لماذا اختارت الشرعية مدينة "سيئون" لانعقاد جلسات البرلمان؟ (استطلاع)
- خاص الاربعاء, 10 أبريل, 2019 - 09:17 مساءً
لماذا اختارت الشرعية مدينة

[ عوامل أمنية وراء اختيار سيئون لانعقاد جلسات البرلمان ]

تفاجأ أبناء وادي حضرموت بوصول جنود وآليات ومعدات عسكرية تدخل مدينة سيئون منذ مطلع الأسبوع الجاري وسط تكتم إعلامي من الجهات الرسمية، عدا أخبار متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، تفيد بأنها ترتيبات لاستضافة المدينة لانعقاد مجلس النواب جلسته بعد انقطاع أربعة أعوام بسبب الحرب.

 

واستغرب نشطاء اختيار سيئون التي تشهد ومناطق بوادي حضرموت أحداث اغتيالات لمدنين وعسكريين خلال السنوات الثلاث الماضية، آخرها السبت الماضي اختطاف مسؤول أمني بمديرية ساه شرق الوادي ومقتل أربعة جنود بسيئون نتيجة كمين نصبه مسلحون مجهولون.

 

"الموقع بوست" حاول التعرف مع عدد من الناشطين على العوامل التي دفعت القيادة العليا للبلاد لاختيار المدينة، بإيعاز من التحالف العربي الذي أطلق منذ أربعة أعوام ما أسماها "عاصفة الحزم" لاستعادة الشرعية بالبلاد.

 

عوامل أمنية

 

ويعتقد الصحفي عارف بامؤمن أن اختيار مدينة سيئون لعقد جلسات البرلمان اليمني جاء نتيجة لعدة عوامل أمنية وفنية ولوجستية، فضلا عن اعتبارات سياسية.

 

وأشار بامؤمن في حديثه لـ"الموقع بوست" إلى أن في مقدمة تلك العوامل الجانب الأمني، باعتبار أن سيئون واحدة من المدن القليلة التي لم تصلها شرارة الحرب، ولم تتأثر بإفرازاتها وتداعياتها، وبقيت مؤسسات الدولة تمارس مهامها طيلة الأربع السنوات الماضية بكل هدوء.

 

وبخصوص ما يحدث من اغتيالات هنا وهناك، لفت بامؤمن أن دوافعها تكاد تكون معروفة سواء كانت سياسية أو مشكلات قبلية، أو تصفيات لمجموعات تهريب وغيرها، لكنها في ذات الوقت أرقت المواطن ويبقى مطلب إعادة تفعيل وتأهيل جهاز الشرطة والأمن العام للقضاء عليها أولى الأولويات التي يجب على الحكومة والتحالف تلبيتها.

 

ومن بين العوامل التي يرى بامؤمن أنها رشحت اختيار سيئون لجلسة مجلس النواب، تماسك السلطة المحلية ومؤسسات الدولة الفاعلة، وقربها من قيادة الشرعية مما جعلها محط ثقة القيادة لسياسية وهو ما لم يتوفر في مدن أخرى، على حد قوله.

 

ويضيف بامؤمن "فضلا عن كون سيئون لا تشهد حضورا قويا لخصوم الشرعية من أنصار المجلس الانتقالي وغيره من القوى، الأمر الذي من شأنه ضمان عقد الجلسات في جو من الهدوء".

 

وتابع قائلاً "يضاف إلى ذلك العوامل اللوجستية والفنية ووجود مطار سيئون الدولي الذي بقي على وتيرة عمله رغم ظروف الحرب، وهو ما سيسهل وصول أعضاء البرلمان والوفود السياسية ومغادرتهم المدينة بكل سهولة، إلى جانب وجود القصر الجمهوري وعدد من الفنادق والمجمعات الحكومية وإن كانت في حدها الأدنى".

 

مؤسسات متماسكة

 

الناشط السياسي عبد الحافظ خباه أرجع ذلك لأسباب متعددة، أولها بقاء شكل الدولة ومؤسساتها بفاعلية بسيئون، إضافة الى تمسك سكان وادي حضرموت بالنظام والقانون وحبهم للدولة ومؤسساتها وهذا يعني ترحيبهم بالضيوف من أعضاء مجلس النواب الذين ينتمون لكل محافظات الجمهورية، كما أن وجود المطار الدولي الفاعل فيها كان عاملا مساعدا على اختيارها.

 

واعتبر في حديث لـ"الموقع بوست" أن ذلك يعود أيضا إلى أن وادي حضرموت كان له دور في احتضان كل أبناء اليمن من أهلها والنازحين الباحثين عن الأمن والأمان والجيرة الطيبة التي وجودها في سيئون.

 

استحقاق الشرف

 

السياسي محمد بالطيف، اعتبر أن مدينة سيئون تستحق نيل هذا الشرف، فهي من المدن اليمنية القليلة التي ظلت وفية وداعمة ومتمسكة بالشرعية طيلة الفترة الماضية، وكانت لقيادتها ومسؤوليها مواقف وطنية مشهودة، إلى جانب احتضانها جميع أبناء الوطن من مختلف مناطق اليمن خصوصاً من تعرضوا للتشريد والإرهاب على يد القوى الانقلابية والمليشيات الخارجة عن القانون. 

 

وبحسب بالطيف، في سياق حديثه لـ"الموقع بوست"، فإن اضطلاع مدينة سيئون بهذا الدور الوطني الذي سيخلدها في ذاكرة اليمنيين جميعاً.

 

وفي هذا السياق قام محافظ محافظة حضرموت بزيارة تفقدية لمطار سيئون للاطلاع على استعدادات المطار في استقبال الحكومة وأعضاء البرلمان والوفود المشاركة بالبلاد.

 

ونصبت قوات التحالف بالمطار صواريخ باتريوت، تحسبا لأي هجوم لمليشيات الحوثي بصواريخ بالستية مدعومة إيرانيا يصل مداها إلى قرابة 600 كم، بحسب ما أوردته بعض وسائل الإعلام.


التعليقات