الحياة تدب في لحج بعد استعادتها من الانقلابيين
- الخليج أونلاين الإثنين, 12 يونيو, 2017 - 12:46 صباحاً
الحياة تدب في لحج بعد استعادتها من الانقلابيين

[ أفراد من المقاومة الشعبية والجيش الوطني - كرش لحج ]

على مدار أكثر من عامين، عاشت محافظة لحج اليمنية على وقع المعارك التي تلت انقلاب مليشيا الحوثي وأتباع الرئيس المخلوع علي صالح، منتصف العام 2014، لكونها تمثل الطريق إلى عدن (العاصمة المؤقتة)، وفيها قاعدة "العند" الجوية الإستراتيجية، فضلاً عن أنها واحدة من المحافظات التي عانت تهميشاً كبيراً طيلة حكم صالح.
 
وبعد تحريرها من المليشيات الحوثية في أغسطس/آب 2015، اكتوت لحج بنار عمليات إرهابية طالت مقرات حكومية في الحوطة (عاصمة المحافظة)، وتبناها تنظيم القاعدة. غير أن قوات الجيش الوطني والأجهزة الأمنية تمكنت (بدعم من التحالف العربي) من بسط الأمن وإعادة الحياة للمحافظة.
 
وتقع لحج جنوبي غربي اليمن، وهي تبعد عن العاصمة صنعاء بنحو 320 كيلومتراً. ويبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، وفق تقديرات غير رسمية (نحو 3.7 بالمئة من سكان اليمن).
 
- أنشطة ثقافية
 
ومع عودة المحافظة لحياتها الطبيعية، عاودت الأنشطة والفعاليات في مختلف المجالات الظهور بدعم من المؤسسات الخيرية التابعة للتحالف العربي، والمتمثلة في "حملة الكويت إلى جانبكم" ومركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، والهلال الأحمر القطري والهلال الأحمر الإماراتي.
 
في أواخر أبريل/نيسان الماضي أقيم معرض الكتاب في نادي القراء الثقافي بالحوطة. وكان أول معرض للكتاب في تاريخ المحافظة، حيث هدف المعرض الذي استمر أسبوعين إلى إعادة الروح الثقافية إلى المحافظة.
 
الدكتور عبدالرزاق الشاطري، عضو المجلس التنفيذي للمحافظة، يقول لـ"الخليج أونلاين"، إن التحالف يقدم دعماً كبيراً ومتنوعاً في شتى المجالات لإعادة تطبيع الحياة في المحافظة.
 
ويضيف الشاطري، الذي يرأس مكتب الصحة أيضاً: "التحالف ركز أيضاً على الجانب الصحي، خصوصاً أن المحافظة تتعرض لموجة من وباء الكوليرا، إذ قدم لنا غرف عمليات متكاملة، وزود المستشفيات والمرافق الصحية بالمعدات والأجهزة الطبية بما يمكنها من تقديم الخدمات في القرى والمديريات".
 
-دعم مختلف
 
مياد خان مدير الإعلام في حملة "الكويت إلی جانبكم"، يقول لـ"الخليج أونلاين" إن الكويت تدخلت في 5 قطاعات في المحافظة، وهي: الغذاء، والمياه، والصحة، والتعليم، والإيواء. ووفقاً لخان فإن "قطاع المياه شهد تدخلات كويتية في حقل مغرس ناجي، وفي الشقعة وقرية التعلب، من خلال صيانة الحقول وربطها بالتيار الكهربائي، وحفر الآبار وتوفير المضخات".
 
كما قامت الكويت بدور بارز في إعادة الحياة التعليمية إلى مسارها، حيث رممت عدداً من المدارس في مديرية الحوطة، إلى جانب ترميمها كليتي التربية والزراعة، وإنشاء وبناء مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوزيع أكثر من 4 آلاف حقيبة وزي مدرسي.
 
وفي مجال الصحة، يضيف خان: "وفرت حملة "الكويت إلى جانبكم" المستلزمات والأجهزة الطبية التي من شأنها إعادة العمل في المستشفيات، ووفرت أيضاً كميات من الأدوية والمحاليل الطبية بالإضافة إلى تقديم سيارات الإسعاف".
 
كما وزعت الكويت مساعدات غذائية في لحج عبر مرحلتين، قدمت خلالهما أكثر من 10 آلاف سلة غذائية، استهدفت من خلالها أسر الشهداء والجرحى والنازحين.
 
وأشار خان إلى أن قطاع الإيواء شهد تدخلاً كويتياً لمصلحة عدد من الأسر النازحة بسبب الحرب في مديريات كرش وطور الباحة، فضلاً عمَّن تركوا منازلهم ونزحوا إلى أماكن أخرى.
 
وقد وزعت الحملة مستلزمات الإيواء والمكونة من الفرش والبطانيات، ومستلزمات النظافة وأدوات المطبخ لأكثر من ألفي أسرة على مرحلتين، بحسب مسؤول الحملة.
 
- مساران متوازيان
 
هذا الإنقاذ الكويتي تزامن مع تدخل مماثل من قبل الدول الأعضاء في التحالف، وأذرعها الإنسانية مثل الهلال الأحمر القطري، ومركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي.
 
كما أن تطبيع الحياة لم يقتصر على محافظة لحج، فكل المحافظات المحررة تشهد تطبيعاً للحياة، ودعماً إنسانياً وإغاثياً على المستويين القريب والمتوسط.
 
وهي جهود يرى مراقبون أنها تؤكد أن التحالف يعمل في اليمن بيدين، الأولى تحارب عسكرياً لإعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، والثانية تقوم بتطبيع الحياة العامة وتقديم المساعدات الإنسانية في مسارين متوازيين.
 
ويعيش اليمن أوضاعاً مأساوية، بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين قوات الحكومة من جهة، ومليشيات الحوثي - صالح من جهة أخرى، والتي أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف يمني، ووضعت ثمانين بالمئة من اليمنيين في ظروف طارئة، بحسب تقارير أممية.
 


التعليقات