اعتقد الكثير بأن تحرير مدينة تعز سيكون خلال فترة قصيرة، بعدما تمكنت المقاومة الشعبية قبل أيام من كسر الحصار الجزئي عن المدينة، عن طريق فتح منفذ في الجبهة الغربية.
وخاضت المقاومة الشعبية معارك عدة في أكثر من جبهة، لكنها لم تتمكن من التقدم أكثر، لاستكمال تحرير المدينة، بسبب عدم حصولها على الدعم اللوجستي الضروري، سواء من قبل دول التحالف العربي، أو الحكومة الشرعية ومناصريها.
حديث تحرير المدينة تكرر كثيرا، طوال أشهر الحرب الماضية، وقبل دخول الحكومة الشرعية والانقلابيين في أي جولة مشاورات، فكانت تعز تدفع الثمن الأكثر كلفة.
وحرص الحوثيون منذ دخولهم تعز، على السيطرة عليها كاملة، وعانت المدينة كثيرا وما تزال، من ويلات الحصار، والموت الذي يطال أبناءها من حين لآخر.
جهود ذاتية
رئيس تحرير موقع" مأرب برس" أحمد يحيى عايض قال لـ( الموقع):" المقاومة الشعبية تتقدم، وحققت الكثير من الإنجازات العسكرية على الأرض، وتفرض سيطرة جغرافية على أكثر من 80% من أجمالي تعز تقريبا".
وأكد:" أن كل ما تحقق على الأرض يعود إلى جهود ذاتية للمقاومة الشعبية ورجالها في تعز، والمشكلة لا تكمن في المقاومة، بقدر ما هي مرتبطة بأجندة خارجية، تتمثل في حاجيات الدعم المالي والعسكري، وكذلك الحكومة اليمنية، والرئاسة اليمنية تحديدا، وضغوطات بعض دول الخليج، التي تضغط على المقاومة للتخلي عن قياداتها ورموزها في الأرض، وفرض شخصيات ليس لهم أي صلة بالمقاومة، وهناك دولة خليجية تلعب في الوسط، ترغب في إيجاد مقاومة شعبية على هواها، وتريد رسم ملامح المستقبل السياسي لتعز في المرحلة القادمة".
وكل ما يجري- حسب عايض- هو" نوع من التركيع غير المعلن لتعز، من أطراف خارجية, في ظل صمت وحياء المقاومة الشعبية من كشف الأوراق الحقيقة وراء كل هذا الإهمال والإذلال".
ويضيف:" مثّل الضعف السياسي والإدارة العسكرية لدى مؤسسة الجيش والرئاسة اليمنية عاملا أخر، لا يقودها إلى التحرر الكامل من تلك الضغوط".
لافتا إلى أن:" هناك سيل من الوعود لتعز ولمقاومة تعز، لكن هناك طرف يريد أن تستنزف المقاومة، لتخسر أكبر قدر من رجالها وقوتها على الأرض حتى تحين فرصة التدخل الخارجي، لفرض عملية الحزم والحسم، ورسم معالم النصر والتحرير لمحافظة تعز، على يد خارجية، وليس على أيادي أبناء تعز".
و يؤكد:" أن على مقاومة تعز أن تصبر، تمضي في خياراتها المتاحة، وبما تيسر من سلاح، لكسر تطلعات أولئك في الداخل والخارج".
الاستماتة على تعز
أما سكرتير تحرير صحيفة أخبار اليوم وليد الشرعبي فقد ذكر لـ( الموقع) أن: تعز المشروع والفكرة، وليست الجغرافيا فقط، ذو أهمية وطنية، ولذلك ترى جماعة الحوثي كما هو حليفها صالح، وغيرهم من القوى المتحسسة من هذا المشروع، أنها تهدد وجودهم ومساعيهم في الاستحواذ على البلد بخيراته وثرواته، والمشروع والفكرة الذي تحمله تعز المتمثل بالدولة والمدنية، جعل من تعز محط أنظار هؤلاء، ولابد بالتالي من العمل وبأية طريقة على ما يمنع تحقيق مشروع تعز".