استهداف الفرقاطة السعودية من قبل الانقلابيين بين الدلالات والتداعيات (تقرير)
- وئام عبدالملك الاربعاء, 01 فبراير, 2017 - 05:09 مساءً
استهداف الفرقاطة السعودية من قبل الانقلابيين بين الدلالات والتداعيات (تقرير)

[ باب المندب ]

يواصل الانقلابيون تهديدهم للملاحة الدولية، باستهدافهم للسفن في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، في تطور لافت يهدد بتداعيات جديدة قد تشهدها المنطقة.
 
وتعرضت، يوم الاثنين 30 يناير/كانون الأول، فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة، لهجوم إرهابي، نفذته ثلاثة زوارق انتحارية تابعة للانقلابيين، وفق ما أوردت وكالة "واس" السعودية.
 
وذكرت قيادة التحالف العربي، في بيان لها، أن استمرار الحوثيين بـ"استخدام ميناء الحديدة قاعدة انطلاق للعمليات الإرهابية، يعد تطورا خطيرا من شأنه التأثير على الملاحة الدولية، وعلى تدفق المساعدات الإنسانية والطبية للميناء، وللمواطنين اليمنيين".
 
وتزامن ذلك الهجوم، مع استهداف الانقلابيين مبنىً تابعاً للأمم المتحدة في مدينة ظهران الجنوب بمحافظة عسير، جنوب المملكة العربية السعودية، ويؤكد تصعيدهم عدم رغبتهم بالسلام، وتقويض جهود المجتمع الدولي الرامية لإيجاد حل سلمي، يرتكز على المرجعيات الثلاث.
 
ومن المتوقع أن تدفع الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الانقلابيون، التحالف العربي والشرعية، إلى استئناف عمليات تطهير سواحل اليمن، والتي من شأنها أن تحاصر الانقلابيين، ولن تكون إيران قادرة على تهريب الأسلحة لهم، وبذات الكثافة كما السابق.
 
وكشفت قناة فوكس الأمريكية، يوم أمس الثلاثاء، أن الهجوم الذي طال الفرقاطة السعودية كان يهدف بالدرجة الأولى إلى استهداف سفينة أمريكية في البحر الأحمر.
 
ويخوض التحالف العربي عملية عسكرية واسعة في الساحل الغربي لليمن، لتأمين خطوط الملاحة الدولية.
 
استكمال تحرير السواحل
 
وفي سياق ذي صلة، يرى المحلل العسكري، علي الذهب، أن حادثة استهداف الفرقاطة السعودية، لن تكون دافعا رئيسا لعملية عسكرية كبرى لتحرير مناطق الساحل الغربي، لأن الهدف مازال قائما.
 
ويُبيِّن لـ"الموقع بوست" أن تلك الحادثة قد تسرع بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة، وتضعها في أولويات أي مهام برية أخرى لقوات الشرعية والتحالف معا.
 
وعن أهمية منطقة البحر الأحمر، يقول الذهب إنها شديدة الحساسية للتهديدات الأمنية التي يمكن أن تطال الملاحة البحرية نظرا لطبيعة هذا البحر، ونشاط النقل البحري، الذي يمر عبره 90 بالمائة من التجارة الأوروبية، فضلا عما يمثله بالنسبة لنقل الطاقة عالميا وإقليميا، مؤكدا أن تزايد مثل هذه التهديدات تجعل تلك الأنشطة في خطر.
 
وتمتلك اليمن شريطا ساحليا يبلغ طوله أكثر من 2000 كم، يمتد على طول بحر العرب، وخليج عدن، والبحر الأحمر، الذي يوجد به مضيق باب المندب الإستراتيجي، الذي يتحكم بالتجارة العالمية بين ثلاث قارات هي آسيا، أفريقيا، وأوروبا، كما يربط بين المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، ويفصل بين الجزيرة العربية وأفريقيا.
 
خسارة الانقلابيين
 
ويقول المحلل السياسي، ياسين التميمي، إن تهديد الملاحة البحرية من قبل الانقلابيين، انتقل من مرحلة التهديد إلى التنفيذ منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وتوج بالهجوم على الفرقاطة السعودية، أمس الاثنين.
 
وتوقع في حديثه لـ"الموقع بوست" أن تشهد الأيام القادمة معارك شرسة، لكنها لن تستطيع إيقاف تقدم الجيش والتحالف العربي صوب أهدافهما، حد قوله.
 
ويعود ذلك -وفقا للتميمي- إلى اقتراب الانقلابيين من فقدان ورقة التفاوض الرابحة التي كانوا يملكونها ويمارسوا الضغوط عبرها، والمتمثلة بهيمنتهم على الملاحة الدولية، وذلك بعد أن نجح التحالف العربي في عملياته العسكرية، جنوب البحر الحمر ومضيق باب المندب والمخا.
 
ومضى بالقول "بات الانقلابيون يشعرون بخطر انحسار نفوذهم إلى المناطق الجبلية، ما قد يضعهم في عزلة حقيقية ويسرع من هزيمتهم، وهو ما دفعهم للمواجهة الشرسة في الساحل الغربي، الذي يمثل آخر مناطق نفوذهم في هذا الجزء الجغرافي الحيوي من البلاد".
 
ومطلع الشهر الجاري، أطلق التحالف العربي المساند للشرعية، عملية عسكرية واسعة لتحرير الساحل الغربي في اليمن، والتي ستساهم في تأمين مضيق باب المندب.
 
واستهدف الانقلابيون في 30 سبتمبر/أيلول 2016، السفن في البحر الأحمر، وبالقرب من مضيق باب المندب، بقصفهم للسفينة الإماراتية "سويفت"، وعقبها إطلاق الصواريخ لأكثر من مرة على البارجة الأمريكية "مايسون".
 


التعليقات