا بين نصوصها، وهذا ربما ما يفسر تزايد الإقبال على كتابها حيث لقى رواجا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وازدياد الطلب على الطبعة الأولى في معرض الكتاب الثالث الذي نظمه مكتب الثقافة في محافظة تعز في آواخر ديسمبر الماضي.

 

كتاب "كراكيب نيسان" يعتبر المولود الأول بالنسبة لشيماء في حياتها الأدبية، فهو من حيث موضوعاته ناقش قضايا عاطفية وإنسانية بشكل عام حيث إن المرأة أخذت النصيب الأكبر من الموضوعات إن لم يكن جميعها.

 

تقول شيماء إنها تحب باهتماماتها الأدبية أن تكون قريبة من الناس وقضاياهم ومعاناتهم ولهذا تجد أغلب كتاباتها عن العاطفة والمشاعر بكل أنواعها ومعاناة الإنسان اليمني في ظل الظروف الراهنة.

 

نص الحوار:

 

* ما هي تجربتك مع كتاب "كراكيب نيسان"؟ كيف تولدت الفكرة ونمت إلى أن صارت كتابا؟ هل يمكن تحكي لنا التجربة مع الكتاب؟

 

** لم يكن كراكيب مجموعة من النصوص فحسب، بل كان مجموعة أوجاع وآلام يعيشها الإنسان والمرأة العربية واليمنية بشكل خاص.

 

في البداية لم يكن كتاب "كراكيب نيسان" قراراً بل كان حاجة ملحة، لم أكتب جميع النصوص في فترة محددة ولست مع أن الكاتب يقوم بالانعزال ليؤلف كتابا، كنت أكتب كل نص بوقته المناسب، باختصار كنت أكتب معاناة لا كلمات. وبعدها تبادر لذهني فكرة تجميع كل النصوص في كتاب لربما يجد المجتمع ما لا يستطيع التعبير عنه بين نصوصي والحمد لله هذا ما تحقق الآن.

 

* هل كان كتابك ضمن معرض الكتاب في تعز الذي أقيم في ديسمبر الماضي؟ وكيف وجدتِ الإقبال عليه؟

 

** نعم.. لقد شاركت بكتابي في معرض الكتاب الثالث في تعز، والحمد لله كان الإقبال عليه كبيرا بدرجة غير متوقعة. قدمت سبعين نسخة للمعرض وكنت أرى أن عدد النسخ كبيرا ولكني تفاجأت بعد أيام بنفادها وطلب نسخ جديدة.

 

* "كراكيب نيسان" كتابك الأول.. ما هو موضوع الكتاب وما هي الأفكار التي ناقشها هذا الكتاب؟

 

** كتاب "كراكيب نيسان" يعتبر المولود الأول بالنسبة لشيماء في حياتها الأدبية، وكما صرحت من قبل أن الكتاب ناقش قضايا عاطفية وإنسانية بشكل عام حيث إن المرأة أخذت النصيب الأكبر من الموضوعات إن لم يكن جميعها.

 

* ما هي المواضيع التي تهتم بها شيماء العريقي وتوليها عناية كبيرة عن غيرها من المواضيع الأخرى؟

 

** يعد الأدب عامة تعبيرا عن الإنسان وقضاياه وأحاسيسه وهي قواسم مشتركة ببن البشر، ودائما ما يختلف الأدب من فترة لأخرى بحسب ما يمر به الإنسان من ظروف، فمثلا أنا ككاتبة أحب أن أكون قريبة من الناس وقضاياهم ومعاناتهم ولهذا تجد أغلب كتاباتي عن العاطفة والمشاعر بكل أنواعها ومعاناة الإنسان اليمني في ظل هذه الظروف الراهنة.

 

* كثير من الشباب تفاعل مع كتابك ولقي رواجا في مواقع التواصل الاجتماعي، ما هي الأسباب من وجهة نظرك؟

 

** أولا وقبل كل شيء أريد أن أتطرق لموضوع مهم وهو أن نجاح أي كتاب لا ينحصر بمحتواه فقط، من وجهة نظري، فللكاتب دور كبير في أن يلقى كتابه رواجا واسعا وهذا الدور يتجسد في علاقاته وأسلوبه وتواضعه والكثير من العوامل.

 

كتابي "كراكيب نيسان" لقى ترويجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع أيضا بما في ذلك معرض الكتاب الثالث في تعز وأماكن بيعه وإن كان هناك سببا لذلك فقد قاله الكثير من القراء وهو أن محتوى الكتاب لامسهم وعبر عنهم وكثير مما قيل إنه نبش ما كان مدفونا بداخلهم ولم يستطيعوا التعبير عنه.

 

* هل تكتبين موضوعات بشكل معتاد لمواقع وصحف وما هي هذا الصحف التي تكتبين فيها باستمرار؟

 

** هناك عدة صحف ومواقع إخبارية تنشر لي، ولكن للأسف لا أتذكر جميعها، منها : صحيفة عدن الغد والعربي اليوم وأخبار اليمن وغيره.

 

* هل لعنوان الكتاب "كراكيب نيسان" صلة بطبيعة موضوعاته أم أن هناك سبباً آخر لاختيار الاسم؟

 

** في العادة المسميات التي تلفت الأنظار وتوحي بشيء من الحداثة وتتمرد على التقليد والاستهلاك هي المسميات المرغوبة، ناهيك عن أن الاسم بما يحمله من دلالة أدبية فلسفية يعكس إلى حد كبير مضمون الكتاب ومحتواه.

 

* دور النشر في اليمن كيف تجدينها؟ هل لك ملاحظات عليها؟

 

** دور النشر للإنصاف تعمل بجد وتبذل جهدا طيبا وإن لم يكن المطلوب بشكل كامل، لكنها تظل نشطة رغم التحديات والظروف الاقتصادية وتراجع المشهد الثقافي، الأمر الذي يجعلها أمام تحديات صعبة.

 

* ماذا تعني الكتابة بالنسبة لشيماء العريقي؟

 

** الكتابة هي عزائي الوحيد حين يصمت الكون من حولي ويشيح بنظره، أذهب للكتابة رغبة في الخلاص من كربة الحياة، هي أيضا مظهر العقل ومرآة الواقع التي تعكس صورة عن ثقافة الشعوب.

 

*واقع حياة المرأة اليمنية كيف تنظرين إليه باعتبارك أحد مثقفات هذا البلد وفي ظل وجود مفاهيم اجتماعية تبخس المرأة قيمتها؟

 

** يدفع الكاتب في اليمن ثمنا باهظا مقابل موهبته، فما بالك عندما يكون الكاتب امرأة، فالمرأة الكاتبة تعاني كثيرا وهي تمارس شغفها، تعاني لعنة العادات والتقاليد ونظرة المجتمع القاصرة لها، ليس هذا فحسب فحتى عندما تقرر المحاربة وعدم الالتفات للمحبطين وتنجح يربط البعض نجاحها بأشياء سخيفة جدا.

 

* هل يمكن أن تحكي لنا عن تجربتك مع القراءة ما هو أول كتاب قرأتيه؟ وأفضل كتاب وجدتيه بحياتك؟

 

** أهوى القراءة كثيرا، فالقراءة بالنسبة لي من الأشياء المهمة التي يجب علي فعلها، لكن في الفترة الأخيرة قلت قراءتي بسبب انشغالي الكبير بأشياء أخرى، ولكني سأعود وبقوة.

 

حقيقة لا أتذكر ما هو أول كتاب قرأته ولكن في بداياتي كنت أقرأ في التنمية البشرية وآخر كتاب أنهيت قراءته هو كتاب "في بيتنا مريض نفسي" للكاتب عادل صادق.

 

لا يوجد كتاب واحد يعتبر الأفضل بالنسبة لي، أي كتاب أخرج منه بكمية كبيرة من المعلومات والذي يغيرني للأفضل أعتبره من الكتب المفضلة لدي ككتاب فن اللامبالاة للكاتب "مارك مانسون".


التعليقات