"خلقت فكرة تطبيق الترجمة الصوتية الفورية من معاناتي" يقول ماجد العجماني (23 عاماً) لـ "العربي الجديد" ويكمل أنّه عجز عن التحدّث إلى الأجانب أو التواصل معهم بسهولة نتيجة، عدم إلمامه باللغة الإنكليزية.
فخطرت فكرة المشروع على باله، بيد أنّ أوضاع الحرب في اليمن عرقلت تنفيذها. يتابع أنّه هاجر إلى ماليزيا، كونها الخيار الوحيد الذي بقي أمامه بما أنّ جميع الدول كانت مغلقة في وجهه.
انطلق تطبيق "Odle"، في أواخر عام 2016، وهو منصّة تواصل اجتماعي، تهدف لكسر حاجز اللغة، وتوفير خدمة الترجمة الفورية للصوت والرسائل بغض النظر عن لغة المتكلّم. ويعمل "Odle" على ترجمة المحادثات بسلاسة أثناء مكالمات الفيديو حيث تظهر الترجمة باللغة الخاصة بالمتحدّث على الشاشة في الوقت ذاته.
ويعتمد "Odle" جزئياً على مشروع غوغل في الترجمة الآلية العصبية، فهو عبارة عن نظام ذكاء صناعي، يقوم بالتعلّم الآلي ويبدأ بالتعرّف على النص ويطوّر ذاته ليترجم كالبشر في نهاية المطاف.
ويعلّق ماجد، أنّ البشر يبدأون في تعلّم أي لغة بشكل مبتدئ ويتطوّرون مع الوقت. كذلك يعمل نظام الذكاء الصناعي في غوغل وتطبيق "Odle". ونلاحظ هذا التطوّر في الترجمة على غوغل من العربية إلى الإنجليزية أو العكس، لأنّ العرب يستخدمون نظام الترجمة بشكل كبير، بينما اليابانيون على سبيل المثال، لا يعتمدون عليه أو لا يحتاجونه بكثرة لذلك لا تزال الترجمة إلى اليابانية بدائية على غوغل. وتطبيق "أودل" هو آلة تعتمد على البشر تتطوّر تقنياتها كلّما زاد استخدامها.
يضيف ماجد أنّ أودل يعمل على مشاريع مختلفة كثيرة، مثل التعرّف على الصور وكذلك تحليل الرسائل النصية، وسيطلقون في غضون أيّام، روبوتاً آلياً باسم "إيموديل" يقوم بتوفير روابط ومعلومات، على علاقة بالحوار الذي يدور بين شخصين. مثلاً لو كان الحوار عن أحوال الطقس، يرسل "إيموديل" نشرة أخبار الطقس لطرفي الحوار من دون عناء البحث عنها. أي يساعد هذا الروبوت على تزويدنا بالبيانات، وهو يعتبر جزءا من "أودل".
واللافت أنّ التطبيق جذب مئات آلاف المستخدمين حول العالم، في فترة قصيرة، وتمكّن من جمع ربع مليون دولار لتمويله في ما يعرف باسم الـ " Seed Round " (التمويل الأولي، هي طريقة من طرق طرح الأوراق المالية حيث تقوم بعض الأطراف ذات الصلة بالشركة الناشئة الجديدة بالاستثمار بمبلغ يمكّن الشركة الناشئة من البدء بأعمالها). ومن المتوقّع الانتقال الى "Round A" (وهو اسم يعطى عادة لأول جولة تقوم بها شركة كبيرة لتمويل رأس المال الاستثماري)، باستثمار يصل الى 5 ملايين دولار أميركي خلال السنوات القادمة للعمل على تطويره. وبحسب احصائيات موقع "appannie" ، حمّل تطبيق "أودل" اكثر من 200 ألف مرّة خلال ثلاثه أشهر.
ويقول ماجد، إنّهم أسّسوا شركة في كوالالمبور ولديهم مكتب في لندن. ويمتلكون خطّة واضحة للسنوات القادمة، بعدها سوف ينتقلون إلى العمل على خطة أخرى قد تحتاج إلى المزيد من التمويل، ويتواصلون حالياً مع شركات من أميركا وبريطانيا.
لم تختلف أوضاع ماجد عن غالبية الشباب العرب. حين بدأ بدراسة برمجة الكومبيوتر ذاتياً وهو في السادسة عشرة من العمر.
ولم يدرك وقتها، أنّ تلك الخطوة ستغيّر مجرى حياته، حين بدأ العمل على إنشاء مواقع على الأنترنت وهو في الثامنة عشرة، بعدما أجبرته الظروف المادية الصعبة، على التخلّي عن دراسته والالتحاق بسوق العمل وهو في الثانية عشرة من العمر. عمل في مخازن كبيرة وحمل الصناديق الثقيلة، ليكسب مبلغاً بسيطاً من المال. بيد أنّ تلك الأمور، لم تعرقل مسيرته، ليصبح أحد الشباب اليافع الذي ينشئ ابتكاراً يسهّل حياة الكثير من البشر، خصوصاً في ظلّ التطوّر التكنولوجي السريع الذي نشهده، والحرب التي هجّرت وبسرعة قياسية ملايين البشر إلى بلاد يجهلون ثقافتها ولغتها.
وللحصول على خدمة الترجمة الفورية، ينبغي تحميل تطبيق "أودل" على الجوّال، عبر غوغل بلاي وابل ستور.
ويتمكّن بعدها الشخص من التحدّث بلغته، من دون أي حواجز لغوية. شرط أن يكون المستخدم بلغ الـ 18 من العمر كحد أدنى، وذلك لأسباب كثيرة قد يستغلّها البعض للمواعدة والتعارف على أشخاص قاصرين. ويؤكّد ماجد أنّ هدف التطبيق، أن يكون منصّة للشباب المراهق وما فوق، وللقيام بأعمال تجارية ومقابلات عمل بين الشركات، ويلفت إلى أنّ الترجمة الفورية متوفّرة في مكالمة فيديو بين شخصين، لكنّهم لا يزالون يعملون على تقديم هذه الخدمة في مؤتمرات يزيد عدد المشاركين فيها عن شخصين.