أكد محللون ومتابعون للشأن اليمني أن مقاومة تعز أفشلت خطة روسية أمريكية لوقف إطلاق النار باليمن، بذريعة "إدخال المساعدات الإغاثية" للمناطق المحاصرة، وفي مقدمتها مدينة تعز التي نجحت قوات الحكومة الشرعية في فك الحصار عنها بشكل جزئي، ما يتيح إدخال المساعدات دون أي مشروع أممي.
وتخفي الخطة المشتركة هدفا مهما وهو سحب البساط جزئيا من التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية، لدعم الشرعية في البلد ضد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح.
كسر الحصار انتزع ورقة تعز
وتعليقا على هذا الأمر، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي إن "نجاح المقاومة الشعبية في كسر الحصار المفروض على تعز مثَّل واحدا من أهم الإنجازات التي أنهى التوظيف السيئ المزدوج لورقة تعز من قبل الانقلابيين والأطراف الدولية المؤثرة".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "في الوقت الذي كان ينظر فيه الانقلابيون إلى مدينة تعز باعتبارها فضاء جغرافيا مهما من الناحية الإستراتيجية، كانت الأطراف الدولية ترى بأنها الصورة الأكثر مأساوية في الحرب الدائرة باليمن".
ولفت إلى أن "الموقف الدولي انطلق من هذه الصورة، للضغط على الحكومة اليمنية والتحالف الداعم لها، من أجل الذهاب إلى محادثات خطط لأن تكون بداية مسار تفاوضي يفضي إلى نتائج أهمها بقاء المتمردين الحوثيين جزء أساسيا ومؤثرا في المشهد اليمني".
وأوضح التميمي أن "تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من الرياض، التي شدد فيها على أهمية إنهاء الحرب في اليمن عبر الحوار تأتي في ذلك السياق".
وأكد السياسي اليمني أن "الانتصارات العسكرية في تعز وكسر الحصار عنها، يفقد الحوثيين وحلفاءهم، ورقة مهمة في المسار التفاوضي".
وسجل أنها "تحرم الحوثيين من البقاء كقوة مهيمنة على جغرافيا واسعة، وجعلهم فصيلا طائفيا منكفئا أكثر وأكثر باتجاه معاقله في شمال الشمال".
تقدم المقاومة قطع الطريق
ورأى رئيس تحرير "الموقع" الإخباري، عامر الدميني، أن "معركة تعز قلبت موازين الواقع الجغرافي والسياسي للقتال داخل اليمن، ومثلت رصيدا إضافيا للمقاومة والجيش الوطني ودول التحالف العربي".
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن "تقدم المقاومة الشعبية في مدينة تعز قطع الطريق أمام العامل الخارجي للتدخل بذريعة وقف إطلاق النار بحجة إيصال مساعدات للمناطق المحاصرة، حتى بات هذا المبرر في خبر كان، في أعقاب كسر قوات الشرعية الحصار".
وأشار الدميني إلى أن "التقدم العسكري الميداني في تعز، مكن السلطات الشرعية من توسيع سيطرتها على نطاق واسع من الأرض المحررة، ما يمنحها ورقة قوية تستطيع أن تستخدمها في المشاورات القادمة أمام المجتمع الدولي، وتسقط مزاعم الانقلابيين بشأن حجم سيطرتهم على الواقع".
وانتزعت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني المؤيد للشرعية، قبل أيام، مساحات واسعة، من قبضة المتمردين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح في مدينة تعز(جنوب البلاد)، ما مكنها من كسر الحصار من الجهة الغربية والذي يفرضه الأخير منذ أشهر.
وقبل أيام، قال المحلل العسكري السعودي إبراهيم آل مرعي، إن احتمال تدويل ملف اليمن قد انتهى، بعد فك الحصار عن تعز، دون الكشف عن مزيد التفاصيل، بينما قرأه البعض على أنه تلميح لما جرى تداوله عن مشروع روسي أمريكي لوقف القتال باليمن.