ندد محافظ تعز علي المعمري، بالحرب التي وصفها بـ «الوحشية والقذرة» التي تعرضت لها تعز على أيدي ميليشيا الانقلاب الحوثي والمخلوع صالح . وقال في حوار إلى «عكاظ»: رغم العدوان الغاشم الذي خلف نحو 1800 شهيد و9 آلاف جريح، إلا أن تعز مثلت جبهة استنزاف للانقلابيين . وأضاف المعمري ، أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يتحركان بخطوات ثابتة وفق إستراتيجية عسكرية ستؤتي ثمارها قريبا.
● ما حجم الخسائر التي خلفتها الميليشيات الانقلابية ؟!
●● تعرضت تعز لهجمة وحشية وحرب قذرة استهدفت كل شيء، فهناك عشرات الألوية والمعسكرات التابعة للمخلوع علي صالح بالإضافة إلى ميليشيات جماعة الحوثي كانت تقود حربا وحشية على المدينة وتفرض عليها حصارا خانقا ، كما أن القصف العشوائي على الأحياء المأهولة بالسكان كان يتم بصورة يومية وبمختلف الأسلحة الثقيلة والصواريخ ،الأمر الذي تسبب في سقوط أكثر من 1800 شهيد ، ونحو 9 آلاف جريح، بالإضافة إلى تدمير شبه كلي للبنية التحتية.
● ما هو الدور الذي لعبه أبناء تعز في عملية التحرير ؟
●● أبناء تعز لعبوا دورا كبيرا ، وهم يستحقون الحرية والخلاص من هذه الميليشيات التي عاثت في المدينة خرابا ودمارا ، ومنذ أكثر من عشرة أشهر وهم صامدون يدافعون عن مدينتهم بكل ما يمتلكون من قوة وسلاح ، واستطاعوا خلال هذه الفترة أن يدفعوا عنها شبح السقوط في أيدي الميليشيات الانقلابية التي لجأت إلى الحصار كرد فعل حقير ووحشي ، بعد عجزها عن اجتياح المدينة والسيطرة عليها ، ونحن نسعى لتحرير ما تبقى من أجزاء تحت سيطرة الانقلابيين ، ونتحرك بخطوات ثابتة ووفقا لإستراتيجية عسكرية ستؤتي ثمارها قريبا.
● وما الذي قدمه التحالف العربي من دعم لتحرير تعز ؟!
●● نحن نقدر الدور الكبير للأشقاء في التحالف العربي بقيادة السعودية ، والأدوار المتميزة لدولة الإمارات في إنقاذ اليمن ودعم شرعيته ومؤسساته في مواجهة حالة التجريف التي حاولت العبث بالبلد، ولن ننسى للأشقاء في التحالف ما قدموه ويقدمونه لليمن الذي بفضلهم بدأ يستعيد روحه وعافيته ، وتعز تخوض معركة التحرير ضد الانقلابيين في إطار المعركة الوطنية الكبرى . ودور التحالف حاضر بوضوح في تعز عبر عمليات الإسناد الجوي للجيش الوطني والمقاومة وهي عمليات متواصلة بصورة شبه يومية، فالطيران حاضر في سماء تعز ويقوم باستهداف مواقع وتجمعات الانقلابيين في مختلف أرجاء المحافظة ، كما أن لدينا تنسيقا كبيرا مع التحالف فيما يتعلق بتحركاتنا العسكرية على الأرض .
● هل لديكم إحصائية حول قتلى وأسرى الانقلابيين ؟!
●● شكلت تعز جبهة استنزاف مكلفة للانقلابيين ، فهناك آلاف الضحايا في صفوفهم ، وكل يوم يتعرضون لخسائر مادية وبشرية، ونحن نتساءل عن السر في دفع المزيد من مليشياتهم وعناصرهم إلى الموت رغم عجزهم عن تحقيق أي إنجاز ميداني في تعز منذ أكثر من عشرة أشهر ، هناك حالة من اللامبالاة وانعدام الضمير والإنسانية لدى قادة الانقلاب، فهم لا يكترثون لهذه العناصر التي يجري الدفع بها إلى المحرقة ، كما أنهم لا يكترثون لقتلاهم وكثيرا ما ناشد الجيش الوطني والمقاومة الصليب الأحمر الدولي بالتدخل لانتشال الجثث من جبهات القتال ، إلا أن الانقلابيين يرفضون سحب قتلاهم من الجبهات .
أما فيما يتعلق بالأسرى فهناك عدد من الأسرى لدى الجيش الوطني والمقاومة وهم يتمتعون بكامل الحقوق المكفولة لهم ، ويجري التعامل معهم كأسرى حرب وفقا للقوانين الوطنية والدولية.
● هل تم الترتيب لعمليات الإغاثة ؟
●● تعز كانت ترزح تحت وطأة حصار خانق ووحشي منذ أشهر طويلة ، عمدت خلالها الميليشيات الانقلابية على منع سائر المواد الغذائية والدوائية والنفطية من الدخول إلى المدينة بما في ذلك معونات الإغاثة المقدمة من الدول والمنظمات العالمية ، حيث تقوم هذه الميليشيات باحتجاز المساعدات أو نهبها واستخدامها كمجهود حربي لقتل أبناء تعز.
نحن على تواصل وتنسيق مع منظمات ودول كثيرة ، وعملية كسر الحصار من المنفذ الغربي التي تمت خلال اليومين الماضيين تهدف إلى فتح خط لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة وإنقاذ السكان ، وننتهز الفرصة لنوجه الشكر والثناء لمركز الملك سلمان للإغاثة الذي لعب دورا كبيرا في التخفيف من وطأة الحصار المفروض على المدينة خلال المرحلة الماضية عبر الإنزالات الجوية أو المعونات الغذائية المقدمة لتعز والتي وصلت إلى معظم المديريات ، وهناك استعداد من قبل المركز لمضاعفة جهوده بعد كسر الحصار .
وثمن المحافظ الدور المحوري لمركز الملك سلمان للإغاثة في دعم وإغاثة سكان مدينة تعز ، وقال إن مركز الملك سلمان هو الجهة الوحيدة التي عملت على كسر الحصار المفروض على المدينة من قبل الانقلابيين عبر عمليات الإنزال الجوي للأدوية والمستلزمات الطبية، وتقديم المساعدات والمعونات الإغاثية إلى السكان في مختلف مديريات محافظة تعز. وأكد أن هذه الجهود مشكورة ومحفورة في قلوب أبناء تعز ولا يمكن نسيان الدور الكبير لمركز الملك سلمان في دعمهم وإغاثتهم .