[ محمد علي أبو لحوم ]
كشف الكاتب اللبناني محمد قواص عن مبادرة لحل الأزمة في اليمن بين الشرعية والمليشيا الانقلابية، تناقش في واشنطن.
وقال قواص -في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية- إن السياسي محمد أبو لحوم أطلق مبادرة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، مشيرا إلى أن أبو لحوم تداول مع رجال إدارة ترامب فيما يراه سبيلاً للسلم في بلاده، فتفاقم الحرب وغياب الدولة، وفق ورقته، سيؤديان إلى نهايتين: كارثة إنسانية وتعاظم قوة الجماعات الإرهابية.
ولفت الكاتب اللبناني إلى أن ما طرحه أبو لحوم يكمن في أن مداخلها تأتي لتتكامل وليس لتتناقض مع الرؤى الخليجية الأممية للحل، بكلمة أخرى يرتّق الرجل ثقوباً شابت المساعي السابقة، ويدعو إلى وقف الحرب لتكون مدخلاً لوقف تدحرج البلاد نحو العبث والفوضى والإرهاب.
وترى المبادرة -بحسب الكاتب- أن وقف الحرب يوقف الصواريخ المنطلقة من اليمن ويفتح الباب أمام دخول المساعدات الإنسانية، ووقف الحرب يفرض منطق سلم، وبالتالي يلفظ الأطراف التي تتعيّش من فكرة الحرب في الداخل، ووقف الحرب يضع اليمنيين أمام أنفسهم داخل البيت، ويعيد للجدل بيتيته ويمنيته حول ماهية السبل للتفاهم على دولة السلم.
ودعا أبو لحوم في مبادرته إلى إشراك روسيا في الحل، وعلق قواص على ذلك بالقول إن أبولحوم يعرف أن الأمريكيين ما زالوا يريدون روسيا شريكاً لحل بعض النزاعات، وأن المماحكة حول سورية من لوازم تحسين هذه الشراكة، وأن لموسكو نفوذاً يمكن أن تمارسه على بعض أطراف اليمن للوصول إلى حل لا ترفضه دول الخليج.
وأشار الكاتب إلى أن مبادرة أبو لحوم تستوحي من حيوية العلاقة التاريخية التي تجمع اليمن بالسعودية ودول الخليج.
وقال إن المبادرة تحتوي على خطة أمنية لصنعاء تنفذ خلال 30 يوماً بإشراف الأمم المتحدة، إبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً مع إشراف الأمم المتحدة على جميع البضائع الواردة اليه، في مقابل انسحاب الحوثيين من الميناء إلى مواقع متفق عليها.
وأضاف "بناء على خطته يجري تفتيش الشحنات من قبل الأمم المتحدة، كما يجري توزيع موادها على مختلف مناطق البلاد، من دون أي اعتراض من الحوثيين".
العارفون في شؤون اليمن يدركون أن أبو لحوم لطالما تردد اسمه كثيراً لتبوء مناصب عليا في الدولة.
وقال الكاتب إن أبو لحوم يملك علاقات متينة مع كل أطراف الصراع، وبالتالي فإن ورقته في واشنطن استندت على معطيات وليس على تمنيات، وإن علاقاته الممتازة مع الرياض كما تلك مع الوجاهات القبلية والحزبية في اليمن، وفّر له أرضية لاقتراح حل عملي قابل للتنفيذ يخرج البلد من مأزقه.