[ حذر ميتشل من استمرار "البؤس والمعاناة" إذا لم يتم الضغط على السعودية- أ ف ب ]
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا لمحرر الشؤون الدبلوماسية جيمي ميريل، يقول فيه إن الوزير البريطاني السابق أندرو ميتشل دعا حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي للضغط على السعودية لوقف عمليات القصف الجوي على اليمن، قبل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للندن الشهر المقبل.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن ميتشل، الذي شغل منصب وزير التنمية الدولية في حكومة المحافظين، قوله إن "السعودية تسير نحو "هزيمة" مهينة في اليمن، ويضيف أنه من الواضح الآن أن "السعودية لن تربح الحرب من الجو"، ويحذر من استمرار "البؤس والمعاناة" إذا لم تقم بريطانيا والمجتمع الدولي بالضغط على السعودية، والعودة إلى طاولة المفاوضات.
ويشير الكاتب إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية يقوم بحملة من الجو ضد المتمردين الحوثيين منذ عام 2015، وبدعم عسكري من الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث أدت الحرب إلى مقتل 10 آلاف شخص، مستدركا بأن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك؛ لعدم توفر المصادر لإحصاء القتلى على الأرض.
ويقول ميتشل: "لن تربح السعوية الحرب من الجو، وتبدو حقيقة هزيمتها من خلال العدد القليل من القوات على الأرض"، ويضيف أن "الوضع الحالي سيقود إلى إهانة في ما يتعلق باليمن، وكذلك على نطاق الإقليم في ما يتعلق بإيران".
ويذكر الموقع أنه من المقرر أن تتطرق ماي في أثناء زيارة ابن سلمان إلى لندن، التي سيلتقي فيها أعضاء من العائلة المالكة البريطانية، إلى العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى مسار الحرب الأهلية، التي مضى عليها ثلاث سنوات في اليمن.
ويقول ميتشل للموقع: "ندعم أجندة ابن سلمان المحلية، التي تعد مهمة لمستقبل السعودية، لكننا سنفشل في أداء واجبنا بصفتنا صديقا صريحا وحليفا مقربا لو لم نعبر عن مظاهر قلقنا بوضوح من السياسة السعودية في اليمن"، ويضيف أن على الوزراء تبني موقف متشدد تجاه اليمن؛ من أجل إبعاد ولي العهد عن "السياسة التي لم تجلب سوى البؤس والمعاناة" إلى اليمن.
ويلفت التقرير إلى أن تصريحات ميتشل تأتي بعد دعوة وزيرة خارجية الظل إيملي ثورنبري، ماي للتوقف عن التصرف بـ"إذعان" أمام ولي العهد، ووقف صفقات السلاح إلى السعودية.
ويفيد ميريل بأن ميتشل لا يدعم فرض حظر تصدير للسلاح على السعودية، التي قال إن من حقها الدفاع عن نفسها، إلا أن تدخله يسلط الضوء مرة أخرى على العلاقات الدفاعية بين بريطانيا والسعودية، حيث يقوم ابن سلمان بمشروع تحديث يعرف باسم "رؤية 2030"؛ لفطم المملكة عن النفط.
وينوه الموقع إلى أن تصريحات ميتشل تأتي أيضا في وقت قدمت فيه بريطانيا مسودة قرار لمجلس الأمن يشجب إيران وانتهاكها حظر تصدير السلاح إلى اليمن، مشيرا إلى أن السعودية سترحب بالمشروع البريطاني، لكنه أدى إلى اتهامات من ميتشل بأن بريطانيا نفسها أصدرت رخص بيع سلاح إلى السعودية بأكثر من 6.4 مليار دولار منذ عام 2015.
وبحسب التقرير، فإن مشروع القرار المقترح جاء بعد النتيجة التي توصلت إليها لجنة الخبراء في الأمم المتحدة، بأن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على السعودية العام الماضي إيرانية الصنع، حيث يقول ميتشل: "بالطريقة التي نشجب فيها الهجوم الحوثي على مطار الرياض ذاتها، فإنه يجب علينا ألا نخاف من شجب الغارات الجوية على اليمن، التي ينفذها الطيران السعودي، والتي قتلت وشوهت الرجال والأطفال والنساء الأبرياء"، ويضيف أن على بريطانيا أن تكون "نزيهة"، وتعمل باتجاه المفاوضات دون شروط لإنهاء النزاع.
ويؤكد الكاتب أن بريطانيا تشدد على أنها تعمل باتجاه السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى اليمن، ومن أجل العمل على حل دبلوماسي للأزمة، التي سمحت لتنظيم القاعدة بالانتعاش.
ويورد الموقع أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون انتقد إيران، يوم الاثنين؛ بسبب دعمها العسكري للحوثيين، وقال: "أدعو إيران للتوقف عن نشاطاتها التي تزيد مخاطر التصعيد، وأن تدعم الحل السياسي في اليمن.. وأدعو أطراف النزاع كلها للالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك قانون الإغاثة الدولي وقوانين حقوق الإنسان".
ويبين التقرير أن تقريرا للأمم المتحدة أشار إلى أن أطراف الأزمة كلها ارتكبت انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك الحملة التي تقودها السعودية، التي استهدفت أهدافا مدنية، بالإضافة إلى "القصف العشوائي الذي قام به الحوثيون".
ويلفت ميريل إلى أن التقرير أشار إلى 10 حوادث قام بها التحالف الذي تقوده السعودية، التي قتلت 157 مدنيا، بينهم 85 طفلا، حيث استهدفت الغارات المناطق السكنية، والمصانع، وقوارب الصيد، ما دفع خبراء الأمم المتحدة للقول إن السعودية فشلت في الالتزام "بمبادئ القانون الدولي المتعلق بتناسب الهجمات وتنفيذها"، ووصف الإجراءات التي اتخذها التحالف الذي تقوده السعودية من أجل تقليل الخسائر المدنيين بأنها "غير فاعلة".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول المتحدث باسم الحملة ضد تجارة السلاح أندرو سميث، إن الحملة التي تقودها السعودية قادت إلى "اسوأ كارثة إنسانية في العالم"، وأضاف: "لو كان بوريس جونسون وزملاؤه جادين في إنهاء الأزمة فإن عليهم التوقف عن دعم وتسليح النظام السعودي".