هادي في عدن... ما أهمية زيارته الثالثة للعاصمة المؤقتة (تقرير خاص)
- عامر الدميني الأحد, 27 نوفمبر, 2016 - 03:43 صباحاً
هادي في عدن... ما أهمية زيارته الثالثة للعاصمة المؤقتة (تقرير خاص)

[ هادي اثناء وصوله عدن - سبأ ]

وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى العاصمة المؤقتة عدن برفقة وفد حكومي في زيارة تعد الثالثة له الى عدن منذ انطلاق العملية العسكرية لإعادة الشرعية في اليمن نهاية مارس من العام 2015م.
 
وتأتي هذه الزيارة عقب اجراءات عديدة اتخذها الرئيس هادي خاصة في القوات المسلحة، و في القطاع المدني للدولة، مجسدة بالتغييرات العسكرية التي شملت المنطقة العسكرية الرابعة التي تتخذ من عدن مقرا لها، وفي القطاع المصرفي بعد قرار نقل البنك المركزي الى عدن، ما يعني أن العاصمة المؤقتة باتت مهيئة لممارسة النشاط السياسي والعسكري لها كعاصمة حقيقية.
 
دلالات
 
تأتي الزيارة الثالثة وسط ظروف مختلفة على الصعيد السياسي في عملية المشاورات مع مليشيا الحوثي والمخلوع واللذان يشكلان الطرف الأخر في المباحثات التي رعتها الامم المتحدة لثلاث مرات متتالية.
 
وتبدو الزيارة هذه المرة بالغة الأهمية بالنظر الى الاجراءات التي اتخذت سابقا على الصعيد العسكري، وتتزامن مع تقدم ميداني للجيش والمقاومة في محافظة تعز، وهي الوجهة التي كانت معنية بالزيارة السابقة الى حد كبير.
 
ففي عدن ينتظر الرئيس هادي العديد من الملفات الشائكة التي تحتاج الى التدخل العاجل، خصوصا الوضع القتالي في محافظة تعز، و تطبيع الاوضاع الداخلية في مدينة عدن.
 
وتعكس الشخصيات التي رافقت هادي أن الزيارة الرئاسية ستركز على هذين النقطتين بدرجة اساسية، فقد رافق هادي مستشاروه الثلاثة المنتمون للمحافظات الجنوبية، والمحسوبين على الحراك الجنوبي، وهم اللواء صالح عبيد احمد، وياسين مكاوي، وعبدالعزيز المفلحي، إضافة الى وزير الشباب والرياضة – محافظ عدن السابق – نائف البكري.
 
وتستبق الزيارة ايضا عملية التحضير للاحتفال بيوم الاستقلال الذي يوافق الثلاثين من نوفمبر من كل عام، وهي الفعالية التي سعت اجنحة في الحراك المتطرف الى التحشيد فيها لإثبات وجودها على الارض، وفشلت في إقامتها بمحافظة حضرموت كما كان مقررا لها، وتحاول جاهدة لتنظيمها في العاصمة عدن.

وتشير التوقعات الى قرارات كثيرة سيتخذها الرئيس هادي في العديد من الجوانب، اضافة الى مشاورات واسعة سيجريها مع العديد من الاطراف والشخصيات، وذلك في سياق تهيئة الاجواء لتتناسب مع التوجه الجديد الذي سلكه هادي مؤخراً، والذي بات واضحاً أنه يتناغم مع سياسة المملكة العربية السعودية باعتبارها الدولة الأهم في التحالف العربي.
 
ذلك التوجه بات يستشعر الآن خطورة التسوية الدولية، وإطالة أمد الصراع في اليمن، فبدا حاسماً أكثر من أي وقت مضى على سرعة حسم ملف اليمن، وإزالة التعقيدات التي تواجهه داخل صف الشرعية في المقام الأول.
 
فتور
 
على الصعيد الاخر قوبلت زيارة هادي الاخيرة لعدن بقليل من الفتور لدى البعض، بسبب عدم وجود أي نتائج ملموسة لزياراته المتكررة، كما كان مأمولا ومقررا لها.
 
لذلك يبقى من الأهمية ان تضع هذه الزيارة النقاط على الحروف للعديد من القضايا العالقة، وان تقود هذه الزيارة الى نتائج ملموسة على الارض، ففي تعز هناك مقاومة وجيش وطني يسعى لتحرير كل المحافظة، وفي عدن وضع امني متردي ينتظر الترميم والاستقرار، اما في الضفة الاخرى فهناك محافظة حضرموت التي شملها ايضا القرارات العسكرية الاخيرة، وتحتاج الى تدخل أوسع لتنهض من جديد، خاصة مع كونها الرئة الاخرى للاقتصاد في اليمن.
 
وما لم تحقق هذه الزيارة نتائج ايجابية في مختلف الأصعدة، فإن فرص نجاح الشرعية ستتقلص، خاصة مع وجود تيارات اخرى تعمل على تقديم نفسها كبديل للشرعية في اليمن.
 
الزيارات السابقة
 
وتعد زيارة هادي لعدن الثالثة، فقد سبق أن زارها لأول مرة يوم الثلاثاء الـ22 من سبتمبر 2015م، وقال حينها وزير الخارجية السابق رياض ياسين انها ستكون نهائية، لكنه عاد بعدها بأيام الى العاصمة السعودية الرياض.
 
اما زيارته الثانية فكانت في الـ17 من نوفمبر من العام 2015م، وكانت هي الأطول في عدد الايام التي قضاها هناك، واجرى خلالها هادي العديد من اللقاءات مع اعضاء الحكومة و القيادات المدنية والعسكرية التي ناقش معها الوضع العام خاصة قيادات الجيش الوطني والمقاومة في مدينة تعز.
 
وتعد عدن هي المحافظة الثالثة ايضا التي يزورها الرئيس هادي منذ خروجه من العاصمة صنعاء متجاوزا ظروف الاقامة الجبرية التي فرضتها عليه مليشيا الحوثي اواخر العام 2014م.
 
حيث زار كلاً من مأرب يوم الاحد الـ10 من يوليو 2016م، وقبلها زار سقطرى يوم السبت الـ13 من فبراير من العام 2016م وعاد منها الى الرياض.
 


التعليقات