[ يتواجد في اليمن الآلاف من اللاجئين الأفارقة ]
أعادت عملية إعدام مليشيا الحوثي والمخلوع صالح لعشرة أشخاص ينتمون لدول في القرن الأفريقي بمحافظة الجوف الأسبوع الماضي، التذكير بالوضع الذي يعيشه كثير من الأفارقة في اليمن، خاصة منذ نحو عامين، عندما انطلقت العمليات العسكرية للتحالف العربي ضد المليشيا الانقلابية قبل نحو عامين.
ويعيش في اليمن الآلاف من اللاجئين الأفارقة الذين دفعتهم ظروف بلدانهم للسفر والإقامة بطرق غير مشروعة، منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وكان مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف عبدالهادي العصار كشف عن قيام مليشيا الحوثي بقتل الأفارقة العشرة بمديرية المتون التي لا زالت تشهد مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة، أثناء مرورهم في الطريق العام باتجاه سوق الاثنين.
وتشارك القوات السودانية إلى جانب قوات التحالف العربي في اليمن، لكن نطاق مشاركتها ينحصر على حفظ الأمن في العاصمة المؤقتة عدن، والمشاركة الميدانية في الساحل الغربي لليمن.
أفارقه مرتزقة
وينحدر أغلب الأفارقة المتواجدون في اليمن من أثيوبيا والصومال وأرتيريا وجيبوتي، وهي الدول المطلة بحريا على الضفة الأخرى من البحر الأحمر وخليج عدن.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التابعة للشرعية في اليمن تمكنت خلال فترات متباعدة من القبض على عدد من الأفارقة يقاتلون في صفوف المليشيا في كلٍّ من تعز والحديدة وعدن وشبوة وصعدة وحرض.
وقبل أقل من أسبوع قال مصدر قيادي في المقاومة الشعبية في بيحان شمال غرب محافظة شبوة لـ"الموقع بوست" بأن أفراد المقاومة في منطقة طوال السادة ألقوا القبض على مقاتل أثيوبي كان يقاتل في صفوف المليشيا.
وأشار القيادي إلى أن الأثيوبي اعترف خلال التحقيقات بأنه كان قد قدم من رداع واسمه محمد، وأن هذه أول مشاركة له في المعارك مع المليشيات في بيحان.
تحذير دولي
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة في وقت سابق من استغلال المهاجرين من دول الجوار إلى اليمن، وأغلبهم من دول القرن الأفريقي في أعمال قتال غير شرعية.
وتقدر إحصائيات حقوقية عدد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن بنحو 10 آلاف شخص شهريا، فروا بسبب الاضطراب في بلدانهم، وجرى استغلالهم في أعمال قتالية غير مشروعة باليمن.
وظلت محافظة شبوة (شرق اليمن) بمناطقها الساحلية البوابة الأكثر ولوجا بالنسبة للمقاتلين الأفارقة، منذ انطلاق العمليات العسكرية للتحالف العربي في الـ26 من مارس 2015، عبر سواحل بير علي شرق محافظة شبوة، والتي تبعد 130 كيلو متر من عاصمة المحافظة.
ولم تبادر الدول التي ينحدر منها أولئك اللاجئون للدفاع عن مواطنيها المتسربون نحو اليمن، في ظل الظروف التي تعيشها منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
اتهام حكومي وعربي
وتتهم الحكومة اليمنية مليشيات الحوثي والمخلوع صالح باستقدامها مهاجرين من دول القرن الأفريقي، وتجنيدهم للقتال في صفوفها.
ولم يقتصر الأمر على اتهام الحكومة اليمنية للمليشيا بتجنيد مرتزقة أفارقة، ووصل إلى مستويات عليا في التحالف العربي، والتي اتهمت المليشيا بتنفيذ هجمات استطلاعية في المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية مطلع فبراير المنصرم عن مصادر سعودية عسكرية تأكيدها باعتقال مرتزقة أفارقة يقومون بأدوار الاستطلاع لصالح المليشيا الانقلابية في المناطق الحدودية بين اليمن والمملكة.
ونشرت صحيفة الشرق الأوسط وثائق في سبتمبر من العام 2016 قالت إنها لمرتزقة أفارقة يحملون بطاقات عسكرية تبين انتسابهم إلى الجيش الأثيوبي، وتقف خلفهم منظمات دولية ودول إقليمية، حيث يتم استقدامهم للقتال في صفوف الميليشيات الانقلابية بمحافظات مأرب والجوف والبيضاء وشبوة.