مقبل نصر غالب في الحلقة الأخيرة من ذكرياته يستعرض لحظات قادت إلى الوضع الراهن لليمن
- تعز - خاص الخميس, 29 سبتمبر, 2022 - 04:16 صباحاً
مقبل نصر غالب في الحلقة الأخيرة من ذكرياته يستعرض لحظات قادت إلى الوضع الراهن لليمن

[ مقبل نصر غالب - الموقع بوست ]

قدمنا للطغاة دراسات علمية، أبحاثا ميدانية، تقارير رسمية، نصائح شفهية، تحليلات صحفية، لم يسمع الطاغية الجاهل كلمة ولم تهز له شعرة.

 

حذرناهم شعرا ونثرا نظما ورسما، حكم وأمثال، أغاني وأقوال، نكت سياسية ساخرة، فكنا مشاغبين في نظرهم.

 

مجالس الطاغية نفسها ضجت من الفساد والعناد، ورفعت صوتها عاليا في مجلس النواب، ومجلس الشورى، والمجالس المحلية واللجان الاقتصادية، والتكتلات الحزبية والنخب السياسية، وكأنك تكلم اللات والعزى.

 

المنتديات الثقافية والسياسية، وحوارات المشترك في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، واكسبو، وستة حروب في صعدة، وستة حروب في شبوة وأبين، كل هذا لم يهز شعرة للسلطة الفاسدة التي تشبعت بالفساد إلى درجة لم تعد قادرة على التفكير، ووصل الأمر أن رئيس النظام طالب الدول والمنظمات أن تنفذ مشاريعها بنفسها في اليمن، وطالب الفاسدين برفض أوامره اذا لم تعجبهم.

 

اقرأ أيضا: بمزيج من السرد الساخر .. مقبل نصر غالب في حلقته الـ29 يتحدث عن ستة أنواع من المشائخ في اليمن

 

أقوال منثورة:

 

السفير الياباني: الفساد في اليمن ثقافة وليس مرضا.

 

عبدالقادر باجمال رئيس وزراء سابق: الفساد ملح التنمية ومن لم يغتن في عهد صالح لن يغتني بعده.

 

على مجور رئيس وزراء سابق: الفساد أقوى من الحكومة.

 

صورة حديثة للاستاذ مقبل نصر غالب

 

 

طفشت الجماهير وخرجت تبحث عن أمل في دولة مدنية عادلة، دولة النظام والقانون للجميع وعلى الجميع، خرجت في 18 محافظة بالملايين، ودفعت الثمن غاليا ومازالت تدفع، والطغاة ثابتون، الذين استولوا على الخروج في الساحات يجيدون الخطابات الرنانة والشعارات البراقة والحماس الزائد، كانوا جزء من الظلم والفساد، وليسوا جزء من الثورة، ويريدون العودة إلى السلطة.

 

وكانت الأحزاب السياسية كلها جزء من المؤامرة الدولية الصهيونية البريطانية، كي تعود إلى السلطة الفاسدة لتشاركها الفساد في الثروة والسلطة، انشق الفاسدون باتفاق بينهم كي يتحاوروا ويلتحموا من جديد، وهذا الذي حصل، نصفهم في التحرير ونصف في ساحة التغير، جمعة في الستين وجمعة في السبعين، واعمار الجماهير بين الستين والسبعين.

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب يستذكر متاعب العيش ومقالب النكد في تعز

 

كان القتل والقنص للجماهير والشباب البريء من كل لوثة سياسية، والتحم الفساد بشقيه السياسي والعسكري والإداري، كما خططوها مسبقا، وشكلوا دولة توافق بينهم وتحاوروا بينهم، اتفقوا على تقسيم السلطة والثروة إلى ست مقاطعات.

 

أوضح دليل أن ملة الفساد واحدة، والمؤامرة على الشعب واحدة، تجسد في لقاء الجميع في جامع الصالح لإعلان الجرعة الأخيرة، وعاد عبدربه جنب عفاش في الصف الأول، والبقية في الصف الثاني كما كانوا، واعتصام أحزاب اليسار مع الحوثية لإسقاط الجرعة في مداخل صنعاء.

 

العجلة في عبدربه، عندما هيكل الجيش، وغير قيادات الحرس الجمهوري والقوات الجوية والاركان، بقيادات من خارج الوحدات العسكرية والقيادات الأمنية، وفي الاخير قال "عفاش لم يسلمني غير العلم والقوات المسلحة مازالت تتبع عفاش".

 

الجماهير كانت قد انسحبت من الساحات عن ثقة بأن الدولة المدنية قادمة خلال عامين بالكثير، وأن الدولة الانتقالية التوافقية سوف تسلم السلطة للدولة المدنية الجديدة.

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب يحكي في حلقته الـ27 رحلته إلى عدن وتعامل السلطات مع الوافدين

 

الدولة الانتقالية التوافقية المناط بها الترتيب لإنشاء دولة مدنية ديموقراطية منتخبة اشتغلت بترميم فضائح النظام الفاسد، ولم تشتغل في مهمتها الأساسية،  اشتغلت تعويضات، ترقيات، علاوات، عودة متقاعدين، توظيف قتلى، توظيف جديد، تسديد ديون، والصراع بين أجنحتها التوافقية، والتهديد بالانسحاب، وأية سلطة تشتغل في معالجة سلبيات الماضي وتصحيح الأوضاع القانونية والإدارية لا يمكن أن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام، فتطفو عليها مشاكل الماضي كلها، فكيف وقد أعلنت أنها ستعالج أخطاء خمسين سنة ماضية، ولم تكن هذه مسؤوليتها ولا مهمتها.

 

وفعلا تمكن الجبت والطاغوت من تجميد عروق نصفه التوافقي، وحشد من صعدة ضده، وسقط الآلاف في سبيل دخول فاسدين جدد في السلم والشراكة، وسقطت صنعاء في تحالف جديد في العام 2014م، ليكرر نفس تحالف 1990م، وتحالف 1995م على أمل أن ينكب حليفه كما نكب الأولين.

 

الانتقالية الفاسدة حتى النخاع مازالت حاكمة إلى الآن، ومطت انتقاليتها عشر سنوات بانشطارها بين صنعاء وعدن والرياض، وكلهم أقطاب الطاغوت الفاسد، ولم يتم إسقاط النظام والدستور النافذ الذي مازال معمولا به، ولم يسقط من النظام غير عفاش فقط لا غير بيد الذين اصطفاهم واصطنعهم لنفسه.

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب في الحلقة الـ26 يكتب عن الخضر والعدار والنباش في الثقافة الشعبية بمناطق العدين

 

التحالف الذي حمل على عاتقه دمار اليمن لخدمة الصهيونية وبريطانيا يعدل بين ضرتين يوم يقصف جيش الإنقاذ، ويوم يقصف جيش الشرعية، ويوم ينشئ مليشيات مسلحة جديدة تساعده على التمدد في اليمن، وتساعد بريطانيا على العودة إلى اليمن، إيران والسعودية والإمارات تنفذ مشروعا صهيونيا في اليمن برعاية وادارة بريطانية كاملة.

 

وعبيد الطاغوت يشتمون الجماهير، يحملونها كل ما حل باليمن، رغم أن طاغوتهم مازال حاكما، ومشاكل الشعب بسبب طاغوتهم، ويحملون الضحية كل مأسي الطغيان والجوع والفقر.

 

ولا يشتم الشعب إلا فاسد كان مرتاحا بالفساد وتركه أصحابه الفاسدون، أو عبد من عبيد الطاغوت، لا يرى خيرا منهم أو عنده خلل في التفكير، ويلعن الضحية أنها سبب الطغيان، وأنها سبب ما نحن فيه من الأسعار وقطع المرتبات.

 

الجماهير لن تخرج من جديد لأنها غير مقتنعة بطرفي الصراع الفاسدين، ورغم ميزة نظام صنعاء في القبضة الأمنية التي كنا نتمناها أيام عفاش، وعنده القدرة الكاملة، ويملك جيشا قويا مدربا، وأجهزة أمنية قادرة على تأمين الجزيرة العربية كلها، لكنه لا يريد ذلك، ويحسب لنظام عفاش الحريات المطلقة، قل ما تشاء ونفعل ما نشاء، والديموقراطية وحرية الانتخابات، من منطلق انتخب من نشاء بمحض ارادتك.

 

في الاخير كلا السلطتين الشرعية والإنقاذ تستثمر وتتاجر بدم الأبرياء في الجبهات، كي تستمر أطول مدة في التسلط، وبعد ثمان سنوات لم يرق قلب كلتيهما، وقد رق الحديد لبلوانا.


التعليقات