أثارت صور لحكام السعودية والإمارات رفعها أعضاء في حزب التجمع اليمني للإصلاح خلال مسيرة دعا لها الحزب في تعز اليوم في الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم، جدلا واسعا بين أوساط السياسيين والناشطين اليمنيين.

وشهدت مدينة تعز اليوم السبت مسيرة جماهيرية حاشدة، دعا لها حزب الإصلاح للاحتفاء بالذكرى الرابعة لعاصفة الحزم، وذكرى انطلاق مقاومة مليشيا الحوثي.

وخلال المسيرة، رفع المحتشدون صورا لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى جانب شعار حزب الإصلاح.

وتوالت ردود فعل اليمنيين بين مؤيد وساخر من رفع الإصلاح صورا لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الذي يقود حربا سرشة ضد الحزب في اليمن والذي يعتبر الحزب امتدادا لتنظيم الإخوان المسلمين.

وتتهم الإمارات بتنفيذ وتمويل اغتيالات طالت قيادات في حزب الإصلاح في عدن وتعز، كما تقوم أبوظبي باعتقالات طالت قيادات الحزب في أكثر من محافظة محررة وتقوم بممارسة التعذيب بحقهم.

ويأتي رفع الحزب لصور ولي عهد أبوظبي في الوقت الذي تدعم فيه الإمارات جماعة أبو العباس السلفية التي تقود تمردا ضد الدولة وتمارس اغتيالات طالت قيادات وأفرادا ينتمون للإصلاح في تعز.

وفي سياق ذلك وصفت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان حزب الإصلاح اليمني بأنه حزب كبير، لكنه بجسم فيل ورأس نملة.

وقالت كرمان إن "قيادة السعودية والإمارات سيقرؤون اللافتات على أن الإصلاحيين قد استحوذوا على تعز وعملوا عملة كبيرة يحاولون أن يغطوا عليها بتزلفهم بهذه الصور".

وأضافت كرمان "سيبذلون جهوداً مضاعفة لكيلا يفر الإصلاحيون بفعلتهم هذه".

وتساءلت كرمان "هل سترضى عنهم السعودية والإمارات؟ هل ستخفف عنهم شيئا؟"، مستطردةً "قطعا لا، العكس هو الذي سيحدث". واعتبرت أن ما حدث "ليس حنكة سياسية كما يروج بعض المغفلين، بل غباء وتفاهة سياسية وقلة عقل وسوء تدبير"، على حد قولها.

من جانبه سخر الصحفي والناشط الحقوقي موسى النمراني في منشور له متسائلا: "لماذا أهملوا صور رئيس مصر عبد الفتاح السيسي ورئيس السودان عمر البشير؟ لماذا نكران الجميل لهذه الدرجة؟".

من جهته قال الصحفي عامر الدميني "لم ينس الناس حتى اليوم كلمة شكرا سلمان التي كان السكان في تعز أول من رفعها صبيحة اليوم التالي لانطلاق عاصفة الحزم، ثم خرج هؤلاء بهذه الصور اليوم من جديد في تعز التي يتآمر عليها التحالف منذ سنوات".

وأضاف الدميني: "أكثر حزب تعرض لسفاهة الإعلام السعودي ولمؤامرة الإمارات هو الإصلاح، ومع ذلك لا يزال العاطفيون داخل الحزب يعتقدون بأن عملا كهذا ممكن أن يمنحهم رضا الرياض وأبوظبي".

ويتفق الإعلامي سفيان جبران مع ما ذهبت إليه كرمان والدميني، وقال "نحن نتعاطف معكم عندما اغتالت الإمارات المئات من كوادركم في عدن عبر الإرهابي هاني بن بريك وفي تعز عبر الإرهابي أبو العباس، وأنتم جالسين تختاروا صورا بدقة عالية من جوجل عشان تطلع صورة محمد بن زايد واضحة باللافتات"، مضيفا: "حزب الإصلاح، وإمارات الخير".

وعلق الإعلامي بشير الحارثي ساخرا: "تقولوا كيف يا شباب؟"، بينما اكفتى الصحفي عدنان هاشم بالقول "تخبرنا هذه الصورة أن الإمارات لم تقتل الإصلاحيين ولم تعذبهم وتسجنهم".

وحول توقيت رفع الإصلاح صور محمد بن زايد تساءل الصحفي صدام الكمالي قائلا: "لماذا الآن تحديدا قرر الإصلاح حشد أنصاره والاستعراض بهذا الشكل؟ هل أراد الحزب توجيه رسائل للداخل أم هي رسائل للخارج وتحديدا الإمارات؟".

كذلك اعتبر القيادي في المقاومة الجنوبية والمعتقل السابق في سجون الإمارات بعدن عادل الحسني، رفع صور الإصلاح لولي عهد أبوظبي بالنفاق.

وقال الحسني الذي تعرض للتعذيب في سجون الإمارات لمدة عام كامل "نفاق نبرأ إلى الله منه وممن رفع هذه الصور، بغض النظر هل هوَ مدسوس أو موقف رسمي من الإصلاح".

وسخر أيضا الصحفي عبد الحكيم بالقول: "يمكن قد سدوا.. ما دراكم تكون نوال عملت خير وأصلحت بينهم عشان المصلحة العليا للوطن".

الصحفي محمد الأحمدي قال "إن كانت آخر محاولة للاسترضاء من أجل اليمن سهل سنتحملها، سنعتبرها في حكم أكل الميتة للمضطر".

الكاتب الصحفي محمد المياحي، دافع عن موقف حزب الإصلاح وانتقد الجهات والأشخاص الذين تدعمهم الإمارات وتقود حربا ضد الإصلاح.

وقال المياحي "أن يخرج عليك أجراء الإمارات؛ كي يحتجوا على هذا السلوك السياسي، فالأمر نوع من الحنق الغبي والفاضح وذروة الكوميديا السوداء، الباعثة للضحك".

وأضاف: "كنت أعتقد أن الدائرين في فلك الإمارات سيحتفلون بشعارات الإصلاح ويعتبرونها مؤشرا على إخلاصه وتخلق إمكانية للتقارب معه، وإذا بها تثير سخطهم؛ لأسباب لا علاقة لها بمواقفه بقدر ما هي كاشفة لدوافعهم في استعدائه".

وتابع: "إذا كان الإصلاح يمارس نفاقًا _متعمدًا كان أو اضطراريًا- في رفع صور ابن زايد وسلمان، فهناك من يعبد ابن زايد ليل نهار وبملء إرادته، وهؤلاء آخر من يمكنهم الحديث عن الوطنية".

وأردف: "يحتج الناس على فهلوانية الإصلاح؛ لكونهم يدركون حقيقة القناعات الداخلية له، وبأنها تتناقض مع إكراهات المواقف المعلنة، وهذا أمر مفهوم ولو أنه غير مبرر، أما دراويش الإمارات فلست أدري ما الذي يزعجهم في الأمر".

الناشط دارس الصبحي علق على الأمر من وجهة نظر أخرى، ورأى في منشور له أن حزب الإصلاح يريد أن يقول للتحالف "مثلما ترفعوا شعار دعم الشرعية وتفعلوا عكس ذلك على الميدان، نحن بإمكاننا رفع شعارات مغايرة لأفعالنا.. فهل آن الأوان أن نتصالح ونعمل على هدف واحد".