احتال على وزراء في الرياض خدمة للإمارات وتعرض للمساءلة في المكلا.. تفاصيل زيارة مفاجئة لمعين عبد الملك لحضرموت
- خاص الخميس, 29 أبريل, 2021 - 12:06 صباحاً
احتال على وزراء في الرياض خدمة للإمارات وتعرض للمساءلة في المكلا.. تفاصيل زيارة مفاجئة لمعين عبد الملك لحضرموت

[ معين عبد الملك خلال وصوله مطار الريان بالمكلا ]

تفاجأ أربعة من الوزراء اليمنيين بوصول رئيس الحكومة معين عبد الملك إلى مدينة المكلا الأحد الماضي، وكان من المقرر أن يكونوا مع معين في تلك الزيارة، حسب طلب الأخير لهم بمرافقته.

 

وقالت مصادر حكومية لـ"الموقع بوست" إن معين عبدوالملك سبق أن أبلغ عدداً من وزراء حكومته بأنه يستعد لزيارة حضرموت، وطلب منهم الاستعداد لمرافقته، قبل أن يبلغهم عشية الزيارة بأنه تم إلغاء الزيارة.

 

والوزراء هم وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، وزير والشباب والرياضة نائف البكري، وزير الأوقاف والإرشاد محمد بن عيضة شبيبة، ووزير النفط والمعادن عبد السلام باعبود.

 

وذكرت المصادر أن أولئك الوزراء أجروا فحوصات كورونا استعدادا للزيارة مع رئيس الحكومة لكن الأخير وبطلب من الإمارات أبلغ الأربعة الوزراء عشية الزيارة بإلغائها وأعطاهم موعدا آخر لكنهم تفاجؤوا بوصول معين إلى مدينة المكلا الأحد الماضي.

 

وأشارت إلى أن عدم مشاركة الوزراء في الزيارة سببه عدم صدور موافقة من الطرف الإماراتي الذي يسيطر على المكلا وحضرموت الساحل، الأمر الذي أحرج رئيس الوزراء وسافر خفية في موعد آخر.

 

وهدفت زيارة رئيس الحكومة التي رتبتها الإمارات إلى المكلا لحضور حفل خطابي بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير المكلا من قبضة القاعدة.

 

والاثنين، حضر رئيس مجلس الوزراء معين عبد الملك الحفل الخطابي والتكريمي الذي أقامته السلطة المحلية بمحافظة حضرموت بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير ساحل حضرموت من قبضة تنظيم القاعدة والذي يصادف الرابع والعشرين من أبريل.

 

وخلال وصول رئيس الحكومة معين منعت قوات إماراتية وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء عصام حبريش الكثيري، وكذا اللواء صالح طيمس قائد المنطقة العسكرية الأولى، من الدخول إلى مطار الريان بالمكلا لاستقبال رئيس الحكومة.

 

ووفقا للمصادر فإن القوات الإماراتية التي تتحكم بالمطار منعت الكثيري وطيمس مما أثار سخطهما وغادرا المكلا باتجاه مدينة سيئون.

 

وأرجعت المصادر منع القوات الإماراتية دخول الكثيري وطيمس إلى المطار أنهما غير مرغوب فيهما من قبل حكام الإمارات لمواقفهما المؤيدة للشرعية والمناهضة للأجندة الإماراتية، وهو ذات الأمر الذي منع عددا من وزراء الحكومة من مشاركة معين عبد الملك في ذات الزيارة، رغم إبلاغهم قبل عدة أيام بالاستعداد.

 

يشار إلى أن الحفل خلا من أي مشاركة لقيادات لا توالي الإمارات، وتم استثناء كل الأحزاب السياسية من الحضور ما عدا سكرتير أول الحزب الاشتراكي بحضرموت الذي يشغل أيضاً عضو الجمعية العمومية للانتقالي.

 

ولفتت المصادر إلى أن غضباً يسود أعضاء الحكومة وقيادات سياسية لما وصفوه بتصرفات معين عبد الملك وتدخلات الإمارات التي ادعت قبل فترة انسحابها من اليمن، بينما تنفذ أجندة معادية للشرعية اليمنية المدعومة من قبل السعودية.

 

إحراجات.. معين تحت المساءلة 

 

وفي سياق آخر، كشفت مصادر مطلعة عن تعرض رئيس الحكومة لانتقادات لاذعة في المكلا خلال لقاء موسع عقده معين مع مدراء العموم ومدراء المكاتب التنفيذية مساء الاثنين في صالة الانتظار بفندق رامادا، وتهرب كثيرا من أسئلة الحضور فيما يخص الخدمات وتدهور العملة والوقود.

 

وبحسب المصادر فإن محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني الذي دخل الصالة قبل رئيس الوزراء بنصف ساعة خاطب الحاضرين بنبرة حادة قائلا: "الآن سيأتي رئيس الحكومة أي أحد عنده شيء يطرحه على معين وليس على البحسني".

 

وذكرت أن معين تحدث أمام الحاضرين مطولا عن التحديات التي تواجه الحكومة وعن الكلفة الباهظة للحرب مع مليشيا الحوثي، وعن إمكانية زيادة إيرادات القطاع الحكومي والأرقام المتصورة عن النفط مبالغ فيها وليست بالقدر الذي يروج له.

 

قبل أن ينهي الأخير حديثه يقاطعه فجأة مدير مكتب الأوقاف بساحل حضرموت "السعدي" ويصرخ بصوت عالٍ قائلا: "هل من حلول جذرية للكهرباء يا دولة رئيس الوزراء نريد قرارات فعلية، لا نريد محاضرات في التنمية البشرية، الشارع يغلي في الخارج، ولم يعد لدينا وجه لمخاطبة الناس، كفاكم إحراجا لهذا الرجل أمام الناس"، في إشارة للمحافظ البحسني.

 

ولفتت المصادر إلى أن رئيس الوزراء أجاب بأن إنشاء محطة للكهرباء في الساحل على الوقود والمحروقات لن تضيف جديدا وسترهق ميزانية الدولة أكثر فأكثر.

 

ووفق المصادر، انفجرت بعدها القاعة بنقاشات الاستهجان، هناك في أقصى اليمين يقف مدير المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت "عبدالله حمران" ويقول إن محطة الـ100ميجاوات يجب أن تكون غازية لا على الوقود وفقا لقرار رئيس الجمهورية.

 

من بعيد على الجانب المقابل يقول بلفقيه مدير مكتب الخارجيّة بالمكلا إن هناك مبالغ خصصت لإنشاء محطة 100 ميجاوات في الساحل فأين ذهبت تلك المبالغ؟

 

مدير شركة النفط العكبري هو الآخر تحدث عن مديونية خاصة بشراء محروقات الكهرباء تتجاوز الـ20 مليون دولار.

 

تقول المصادر إن وتيرة النقاشات والأحاديث الموجهة لرئيس الوزراء زادت والأخير يقف حائرا لا يعلم كيف يجيب.

 

وأشارت إلى أن معين تلعثم كثيرا ولم يستطع الإجابة على أسئلة الحاضرين واختتم حديثه بالقول إن "جميع النقاط سيتم مناقشتها عبر السلطة المحلية".

 

ووفقا للمصادر فإن رئيس الوزراء أشار إلى المحافظ بأن ينهي اللقاء وغادر معين القاعة رفقة المحافظ، فيما خرج أغلبية الحاضرين بخفي حنين وبملامح الغضب من انتهاء اللقاء بلا جديد يضاف.


التعليقات