عدن .. مواطنون عاجزون عن توفير الاحتياجات الأساسية للشهر الكريم
- عدن - خاص الخميس, 17 مايو, 2018 - 12:08 صباحاً
عدن .. مواطنون عاجزون عن توفير الاحتياجات الأساسية للشهر الكريم

[ يفتقر المواطنون في عدن إلى الخدمات الأساسية ]

لا شيء يدعو المواطنين في عدن لأن يستقبلوا شهر رمضان ببشاشة وسرور،غير كونه يُعد جزءاً من روحانيات وشعائر الدين الإسلامي، أما المظاهر المادية فهي في تراجع وانحدار، فالمواطن لم يعد قادراً على تحمل تكاليف احتياجات أسرته من أطعمة ومشروبات اعتادوا عليها خلال الشهر الفضيل من كل عام، إلا أنه ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثيين توقف كل شيء، أو بالأصح أصبح محدوداً ويقل تدريجياً، فالعملة المحلية تنهار من جهة ورواتب العسكريين، وهم فئة واسعة في المجتمع، لا تُصرف بانتظام من جهة أخرى.
 
ويأتي رمضان هذا العام بالتوازي مع اشتداد حالة التنافر التي تشهدها العلاقة بين الحكومة الشرعية من جهة ودولة الإمارات وهي المشارك الأبرز في منظومة التحالف العربي والذي جاء لإسناد الشرعية ودعمها في مواجهة ميليشيا الانقلابيين، وبطبيعة الحال فإن حالة التنافر تلك تسببت في اختلالات توقفت معها مصالح المواطنين وتعطلت خدماتهم، فرواتب منتسبي الجيش الوطني والأمن ما تزال محجوزة في ميناء عدن من قبل دولة الإمارات والتي تستخدم رواتب المواطنين كأداة للضغط على الشرعية إلى جانب الأدوات العسكرية الأخرى.
 
الخدمات هي الأخرى ما تزال على ما هي عليه، فالكهرباء تنقطع لساعات طوال نتيجة العجز في التوليد، في حين تُجاوز أزمة المشتقات النفطية النصف عام، ومُحدثةً معها عشرات الأزمات المتفرعة كارتفاع تكاليف المواصلات والنقل الداخلي.
 
ويُفيد المواطن محمد الصُبيحي، وهو طالب جامعي وأحد منتسبي الجيش الوطني أيضاً،" أن شهر رمضان شهر الخير واليُمن والبركات ويحل على الأمة الإسلامية وتستقبله بالبهجة والفرحة والاستبشار هذا حال المسلمين في كل مكان، إلا أن الأمر قد يختلف كثيرا بالنسبة لنا كيمنين نظرا لما تمر به بلادنا من أزمات سياسية واقتصادية.
 
ويضيف الصُبيحي في حديثه لـ"الموقع بوست" نستقبل شهر رمضان هذا العام وبلادنا تعاني أشد المعاناة سواء من تمزق كيان الدولة وانتشار المليشيات في كل مكان وارتفاع الأسعار بشكل جنوني حيث تُحرم الكثير من الأسر  الحصول على الأساسيات من الغذاء والشراب.
 
ويذكر "لن تكون الموائد هذا العام سوى شحيحة وهذا في حالة انتظام الرواتب، ويختلف الأمر كثيراً وتزداد المعاناة مع انقطاع  الرواتب وعدم انتظامها".
 
ويشير إلى أن رمضان قد يكون ضيفاً ثقيلاً على الأسرة ويزيد من معاناتها، خاصةً مع عدم وجود رقابة على التجار وضبط الأسعار حيث تختلف الأسعار من مكان إلى آخر ومن تاجر إلى آخر.
 
وأبدى الصُبيحي استغرابه من غياب دور منظمات الإغاثة وعدم وجودها بجانب المواطن لعلها تخفف من معاناته ولو الشيء اليسير وتخفف عن كاهله بعض همومه ومعاناته، لكن لا وجود لتلك المنظمات إلا في وسائل الإعلام، فنحن نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.
 
أما الصحفي ناصر عوض لزرق فيقول إن رمضان هذا العام لن يكون أفضل من سابقيه، نظراً لانهيار منظومة الكهرباء في مدينة ساحلية كعدن، وتعتبر فيها خدمة الكهرباء أساسية للعيش، ناهيك عن باقي الأزمات.
 
ويتابع لزرق في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الحرب انتهت في عدن قبل ثلاثة أعوام، لكن آثارها ما تزال تكوي المواطنين بنارها، فلم يحدث أي اصلاح جذري لملف الخدمات.
 
ويضيف "تحتضن عدن اليوم التحالف العربي والحكومة الشرعية، وتعتبر العاصمة المؤقتة لليمن، غير أنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، والمواطن فيها صار لا ينعم بحياة أمنة جراء تعدد الأجهزة الأمنية وتناحرها.


التعليقات