[ أرشيفية ]
يعيش النازحون الفارون من القتال في منطقة المخا اليمنية على ساحل البحر الأحمر ظروفا قاسية تنعدم فيها احتياجات الإنسان الضرورية.
ويقول ناشطون بالمنطقة إنّ جماعة الحوثي وأنصارَهم من مسلحي الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يعرقلون عمل منظمات الإغاثة. ورغم استمرار تدفق النازحين فإنّ مئات الأسر ما زالت عالقة في مناطق القتال.
وفي الضواحي النائية لمديرية القراحي بمحافظة الحديدة، تحاول أمٌ إسكات بطون أطفالها الجوعى، فقد تركت منزلها في مدينة المخا هربا من نيران الحرب وسوء استخدام الحوثيين للسكان من أمثالها.
وقد استقر الحال بهذه الأسرة النازحة في هذه المنطقة النائية، وتكاد آمالها تضيع في ظل هذا الواقع القاسي المحيط بها حيث مئات الأسر تعيش أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة ولا يتوفر لهم أقل أنواع الخدمات الضرورية.
وتسجل أعمال الإغاثة في بادية القرّاحي غيابا تاما منذ أن نفذت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في بدايات وجود النازحين هنا مصدرا واحدا نقيا لمياه الشرب، يتقاسمون الاعتماد عليه الآن مع نازحين آخرين من المناطق المجاورة لم يتوافر لهم حتى هذا المورد.
ويتحدث الواقع في هذه المنطقة عن نفسه، وفي غمرة هذه الظروف يتعرض النازحون لمختلف أشكال وأنواع الأوبئة، وتبدو قصة الصراع من أجل البقاء واضحة في مختلف جوانب حياتهم، حتى الصغار يقارعون الظروف القاسية بحثا عن بعض طفولتهم الضائعة.
ومع استمرار حدة المعارك على طول الساحل الغربي لمحافظة تعز -عبر المراحل المختلفة لحرب إعادة الشرعية لجميع سواحل البحر الأحمر، وقطع سبل إمداد الحوثيين نهائيا- ومع قسوة الحوثيين تجاه السكان، يتضاعف عدد النازحين الفارين بالاتجاهات المختلفة ويستمر تدهور أوضاعهم الإنسانية.