[ طائرات للتحالف العربي ]
حلت الذكرى الاولى لإنطلاق عاصفة الحزم في اليمن، في ظل استمرار الانقلابيون في أعمالهم التصعيدية داخل اليمن، ومواصلة انقلابهم على الشرعية في البلاد.
ومنذ عام خاض التحالف العربي عملية عسكرية في اليمن لإستعادة الشرعية بناء على طلب من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بعد اشتداد وتيرة حرب الانقلابيين وإعلانهم الحرب في ربوع البلاد.
ويجمع محللون أن عاصفة الحزم تمكنت من ردع الانقلابيين، وقطعت الطريق أمام مشروعهم، كما استطاعت أن تعيد اليمن إلى حاضنته العربية والاسلامية.
ما الذي أضافه التحالف
الكاتب عبدالملك الحميدي تحدث لـ( الموقع) قائلا:" مشاركة التحالف في اليمن أضاف بعداً قوميا وانتمائياً لليمن في مجالها العربي ومع الجيران، فأصل العروبة لم تسقط في يد الفرس مجددا".
أما الكاتب والصحافي فارس الشعري فذكر لـ( الموقع):" لا شك أن تدخل التحالف العربي في اليمن له أهمية بالغة التأثير في قمع التوسع والنفوذ الإيراني من جهة، ومن جهة أخرى إسناد وحماية الشرعية والمقاومة الشعبية في استعادة الدولة من أيدي الانقلابيين، حيث تم استعادة الكثير من المحافظات وتمكين الشرعية من السيطرة عليها".
النجاحات
" الحميدي" أوضح:" أن من أبرز النجاحات التي حققها التحالف، هو السيطرة على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية، والاستمرار في التقدم، وتدمير آلة العسكريين الانقلابية، بالإضافة إلى قطع يد إيران التي أعلنت مبكرا عن سقوط العاصمة العربية الرابعة بيدها، وتعني صنعاء، وتدمير آلة الانقلابيين العسكرية، فأصبح الانقلابيون يبحثون عن مخرج، ومن ذلك الهدنة التي أبرموها مع المملكة لإنهاء العمليات العسكرية على الحدود، وهو ما يؤكد اقتراب انتهاء الانقلاب".
من جهته قال" الشعري:" أن" عاصفة الحزم" أنهت آمال صالح في العودة للسلطة حتى الآن، واستطاعت أن تجعل حلم صالح في العودة للمشهد السياسي من جديد مجرد وهم يراهن عليه أمام أتباعه، ناهيك عن قمع أذرع إيران في اليمن، الذين خضعوا مؤخراً لإجراء مفاوضات مباشرة من الجارة السعودية".
ويضيف:" كما أن التحالف تمكن حتى الآن من حصر سلطات الانقلابيين المدعومين من إيران في محافظات معينة، ومنعهم من السيطرة على مزيد من الأراضي".
واختتم حديثه قائلا:" وبغض النظر إن كان التحالف نجح أم لم ينجح، فإن الحسم في اليمن وإنهاء التمرد الحوثي لن يتم إذا تم الاعتماد فقط على الغارات الجوية للتحالف، ما لم يكن هناك دعم وإسناد عسكري للمقاومة والجيش الوطني في الداخل، واللذين عملوا حتى الآن على تشتيت مقاتلي الحوثي في أكثر من جبهة".
بعيدا عن تدخل التحالف
لم تكن لتنجو اليمن دون تدخل التحالف العربي، فالمخلوع علي عبدالله صالح، عمل طوال فترة حكمه على تعيين مواليين له في مناصب عليا في الجيش، وعلى أساس مناطقي، ليؤسس لدولة العصابات، فأخذ الانقلابيون يواجهوا الشعب الأعزل بقوتهم، لفرض سلطة أمر واقع.
عن ذلك يقول" الحميدي":" في ظل التعقيدات التي طرأت على المشهد اليمني- عقب اجتياح الحوثيين لصنعاء وحتى وصولهم إلى عدن، ووضع الرئيس الشرعي تحت الإقامة الجبرية، وسقوط كافة أجهزة الدولة في أيديهم، وتحالفهم مع النظام السابق جعل من تدخل الجيران أمراً بالغ الضرورة، وذلك لإعادة الأمور إلى نصابها، وتدمير الآلة العسكرية الضخمة التي استولوا عليها قبل وبعد الانقلاب، والتي أخضعوا بها الشعب وخياراته، وللحفاظ على مصالح الجيران وحدودهم، خصوصا المملكة العربية السعودية، والذي يمثل استيلاء عصابة تتبع إيران خطورة على حدودها ومصالحها".
التحديات
أما الكاتب والباحث ثابت الأحمدي فذكر لـ( الموقع):" إن تحديات ما بعد النصر لأي معركة أكبر من تحدي الحرب والنصر معا، والحفاظ علی النصر مسألة مهمة ويتمثل ذلك في إعادة اعمار اليمن ذي البنية التحتية الهشة، والتي زادتها الحرب هشاشة".
وتأتي في مقدمة التحديات- حسب الأحمدي- القضاء النهائي أولا علی الانقلاب بأي صورة من الصور، وهو أمر غامض حتی الآن، ثانيها: توافق اليمنيين علی قيادة شرعية جديدة غير القيادة الحالية التي أثبتت المرحلة أنها أكثر من فاشلة".
وأشار:" الواقع أن اليمنيين أمام مهمة تاريخية عصيبة، تتمثل في بناء دولة من جديد وعلی أسس راسخة، لأن نظام علي عبدالله صالح كان نظام العصابة في الحكم أقرب منه لنظام الدولة، وزادتها المليشيا الحوثية أكثر سوءا، ومسألة بناء دولة عصرية لا يمكن أن تأتي بين عشية وضحاها، فهي تحتاج التخطيط والتمويل والتنفيذ الكامل وبإرادة صلبة لا تلين أمام هوامير الفساد، وهي مهمة منوطة بدول الخليج وبالمملكة علی وجه الخصوص".
ويستدرك:" القضاء علی الحوثي فكرة ومشروعا هو من الأولويات الملحة لليمن وللمنطقة بشكل عام، ما لم فعاصفة الحزم لا معنی لها علی الرغم مما قدمته، لأن هذه الجماعة سرطان في جسد اليمن والمنطقة بشكل عام".
تكامل أدوار
" الحميدي" شرح أنه:" لا يمكن أن نحكم على التحالف بالفشل، فالذي يعي ماذا يعني أن تستولي مليشيا على دولة، ثم يتم تطهير الدولة منها، يدرك أن المهمة صعبة، وأنه سيصاحبها كثيرا من الأعراض والأخطاء، وعلى الحكومة الشرعية اليمنية أن تعلم أن دور التحالف محدود، وعليهم أن يباشروا بناء الدولة بمؤسساتها في المناطق المحررة وهي الأغلب، وانتظار كل شيء من التحالف خطأ ".