القاص العمودي في حوار مع "الموقع بوست": لا أفكر كثيراً بالجنس الأدبي عند الكتابة
- حوار: صلاح الواسعي السبت, 20 نوفمبر, 2021 - 04:47 مساءً
القاص العمودي في حوار مع

[ القاص عمر محمد العمودي ]

بصراحة لا أدري إن كانت اللغة ستسعفني في تقديم هذا الأديب الشاب، سارد جميل, قاص له فرادته، رسم أسمه في المشهد الأدبي بحروف براقة, جسّد حضوره القوي كواحد من الأدباء الشباب الذين بدأت أسماءهم تلمع وتتردد بين الشباب والناشئة والكبار.

 

انه القاص عمر محمد العمودي، شاب أنيق قدم من أحد أرياف أبين، من أصل حضرمي، حاصل على شهادة بكالوريوس محاسبة من جامعة عدن، قبل أيام قليلة أصبح عمره 26 سنة. يقول إن لقرية أحور وقرية "المساني" والطفولة التي عاش فيها، تأثير أكبر, بالنسبة لما يكتبه, يرتدي نظارة سوداء وقميص أسود.

 

حروفه المضيئة رغم سوداويتها إلا أنها صادقة، فالواقع أسود، فكانت كلماته وحروفه وشكله تعبيرًا عن الواقع ونقلاً حيا له.

 

له كتاب أدبي جميل" لاجئ لم يفر من الحرب" مطبوع، صدر مؤخرا، متوفرًا في دور نشر خارج البلد، غير أن نصوصه غالبا نشرت في صفحته على فيسبوك وعلى منصات أخرى، قصص قصيرة محبوكة بعناية فائقة وروح تتمتع بحساسية عالية تجاه الحياة وقسوتها ودورسها التي لا تكف تلقيها على البشر.

 

فل يعذرني "الموقع بوست" أن خرجتُ عن النص هذه المرة.. فأنأ اعجز عن كتابة مقدمة لحوار مع شاب أدبي كالعمودي دون أن أخل بمعايير الصحافة.

 

نص الحوار:

 

*يحب القارئ أولاً أن يعرف من هو الكاتب عمر العمودي؟

 

** بداية أشكركم على هذا اللقاء، وسعيد بهذه الفرصة. أما عُمر العمودي فهو شاب من أحد أرياف أبين، من أصل حضرمي، حاصل على شهادة بكالوريوس محاسبة من جامعة عدن. قبل أيام قليلة أصبح عمره 26 سنة، هذا كل شيء.

 

*ما يكتبه عمر العمودي هو أدب ذاتي بمعنى أن القصص التي تنسجها تعبر عن حالة وجدانية أو حقيقية عشتها في حياتك كيف ترى أنت؟

 

** صادفت قرّاء كثر يعتقدون ذلك، ولست مستاء منه، لكن في الحقيقة ليس كذلك، أنا لا أكتب نفسي غالباً، لكنني عندما أبداً بكتابة فكرة، أعيشها، ثم أسكب كل مشاعري حينها في القصة، وربما الكتابة -غالبا- بضمير المتكلم تساعدني بإظهارها وكأنها مشاهد حقيقية. بإمكانك وصفه بأدب ذاتي، لأن الشعور الذي أعيشه عند كتابة قصة لايكون مؤقتاً.

 

*هل تسعى لأن تكون كاتبا قاصا أم لك طموح لكتابة أجناس أدبية أخرى؟

 

** في الحقيقة لا أفكر كثيراً بالجنس الأدبي عند الكتابة، حتى القصة القصيرة لم تكن باختيار أو قرار مسبق. كتبتها دون أن أدرك، ولهذا أبدو غير ملتزم ببعض معاييرها. لا أعلم ما سيحدث في المستقبل. فحتى الآن، كل ما كتبته لم يكن هدفاً من قبل.

 

*يقال أن الأدب في بلادنا لا يطعم خبزا.. لماذا برأيك؟

 

**إن كان الحديث عن بلدنا، فالخبز فيها أصبح باهضاً، حتى الوظائف الحكومية لا تكفي لتوفيره. لكن إذا كان الحديث بشكل عام، سأجيبك كقارئ: لهذا أنا أحب الأدب، وأحب أكثر الأدب النابع من بلدان تشبهنا، والأدب الذي ولد في فترات من الزمن بعد إن مرّ بمخاض شاق. ذلك الأدب الذي يُكتبه صاحبه بمعدة فارغة، وعند قراءته تنسى بأنك جائع.

 

*كيف تولد القصة في رأسك، وكيف تنفعل بها؟

 

** ببساطة تمر بمرحلتين، التفكير، والكتابة. المرحلة الأولى هي الأطول والأصعب، وغالبا تكون ناقصة، وتكتمل من تلقاء نفسها عند الشروع في الكتابة.

 

*هل استطاع الأدب أن يغير في الواقع أو يستطيع؟

 

**لا، ليست هذه وظيفة الادب. الأدب مسكّن، يجعل مرارة الواقع لذيذة، لكنه لا يعالجها. هكذا أرى.

 

*من خلال كتابتك ونشرك للقصة القصيرة هل ترى أن القصة القصيرة في اليمن في تراجع أم في ازدهار؟

 

** سأعترف بأني لستُ ملّماً بتاريخ القصة اليمن، الكثير من روّاد القصة في بلدي ممن لم أقرأ لهم، أو قرأت لهم قليلاً، لهذا لا أملك رؤية كاملة، لكن من خلال القراءة للكثير من القاصين المعاصرين، لا أرى أن كتابة القصة في تراجع.

 

*كيف أثرت عدن المدينة التي تعيش بها على نمط الأدب الذي تكتبه وكيف أثرت على لغتك؟

 

*أقضي معظم أيامي في عدن في السنوات الأخيرة، عدن مدينة تتيح لك معرفة ثقافات محليّة متعدّدة، وتمنحك رؤية التناقضات كالجمال والقبح والفرح والمأساة في أدق صورها. هي من المدن التي تترك أثراً كبيراً في النفس من مدة قصيرة. لكن بالنسبة لما أكتبه، لريف أحور وقرية "المساني" والطفولة التي عشتها فيها، تأثير أكبر من حياة المدينة.

 

*كثير من القصص التي ضمها كتابك" لاجئ لم يفر من الحرب" ذات نفس سوداوي، أتساءل لماذا تندر الكتابة عن الفرح والسعادة في كثير من كتابات الشباب؟

 

** بالنسبة للكتاب فعدد كبير من قصصه يصف الحياة ما بعد الحرب، لا أعلم إن كانت هناك أشياء جميلة لم أرها، -قد يتعلّق الأمر برؤية قاصرة مني- لكنني أظن بأن الواقع يُكتب كما هو دون تزيين. وبالنسبة للشباب، فهذا أكثر الفترات التي تعيشها البلد سواداً، من الطبيعي أن ينعكس ذلك في الأدب. للأسف، في الحقيقة الكأس بأكمله فارغ.

 

*عمر هل هناك عمل أدبي تنوي انجازه؟

 

**حالياً لا أعمل على ذلك، ولا أنوي.

 

* كيف تنظر لمستوى الأدب الذي ينتجه الأدباء الشباب من جيلك؟

 

** أحب القراءة للكثير منهم، في الشعر والقصة والخاطرة. أجد أدباً عالياً وممتعاً في كل جنس، وأترقّب إلى أي مدى سيحلّقون بعد.

 

*عمر دعنا نلعب لعبة قصيرة بجملة واحدة ماذا تعني لك الكلمات التالية:

 

الوطن: حذاء يضع عليه رأسه مشرّد لينام.

 

الحرب: حريق تدفأ به الساسة.

 

الثورة: قطار يتطلّب وجود سكّة حديدية لينطلق.

 

القراءة: وجبة لايمكن الشبع منها.

 

الشعر: الذهاب في رحلة حميمية بعيداً عن جسدك.

 

الصداقة: ابتسامة ترتسم على وجهك فجأة في أكثر أوقاتك وحدة.

 

الكتابة: ردّات فعل لا تستطيع القيام بها بطريقة أخرى.

 

*ما هو أجمل كتاب قرأته يا عمر؟

 

**رواية الساعة الخامسة والعشرون.

 

*أجمل كاتب تأثرت به وتقرأ له محليا وعالميا؟

 

**قيس عبد المغني، وتشارلز بوكوفسكي.


التعليقات