"الموقع بوست" ينشر النص الكامل لحوار الجزيرة مع المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن جمال بنعمر
- استماع الخميس, 25 مارس, 2021 - 05:07 صباحاً

[ المبعوث الأممي الأسبق جمال بنعمر - وكالات ]

قال المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن جمال بنعمر إن المبادرة الخليجية كانت مقتضبة وهزيلة وتحفظت الأمم المتحدة على تزكيتها كما في البداية.

 

وأكد في حوار مع قناة الجزيرة أن إعطاء الرئيس علي عبد الله صالح حينها الحصانة المطلقة إلى جانب كل من علموا معه كانت إحدى الأسباب التي أدت إلى انفجار الوضع في نهاية المطاف.

 

وأوضح أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يكونوا متحمسين للحصانة، بينما كان رؤساء الأحزاب اليمنية في اللقاء المشترك أو في حزب صالح المؤتمر الشعبي العام هم من يدافعون عن الحصانة المطلقة لصالح.

 

وأشار إلى أنه عقب التوقيع على اتفاق نقل السلطة، لم تنقل السلطة أبداً، حيث إن حزب صالح يملك نصف الحكومة فضلاً عن نواب البرلمان والمجالس المحلية وحتى هيكلة الجيش كانت صورية وهزيلة.

 

ولفت إلى أن صالح كان يعرقل عملية التوافق والحوار وكان يريد أن يتحكم بكل صغيرة وكبيرة.

 

وبشأن اجتياح صنعاء، قال إنه لم تكن هنالك مقاومة، مشيراً إلى أنه كان يظن أن صنعاء ستشهد حرباً وهذا لم يحصل لأن علي صالح كان متحكماً بالجيش واستمر بالتواصل مع الضباط وكان تأثيره واضحا.

 

نص الحوار كاملاً:

 

* المذيع: المشاهد -خاصة اليمني- يريد أن يعرف منكم وربما للمرة الأولى، كواليس المرحلة الحساسة من تاريخ الأزمة اليمنية منذ بدء الثورة عام 2011، من 2011 إلى يوم مغادرتك في 2015، ما الذي حصل سيد جمال بنعمر؟

 

** بنعمر: فعلاً كانت هذه المرحلة مرحلة حساسة من تاريخ اليمن، توليت مسؤولية المبعوث الأممي إلى اليمن في إطار الأحداث التي عرفتها اليمن في بداية 2011 وبالخصوص الثورة الشبابية العارمة التي حدثت آنذاك، كان الهدف من مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة عندما طلب مني أن أهتم بملف اليمن وتم تعييني كمبعوث خاص لليمن أولاً الاطلاع عن كثب على ما يجري في اليمن، ثانياً تحديد أسباب التوتر، ثالثاً محاولة توفيق الآراء ما بين الفرقاء السياسيين لمنع هذا التوتر حتى لا يتطور إلى ما لا تُحمد عقباه، لأنه كان هناك إشارات واضحة على أن هذا التوتر كان ممكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في 2011.. وقمت بالزيارة الأولى والتقيت بالرئيس علي عبد الله صالح، والتقيت مع رؤساء الأحزاب، لكن ما أتذكره جيداً كذلك هو لقائي بالشباب الذي كان معتصم بالساحات، زرت الساحات والتقيت مع عدد من النشطاء السياسيين وأعجبت في الحقيقة لما رأيته من حماس وجدية وعزيمة قوية وتعاطفت مع هؤلاء الشباب الذين ينادون بالتغيير.

 

* المذيع: جيد.. ما تفضلت به معلوم نريد أن نعرف منك الآن ما هو المستور الذي لم يكشف عنه حتى الآن.. ما الذي حصل؟ يعني خليني أبدأ مباشرة بالأسئلة لألقى منك إجابات واضحة.. قلت في جلسة مغلقة لمجلس الأمن إن اليمنيين كانوا قاب قوسين أو أدنى من التوصل لحل سياسي لكن الحوار تعطل بسبب العنف.. ماهو شكل هذا التوافق الذي استطعت أن توصل اليمنيين إليه قبل أن يتطور بالعنف وبالتالي يعطل هذا الاتفاق؟

 

** بنعمر: أولاً قبل كل شيء نجحنا في حث الفرقاء السياسيين في 2011 على التفاوض بشكل مباشر، كان في البداية ما هو مطروح هو المبادرة الخليجية، نص هذه المبادرة مقتضب جداً، فقرات محدودة، وأهم فقرة فيها هي الحصانة الكاملة لعلي عبد الله صالح ومن عمل معه، نحن كأمم متحدة لم نكن متحمسين لفكرة الحصانة، والحصانة كما تم تطبيقها باليمن هي من بين الأسباب التي فجرت الوضع في نهاية المطاف.

 

* المذيع: من كان متحمساً للحصانة؟

 

** بنعمر: جميع رؤساء الأحزاب السياسية في اليمن كلهم بدون استثناء دافعوا عن الحصانة المطلقة لعلي عبد الله صالح، وكذلك الأطراف الدولية كلها، دول الخليج، ودول في مجلس الأمن، (دول كبرى طبعاً)، لكن عندما طرحوا المبادرة على مجلس الأمن، مجلس الأمن لم يصادق عليها كما هي نظراً لهذه النقطة الحساسة وهي كون أن المبادرة تدافع وتطرح فكرة الحصانة المطلقة، هذا يتعارض مع القانون الدولي.

 

* المذيع: طيب عندما تقول كل الأحزاب السياسية باليمن هل هذا يشمل الحوثيين؟ كانوا مع الحصانة أيضاً لعلي عبد الله صالح؟

 

** بنعمر: الحوثيون لم يكونوا في العملية السياسية في ذلك الوقت في 2011، أنا أتكلم عن أحزاب اللقاء المشترك كلها بدون استثناء وطبعاً الرئيس السابق وحزبه المؤتمر الشعبي العام، لكن حاولنا ما أمكن أن نجد مخرجا، مجلس الأمن في قراره الأول في أكتوبر 2011 لم يزكي المبادرة الخليجية كما هي لكن طالب باتفاق لنقل السلطة مبني على المبادرة الخليجية وفي هذا السياق بدأنا محادثات مع عدد من الأطراف السياسية وكان همّنا مسألتين، المسألة الأولى هي كيفية الوصول إلى الاتفاق بدون التأكيد المطلق على الحصانة.. نقطة ثانية كان هدفنا توسيع دائرة المشاورات السياسية حتى تشمل الأطراف التي كانت مهمشة آنذاك، الأطراف التي كانت غير موجودة في العملية السياسية، وهم بالضبط الحراك الجنوبي والحوثيين وكذلك الشباب والمرأة، لهذا نحن دافعنا على أن تكون العملية السياسية شاملة.

 

* المذيع: بالحديث عن المبادرة الخليجية.. كيف قبل ووقع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على هذه المبادرة بينما كان يرفضها سابقا وكان يقول بأن هناك مؤامرة كونية عليه في اليمن.. كيف اقتنع بالتوقيع على هذه المبادرة؟ وهل كان لك دور في إقناعه؟

 

** بنعمر: أكيد خلال شهور ابتداءً من أبريل 2011 خلال صيف 2011، كانت مشاورات لم يطلع عليها الإعلام في الحقيقة في ذلك الوقت وحتى الآن غير معروفة، تواصلت مع عدد من الأحزاب السياسية واستطعنا أن نعقد اجتماعات مع ممثل علي عبد الله صالح، علي عبد الله صالح كان آنذاك في المستشفى في الرياض بعد تعرضه لعملية اغتيال، لكن نائبه آنذاك عبد ربه منصور هادي كان في صنعاء واستطعت أن ما بينه وما بين عدد من قيادات أحزاب اللقاء المشترك وبدأت مشاورات للبحث عن حل كيفية نقل السلطة وبدأت تصورات بعض الأفكار، بعضها نقل إلى الرئيس علي عبد الله صالح ورفضها، وأفكار أخرى لم يجب عنها لأنه كان على تواصل دائم مع نائبه السيد عبد ربه منصور هادي، لكن في شهر أكتوبر صادق مجلس الأمن على أول قرار، قرار يطلب من اليمنيين تسوية سياسية مبنية على المبادرة الخليجية، كان الرأي العام في الأوساط الدبلوماسية في صنعاء آنذاك وفي العواصم الأوروبية وفي واشنطن أن الحل هو أن علي عبد الله صالح يجب أن يوقع على المبادرة الخليجية وانتهى الأمر.. لكن الأطراف السياسية في اليمن وأنا كنت مقتنع بهذا، كنا نظن أن عملية انتقال السلطة يجب أن تكون منظمة، وأن اتفاقا سياسيا يجب أن يكون دقيقا ومفصلا، وأن ينظم العملية السياسية الانتقالية برمتها، ولهذا كان من الضروري أن يكون هناك تفاوض وجهاً لوجه ما بين الأطراف السياسية واستطعنا أن ندفع بالأطراف إلى هذا التفاوض بعد صدور هذا القرار الذي حدد مدة 30 يوما لتقديم تقرير لمجلس الأمن حول إمكانية التسوية وهذا ضغط مهم من مجلس الأمن ليدفع إلى الحوار.

 

* المذيع: قلت سابقاً إنه كان هنالك أمر أسميته خارقا للعادة -هكذا وصفته أنت في تصريح تلفزيوني- هو انهيار الجيش اليمني (في إشارة إلى سبتمبر 2014) سيطرة الحوثيين على صنعاء، تركت يومها تفسير ما حصل لمحللين كما قلت والمؤرخين.. ألم يحن الوقت لتكشف أنت فعلياً ما الذي حصل في هذا التاريخ.. لماذا وكيف انهار الجيش اليمني وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء بهذا الشكل؟

 

** بنعمر: سأشرح كل هذا بصدقية ولكن دعني الآن أعطيك فكرة ولو مقتضبة على ما حصل قبل انهيار الجيش ودخول الحوثيين.. أولاً تمكنا من إنجاح المفاوضات التي تمت في أكتوبر 2011، وتم الاتفاق على خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية بتنظيم فترة انتقالية، تم التوقيع على اتفاقية نقل السلطة في الرياض، وتم التوقيع في الرياض بطلب مني، لأن علي عبد الله صالح عندما وافق في نهاية المطاف على الاتفاق طلب شيئا تعجيزيا مني وهو أن أضمن أن جميع وزراء الخارجية من دول الخليج أن يأتوا إلى صنعاء للتوقيع في صنعاء، كان يعرف بالطبع أن هذا لم يكن ممكناً، اتصلت بسعود الفيصل رحمه الله وأخبرته أن الرئيس علي عبد الله صالح مستعد للتوقيع على الاتفاق وتم التفاهم في وثيقة مفصلة، وبعثت له الوثيقة التي اتفق عليها علي عبد الله صالح واتفقت عليها الأطراف السياسية، كانت هناك صعوبة لإقناع سعود الفيصل أن التوقيع يجب أن يكون في صنعاء ولكن من بعد هو اقترح فكرة أخرى أن يكون التوقيع في الرياض لأن كان هناك اجتماع مبرمج لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، وما دام هم موجودين في الرياض ممكن أن تتوجه الأطراف اليمنية للتوقيع على المبادرة هناك ووفق القيادة السعودية، واقتنع علي عبد الله صالح بالذهاب إلى الرياض وتم التوقيع.

 

* المذيع: ما التفاصيل؟.. تفاصيل ما حصل.. كيف تم انهيار الجيش اليمني واقتحام الحوثيين صنعاء؟.. المشاهد اليمني الآن مشدود أمام الشاشة ويريد أن يعرف منك أنت أول مبعوث دولي أممي إلى اليمن ما الذي حصل حينها أو في تلك الفترة؟

 

** بنعمر: ماحصل هو التالي: تم الاتفاق على خارطة طريق للعملية الانتقالية وتم انتخاب رئيس جديد -عبد ربه منصور هادي- لكن انتخابات لم تكن تنافسية -هذا مهم- على أي حال فهمي لاتفاق نقل السلطة هو أن يتخلى علي عبد الله صالح عن السلطة كاملة، خلال هذه المرحلة التي سبقت دخول الحوثيين لصنعاء تميزت بالأمور التالية: أولاً لم يتم نقل السلطة أبداً، حزب المؤتمر الشعبي العام، حزب علي عبد الله صالح، طبعاً احتفظ بـ50% من مقاعد الحكومة، ثانياً الأغلبية الساحقة لمجلس النواب هي من حزب علي عبد الله صالح، المجالس المحلية بالمحافظات كلها كان يسيطر عليها أنصار علي عبد الله صالح، الوظيفة الحكومية كلها يسيطر عليها أنصار علي عبد الله صالح، وكذلك بدأ علي عبد الله صالح يتدخل بكل صغيرة وكبيرة وبدأ يعرقل العملية السياسية، وهذا ما جعل مجلس الأمن يؤكد العقوبات وهذا موضوع آخر ممكن أن نتحدث عنه بتفصيل، لكن ما حصل خلال هذه المدة هو أنه كانت هناك إشكالات كثيرة تتعلق بنقل السلطة والعرقلة التي كنت دائماً أشتكي منها وشرحتها في أكثر من تقرير لمجلس الأمن، خلال هذه الفترة كذلك تم عقد مؤتمر الحوار الوطني، الإعداد لهذا المؤتمر دام ستة أشهر، شاركت جميع الأطراف السياسية بما فيها المرأة، والشباب، والحوثيون، وجزء من الحراك الجنوبي، تم الإعداد لهذا المؤتمر ودام المؤتمر مدة عشرة أشهر من المفاوضات.

 

* المذيع: سيد جمال.. هذه المقدمات تحتاج إلى حلقات طويلة، الآن نحن في وقت محدد نريد أن نعرف إجابات واضحة على الأسئلة لو سمحت.. سؤالي هو واضح كيف انهار الجيش اليمني بهذه الصورة؟ وكيف سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأنت كنت موجوداً وتفاوض كل الأطراف؟.. لوسمحت إجابة مباشرة؟

 

** بنعمر: أنا أتكلم على السياق لفهم ما حصل في سبتمبر 2014، يجب أن نفهم السياق أولاً، كيف وصل الحوثيين إلى صنعاء.

 

* المذيع: أوضحت السياق.. أريد جواباً مباشراً؟

 

** بنعمر: الجواب المباشر هو كالتالي: لم تكن هناك مقاومة للحوثيين، اكتشفنا عندما وصل الحوثيون إلى صنعاء ودخلوا صنعاء على أن الجيش اليمني بكل فصائله، والأمن بكل جهاته لم يحرك ساكناً، أنا كنت أظن أن في صنعاء ستكون معركة، وحرب شوارع وهذا لم يحصل، لم يحصل لأن علي عبد الله صالح الذي كان متحكماً في الجيش رغم قصة هيكلة الجيش، كانت الهيكلة صورية جداً، علي عبد الله صالح استمر بالتواصل مع الضباط وكان تأثيره واضحا، وهذا ما تبين مع وصول الحوثيين، لم تكن هناك معركة كبيرة كان هناك بعض المواجهات وبعض القصف.

 

* المذيع: باعتقادك أن الرئيس الراحل علي عبد الله صالح سهّل دخول الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة صنعاء بإعطائه أوامر للجيش بعدم الاشتباك مع جماعة الحوثي صحيح؟

 

** بنعمر: أكيد، الحوثيون لم يدخلوا إلى صنعاء إلا بعد أن تم التأكيد لهم من علي عبد الله صالح على أن الجيش لن يحارب، على أن الجيش سيتركهم يدخلون صنعاء وهكذا دخلوا، ولم تكن هناك مقاومة وكأنه انقلاب ناعم.

 

* المذيع: ذكرت سيد جمال في أكثر من مناسبة أنه تم إجهاض العملية السياسية كما تفضلت وقلت أنت.. هل بدا لك يومها أن هذا الإجهاض كان ممنهجاً، كان مقصوداً أم جاء نتيجة الظروف التي كانت تحصل في اليمن خاصة في صنعاء؟

 

** بنعمر: الإجهاض بدأ مع التوقيع على اتفاق نقل السلطة في نوفمبر 2011، بدأت الثورة المضادة في الحقيقة مباشرة بعد تولي الرئيس مهامه (عبد ربه منصور) أتذكر عندما عين الرئيس مسؤولين جدد في الجيش رفضوا (الضباط السابقين) إقالتهم وكنت في صنعاء آنذاك وقمت بمساعٍ حميدة واستطعنا أن نقنع هؤلاء الضباط منهم سلاح الجو رفض إقالته وهو من عائلة علي عبد الله صالح، رفض التنحي من منصبه والانتقال إلى منصب آخر، كان الوضع خطيرا وكان ممكن أن الحرب الأهلية في اليمن تبدأ بذلك الوقت، نحن بدأنا بداية 2012 مؤتمر الحوار الوطني لماذا استمر لمدة 10 أشهر؟ لأنه كانت هناك عرقلة من طرف علي عبد الله صالح، لم يكن يريد إنجاح هذا المؤتمر، لكن حصلت أشياء أخرى كذلك يجب أن أشرحها وهذا ضروري لفهم الوضع الحالي وكذلك لكيفية معالجة هذا الوضع.. نجح مؤتمر الحوار الوطني وصادق على مخرجات واعدة تؤسس لحكم ديمقراطي جديد، اتفق اليمنيون على فكرة اليمن الاتحادي، لكن لم يكن هناك اتفاق على جغرافية الأقاليم وعلى عدد الأقاليم، لكن ألحت أطراف في الحكومة على أن يكون هناك اتفاق على ستة أقاليم، قدم هذا المقترح على ما أتذكر مقترح مشترك من طرف حزب الإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام، وتحمس الرئيس لفكرة الستة أقاليم لكن مؤتمر الحوار الوطني لم يتفق على هذه التفاصيل -عدد الأقاليم وجغرافية هذه الأقاليم- كانوا عدد من الجنوبيين وكذلك الحزب الاشتراكي يلح على أن يكون الجنوب بإقليم واحد، بينما هذا المقترح يقسم الجنوب إلى قسمين، كذلك بالنسبة للحوثيين لم يوافقوا على هذا المقترح لأن هذا يضعهم في منطقة جبلية ليس لها أي منفذ على البحر ومنطقة ليست لها أي موارد طبيعية، رفضوا هذا المقترح.

 

* المذيع: وهذا ما جعل جماعة الحوثي تتحرك من المنطقة الجبلية في صعدة وتتجه نحو صنعاء ولاحقاً نحو الجنوب، هذا ما حركهم؟

 

** بنعمر: هذا عامل، العامل الثاني هو أن مؤتمر الحوار الوطني اتفق على أن تكون هناك حكومة شراكة، حكومة شراكة معناها تنتهي المعادلة التي تم الاتفاق عليها في 2011، وأن تشكيلة الحكومة هي 50% من اللقاء المشترك و50% من المؤتمر الشعبي العام، تم الاتفاق على أن تكون جميع الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني تشارك في الحكومة، معناه بينهم الحوثيون وبينهم الحراك الجنوبي، وفي هذا السياق اقترحنا على الأخ الرئيس أن يتم تشكيل حكومة تضمن إشراك هذه الأطراف، كان المفروض أن يكون هناك حكومة شراكة تجمع كل الأطراف السياسية، رفضت أحزاب في السلطة آنذاك إشراك الحوثيين ولو بمقعدين فقط من 34 مقعدا وكان هذا صدمة للجميع، حكومة الشراكة لم تتحقق بشكل طبيعي وتلقائي مباشر بعد مؤتمر الحوار الوطني، الهيئة الوطنية للإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني تم تشكيلها بطريقة لم تعكس الخارطة السياسية كما كانت عليه آنذاك، باختصار كانت تشكيلة موالية بشكل كبير للأخ الرئيس.

 

* المذيع: قد يعتقد الآن المشاهد اليمني أنك تعطي مبررات لجماعة الحوثي بأنهم قاموا بما قاموا به في صنعاء ولاحقاُ في مناطق أخرى.. يعني قلت أنهم كانوا محشورين في منطقة جبلية، ورفضوا إعطاءهم مقاعد وكأنك تعطيهم مبررات؟

 

** بنعمر: هذه الحقيقة، هذه ليست مبررات، لا يمكن أن نزور التاريخ، هذا هو ما حصل، اتفق اليمنيون على مخرجات مهمة في مؤتمر الحوار الوطني لكن بدأت المشاكل تظهر بعد بضعة أيام من انتهاء الحوار الوطني لأنه لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وهنا بدأت الخطيئة الكبرى بالنسبة للحوثيين، خرقوا عهدا، وعهد مهم يتفق عليه اليمنيون كلهم بأنهم سيحلون مشاكلهم عن طريق الحوار السياسي، الحوثيون لجؤوا إلى العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية.

 

* المذيع: هل هذه حقيقة سيد جمال.. هناك يمنيون يحملونك مسؤولية هذه الخطيئة كما وصفتها ويسألون كيف يتم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة في ظل الضغوط العسكرية التي كانت تمارس من قبل الحوثيين، سيطرة كاملة على صنعاء، سيطرة على المطارات الحكومية، وعلى القصر الرئاسي، وبالتالي فرض هذ الحل بإرادة حوثية وبأدوات الأمم المتحدة المتمثلة بجمال بنعمر، هكذا يتهمونك اليمنيون، ماذا ترد عليهم اليوم وتقول عبر الجزيرة بلا حدود؟

 

* بنعمر: أولاً ليس هناك هيئة رسمية ذكرت ما قلته الآن، هناك إشاعات، هناك مغالطات.

 

* المذيع: أنا لا أتحدث عن جهة رسمية، أنا أتحدث عن الشارع اليمني، سيد جمال أنا أنقل ما يقوله الشارع اليمني، الجهات الرسمية لم تقُل هذا الكلام..

 

** بنعمر: دعني أجيب..أولاً أنا كنت في مهمة في اليمن، هذه المهمة ركزت على تقريب وجهات نظر الأطراف المتنازعة وهذه الأطراف المتنازعة تشمل الحوثيين، مهمة المبعوث الأممي هي أن يتواصل مع جميع الأطراف، هذا أولاً، الذين تحاوروا مع الحوثيين هم الأطراف السياسية في إطار اتفاق السلم والشراكة، وليس جمال بنعمر والأمم المتحدة، نحن كان دورنا هو دور الميّسر فقط، هذه الوثيقة التي تم توقيع الاتفاق عليها أول مسوّدة كتبها يمنيون، لكن كانت هذه الوثيقة مضمونها هزيل، وبطلب من الأخ الرئيس ومن رؤساء الأحزاب السياسية مجتمعةً عند الرئيس، طلبوا مني أن أتواصل مع عبد الملك الحوثي والبحث عن الصيغة التي يمكن أن يتفق الجميع عليها ولهذا زرت صعدة بطلب من الأخ الرئيس وبطلب من الأحزاب السياسية كلها، بدأنا في محاولة إقناع الحوثيين، كان هناك تردد من طرفهم ومعارضة لعدد من الأفكار.

 

** المذيع: ولكن سيد جمال أيضاً اليمنيون ولو مسؤولون يسألون.. هل بمفهوم الأمم المتحدة من الممكن التوقيع أو رعاية اتفاق طرف فيه يسيطر على المقرات الرئيسية ومقر رئاسة الجمهورية ويفرض سيطرته بقوة السلاح أن يكون شريكاً ويوقع على اتفاق والنتيجة كانت كما هي معلومة لدى الجميع لاحقاً؟

 

** بنعمر: سأعطيك تفاصيل ما حدث قلت لك إنه بطلب من الرئيس وطلب من رؤساء الأحزاب اليمنية توجهت إلى صعدة والتقيت مع عبد الملك الحوثي لمدة سبع ساعات، وفي اليوم التالي ثلاث ساعات، وعدت إلى صنعاء والتقيت مع الأخ الرئيس وأطلعته على نتائج هذا اللقاء وأطلعت رؤساء الأحزاب السياسية على نتائج هذا اللقاء وكان هناك إجماع على وثيقة تتضمن عدة مبادئ أهمها وأول هذه المبادئ التي تم التصديق عليها في هذه الوثيقة هو وقف العنف ووقف القتال، كنا نظن كما قلت لك على إنه ستكون هناك معركة في صنعاء، وتم إعداد الوثيقة قبل دخول الحوثيين إلى صنعاء لكن كان هناك تباطؤ من طرفهم وصلت إلى...

 

* المذيع: خدعك الحوثيون سيد جمال؟ خُدِعت بعد لقائك عبد الملك الحوثي في صعدة من بعدها تم السيطرة على صنعاء، ولماذا سميت ما قام به الحوثيون بالخطيئة؟

 

** بنعمر: الخطيئة الأولى كما قلت أصل المشكلة أنهم خالفوا هذا العهد، خالفوا ما اتفق عليه اليمنيون وأنهم لجؤوا إلى العنف لتحقيق ما لم يحققوه بطرق سياسية، كان عليهم أن يستمروا في العملية السياسية، في النقاش السياسي، في الحوار من أجل حل المشاكل العالقة، بدل هذا لجؤوا إلى العنف، ولما لجؤوا إلى العنف وصلوا إلى مشارف صنعاء وكان هناك محاولة من طرف الأمم المتحدة بطلب من مجلس الأمن وبطلب من الأطراف اليمنية نزع فتيل هذه الفتنة ووقف الحرب التي بدأت مع الحوثيين وفي هذا الإطار تمت صياغة مسوّدة اتفاق السلم والشراكة.

 

* المذيع: فهمنا حتى الآن أن الرئيس الراحل علي عبد الله صالح تواطأ مع الحوثيين لتسليم صنعاء، بعدها جاءت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية لوقف زحف الحوثيين نحو الجنوب.. لماذا تقول إنك فوجئت بعملية عاصفة الحزم عام 2015؟

 

** بنعمر: فوجئت لأنني كنت بالرياض قبل يومين من انطلاقها واتفقنا أن الحل لا يمكن إلا أن يكون سلميا، لا يمكن حل مشاكل اليمن عن طريق العنف والحرب، كان هذا هو اتفاقي مع القيادة السعودية آنذاك، مسألة ثانية أنا أطلعت القيادة السعودية على مستجدات الحوار الذي كان يجري آنذاك في موفمبيك وكان هناك اتفاق على مسوّدة ممكن أن ترجع اليمن إلى العملية السياسية.

 

* المذيع: ماذا سمعت من الطرف السعودي؟

 

** بنعمر: الطرف السعودي كان يلح على أن يكون التوقيع في الرياض، وتم تأكيدي على أن السعودية تدعم ما أقوم به من مساعٍ حميدة، واتفقنا على أن ننقل الحوار من صنعاء إلى الدوحة لفترة وجيزة حتى ننهي صياغة الوثيقة ويتم التوقيع في الرياض، رجعت إلى صنعاء وقدمت هذا الاقتراح ورفض الحوثيون هذا الاقتراح، واقترح بعض المشاركين في هذا الحوار مكانا آخر لإتمام هذا الحوار، كنت أنا كذلك أريد أن ينقل الحوار من صنعاء إلى مكان آخر حتى لا يكون فيه أي إكراه وأي شعور أنه تم الضغط على الأطراف السياسية المشاركة، وهناك اقتراح على أن يتحول هذا الحوار أو التوقيع إلى المغرب لكن مرة أخرى رفض الحوثيون ورفض علي عبد الله صالح هذا الاقتراح وفوجئت عندما بدأت الغارات الجوية على صنعاء.

 

* المذيع: اليمنيون أيضاً يقولون سيد جمال إنه لولا عاصفة الحزم التي فوجئت بضرباتها الأولى لكان اليمن كله يخضع الآن لجماعة الحوثي.. كيف ترد على اليمنيين؟

 

** بنعمر: أنا بصراحة كنت ضد التدخل الأجنبي، جميع التدخلات الأجنبية، ما كان يجري في اليمن هو شأن يمني خالص، كان مؤسف أنه تم تقويض العملية السياسية بحكم هذا التحالف الجديد ما بين الحوثيين وعلي عبد الله صالح واستعملوا العنف كوسيلة سياسية لتحقيق أهدافهم، لكن كان هذا الخلاف العنيف يمني وأنا كنت دائماً أؤكد على ضرورة إبعاد الأطراف الدولية التي لها مصلحتها الخاصة في اليمن من التدخل في شؤون اليمنيين، أنا عشت تجارب كثيرة، أنا عملت في أكثر من أربعين دولة في العالم ومنها دول البلقان وأفغانستان والعراق والسودان ورأيت عن كثب ما أدت إليه التدخلات العسكرية الأجنبية، أدت إلى كوراث، لذلك كان يقيني أن على اليمنيين البحث عن حل بعيداً عن التدخلات الخارجية وعارضت هذا التدخل العسكري من حيث المبدأ، وبعد ست سنوات من هذه الحرب لم تحقق هذه الحملة العسكرية أي نتيجة، فشلت فشل ذريع جداً.

 

* المذيع: لهذا غضبت منك دول خليجية وبالتالي دُفعِت إلى الاستقالة ربما؟

 

** بنعمر: المبعوث الأممي يُمارس عليه دائماً ضغوط، كل حزب سياسي يريدك أن تتبنى برنامجه، كل دولة لها مصلحة تُريدك أن تعبر عن رغبتها، أنا دبلوماسي ولكن لدي مبادئ، أول مبدأ هو الاستقلالية، كان ضميري يملي علي بأن أقول للأطراف المعنية اليمنية والأطراف المعنية في الإقليم ومجلس الأمن أن الحل العسكري لن ينجح، عليهم أن يستمروا رغم الصعوبات على ضرورة التوصل لحل سياسي.

 

* المذيع: ولكن أسلوبك هذا الذي نحترمه أوصل جماعة الحوثي لأن تصل إلى عدن بقوة السلاح، أوصلها أن تعتقل رئيس الجمهورية، أن تعطل الدستور؟

 

** بنعمر: الحوثيون فعلاً مارسوا العنف وقلت لهم إنهم لن ينجحوا باجتياح جميع المناطق اليمنية، لن ينجحوا باجتياح الجنوب، لن ينجحوا بالسيطرة على اليمن ككل، كما قلت للأخ الرئيس إنه لن ينجح في استئصال الحوثيين من اليمن، الحوثيون هم جزء من هذا النسيج اليمني، قلت للطرفين إنه ليس هناك طرف قادر أن يسحق ويهزم الطرف الآخر، قلتها في 2015، ولا زلت أقولها لهم.

 

* المذيع: قبل فترة قال المبعوث الأمريكي ليندركينغ إن السعودية مستعدة للتعاطي مع الأزمة اليمنية بطريقة مغايرة لم تكن مستعدةً لها قبل ستة أشهر، وبالفعل السعودية ترجمت هذا وطرحت مبادرة أخيراً، رفضها بطبيعة الحال الحوثيون، ما رأيك في هذه المبادرة هل ترى أنها تحمل الأسس لوقف إطلاق نار شامل والبدء فعليا بطاولة حوار سياسية في اليمن؟

 

** بنعمر: عندما عارضت الحملة العسكرية التي تقودها السعودية كان هذا حرصا مني على مصلحة اليمن ومصلحة الشقيقة الكبرى السعودية، دخلت السعودية في مستنقع يجب أن تخرج منه، وهذا المستنقع ليس هناك مستفيد منه سوى إيران، أنا أرحب بهذه المبادرة، وأرحب بجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق السلام، مهما كانت نواقصها يجب البناء عليها، هذا هو موقفي.

 

* المذيع: من وجهة نظرك وخبرتك.. ما وجاهة ما يقوله الحوثيون عن هذا المبادرة سواء هذه المبادرة أو قبلها مبادرة المبعوث الأمريكي أنها لا تحمل أي جديد، وأنها تساوم على الوضع الإنساني والوضع الإنساني يجب أن يكون خارج هذه المفاوضات، ما وجاهة هذا الطرح بتقديرك وأنت لديك خبرة واسعة في التعامل مع النزاعات والخلافات خاصة في اليمن؟

 

** بنعمر: في الحقيقة لفترة ست سنوات لم يحصل أي تقدم في العملية السياسية في اليمن، رغم عدد من الجهود المحلية والإقليمية والدولية، واليمن أصبح كأنه مختبر للتجارب فيما يخص حل النزاعات، الإستراتيجية التي فشلت في اليمن في العمل الدبلوماسي في السنوات الست الأخيرة هي إستراتيجية ركزت على عملية وقف إطلاق النار وبالخصوص في منطقة واحدة مثل الحديدة، ومن بعد منطقة أخرى، ومن بعد البناء على هذا، يعني بناء سلام من أسفل إلى أعلى، هذه نظرية تطورت خلال الحرب في سوريا وتم اختبارها وفشلت، أنا رأيي هو أنه يجب الرجوع إلى النقطة الجوهرية التي أنت سألت عنها ، لماذا حصل هذا النزاع؟

 

* المذيع: أريد أن أعرف بهذه المبادرة هل حجة الحوثي وهي عدم الربط بين الأمور الإنسانية والأمور التفاوضية، هل هي حجة مقنعة بالنسبة لك أنت كمبعوث خاص لليمن سابقاً؟

 

** بنعمر: أنا رأيي هو التالي: تمت إضاعة وقت طويل، سنين من النقاش حول ما ترتب على الحرب، الحصار، وقف إطلاق النار في منطقة وأخرى إلى آخره، المشكلة هي في نظري، على الفرقاء السياسيين أن يتقاسموا السلطة، هذا هو الحل، بأي طريقة، من له مقترح في هذا الموضوع، لندخل في صلب الموضوع، وهو ما هو الحل؟ إذا بدأ النقاش عن الحل وكيف ندخل إلى الحل، جميع الأمور الثانوية التي نتناقش حولها عن ماذا نتج عن الحرب سيتم حلها، لهذا أنا كنت أرجح أن تقدم الأطراف السياسية والأطراف الدولية الداعمة للعملية السياسية أن تقدم حلولا، ما هو تصورها للحل النهائي في اليمن؟ إذا كان تصور البعض هو على أنه يجب أن يُهزم الحوثيون ويتم استئصال الحوثيين في اليمن لأنهم عملاء إيران ليس هناك إمكانية حل، إذا اعتبر الجميع على أنه هناك إمكانية لتقاسم السلطة ما بين الأطراف اليمنية، هذا ممكن يؤدي بهم إلى وضع السؤال هو كيف يتم تقاسم هذه السلطة؟.

 

* المذيع: سيد جمال بخبرتك وعملك مبعوثاً أممياً في اليمن ما مدى ارتباط الأزمة اليمينة بتشعباتها الداخلية بالملفات الخارجية لا سيما الأزمة ما بين السعودية وإيران من جهة، وأزمة إيران فيما يتعلق بملفها النووي مع عواصم غربية خاصة مع واشنطن، ما مدى الارتباط بحسب خبرتك، باقتضاب لوسمحت؟

 

** بنعمر: لم يكن هناك ارتباط، المشكلة اليمنية كانت مشكلة داخلية ما بين أطراف سياسية لكن بالتدخل العسكري، التدخل الذي حصل في 2015، أصبح اليمن ساحة لتنافس وصراع ما بين الأطراف الإقليمية بما فيها إيران، هذا ما كنت أخشاه، عندما تدخلت السعودية والإمارات في اليمن، ارتبط الحوثيون بطريقة أشد وأكبر الآن مع إيران، الجميع يعرف أن الحوثيين لم تكن لهم صواريخ وتكنولوجيا من هذا النوع، أكيد حصلوا عليها من إيران، لهذا أنا كنت أدافع دائماً أن المشكلة اليمنية يجب أن يتم حليها ما بين اليمنيين من خلال عملية سياسية يقودها اليمنيون وآخر كلام قلته لمجلس الأمن هو أننا يجب أن نعطي الفرصة لليمنيين-قلت هذا في 2015- يجب أن نعطي الفرصة لليمنيين أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم، أن يقرروا مصيرهم بعيداً عن إي إكراه، بعيداً عن أي ضغط من أي أطراف خارجية أخرى، لأن للجميع مصالح في اليمن، دول مجلس الأمن مع الأسف -أنا اكتشفت هذا بعد رجوعي من صنعاء 2015- بين عشيةٍ وضحاها أصبحت القضية اليمنية موضع تجارة.

 

* المذيع: سيد جمال.. لو كنت الآن مكان مارتن غريفيث ماذا كنت ستفعل باقتضاب سريع؟

 

** بنعمر: أنا بنظري أنه يجب الدفع باليمنيين لكي يتحملوا مسؤوليتهم كاملة، عليهم أولاً أن يبدؤوا بنقاش في صلب الموضوع وهو ما هو الحل الأمثل المبني على مبدأ تقاسم السلطة، هناك أطراف يمنية نأت عن نفسها الدخول في الحرب ويمكن أن تلعب دور المشجع الميّسر لحث اليمنيين على التواصل ببعضهم، جميع الأطراف السياسية عليها أن تتواصل وعليها أن تبحث عن حل يكون فيه المصلحة العليا لليمن وليس مصالح خارجية أخرى.


التعليقات