تصعيد إماراتي في سقطرى وممارسات لا تخفي أطماع الاحتلال (تقرير)
- خاص الخميس, 03 مايو, 2018 - 10:31 مساءً
تصعيد إماراتي في سقطرى وممارسات لا تخفي أطماع الاحتلال (تقرير)

[ تزامنت التعزيزات الإماراتية لسقطرى مع زيارة الحكومة ]

تستمر دولة الإمارات العربية المتحدة المشاركة بالتحالف العربي، بممارساتها التي جعلت اليمنيين يصنفونها كدولة احتلال.
 
وكان لافتا إرسال الإمارات لقوات تابعة لها إلى محافظة أرخبيل سقطرى، في الوقت الذي كانت تتواجد فيه الحكومة الشرعية هناك منذ أيام، برئاسة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء.
 
وأرسلت الإمارات أمس الأربعاء، قوات عسكرية تابعة لها مكونة من أكثر من 150 جنديا إماراتيا، مع مدرعات عسكرية وأسلحة ثقيلة ومتوسطة مختلفة.
 
وواصلت أبوظبي تصعيدها، إذ كشف وسائل إعلام عن تمركز القوات الإماراتية بشكل مفاجئ على بوابة ميناء سقطرى، في الوقت الذي لا تزال القوة اليمنية المكلفة بحماية الميناء متواجدة بداخله.
 
ولاقت زيارة الحكومة للمحافظة الرامية لتنفيذ عدد من المشاريع فيها، ترحيبا واسعا من قِبل أبناء سقطرى، وهو ما دفع بالإمارات وأتباعها بإخراج أفراد من أبناء المنطقة يطالبون برحيل الحكومة، لكنها فشلت في تحقيق ذلك.
 
وكان بن دغر قد أكد على عدم سماحهم لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الأرخبيل، مشددا على أهمية تماسك النسيج الاجتماعي في كافة مدن وجزر سقطرى.
 
وتسعى الإمارات وبقوة للسيطرة على سقطرى الواقعة على البحر العربي، نظرا لتمتعها بموقع استراتيجي، فهي تمثل نقطة التقاء المحيط الهندي مع كلا من باب المندب وبحر العرب. كما مارست فيها أشكالا عديدة من العبث بثروات تلك الجزيرة التي تعد واحدة من أبرز المحميات الطبيعية.
 
وعملت على تجنيد عدد من أبناء الجزيرة، في محاولة لتشكيل قوات تابعة لها تمكنها من بسط سيطرتها على سقطرى، على غرار ما حدث في المحافظات المحررة.
 
أطماع الإمارات
 
وحول تفسير ردة فعل الإمارات إزاء تواجد الحكومة اليمنية بسقطرى، قال المحلل السياسي عبدالغني الماوري إن الإمارات تتصرف كدولة احتلال.
 
ولا يبدو للماوري الذي تحدث لـ"الموقع بوست" أن الإمارات تتوقع ردة فعل ذات أهمية من قبل الحكومة اليمنية، لاعتقادها أنهم مجموعة من اللصوص الذين يهتمون بمصالحهم الخاصة.
 
وأكد أن ما قامت به الإمارات التي تعمل على مد نفوذها في مختلف المحافظات، يثبت أن لديها أطماع في اليمن، وسوف تحارب من أجل تحقيقها.
 
وبحسب الماوري فإن التصرف الإماراتي لا تقوم به دولة صديقة، وهذا يوجب على الحكومة اليمنية في الوقت الحالي أن تطلع العالم على ما يجري في سقطرى.
 
دولة احتلال
 
ويذهب مع الماوري في ذات الاتجاه، الصحفي صدام الكمالي الذي رأى أن الإمارات تحتل سقطرى، كرد فعل على إعلان الائتلاف الجنوبي المساند للشرعية الذي تم الإعلان عنه قبل أيام.
 
وأفاد بأن أبوظبي تريد جنوبا تابعا لها تسرح وتمرح فيه، وتتطلع للسيطرة على جزيرة بأهمية سقطرى.
 
وتابع -في منشور له بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك –"واهمون أنتم مع كل هذا العبث أن بمقدوركم أن تصادروا ولو شبر واحد من أرض اليمن"، لافتا إلى أن أبوظبي تصر على أن تغادر اليمن محتلة نتيجة لممارساتها.
 
وأضاف "كانوا يعتقدون أن سقطرى أصبحت ملكهم، لكن أرعبتهم وطنية أبنائها برغم الإهمال الحكومي لهم والفقر".
 
مركز لصراع جديد
 
ووفقا لصحيفة الإندبندنت فإن الحرب الحالية جعلت من سقطرى مركزًا لصراع جديد على السلطة بين الحكومة اليمنية الضعيفة، والطموحات الجيوسياسية للإمارات العربية المتحدة.
 
ويأتي طموح الإمارات في سقطرى في إطار مشاريعها الخارجية المثيرة للجدل في القرن الأفريقي، بحسب الإندبندنت.
 
وأشارت إلى أن البداية كانت تحت لافتة المشاريع الخيرية والاستثمارية، لكنها تطورت إلى بناء قاعدة عسكرية وإنشاء شبكة اتصالات، وترحيل الإماراتيين الذين يملكون عائلات سقطرية ويجيدون لغتهم المحلية إلى الجزيرة.
 
وتحدثت الصحيفة بأن سقطرى تجمع المصالح العسكرية والاقتصادية لدولة الإمارات، كون الجزيرة كانت قديما تقع في قلب طرق التجارة القديمة الحرير والتوابل بين العالم العربي وأفريقيا وآسيا، وهي تقع اليوم في منتصف واحدة من أهم قنوات تجارة النفط في العالم.
 
وتعد الإمارات واحدة من الدول المشاركة في التحالف العربي الذي تدخل في اليمن من أجل دعم الشرعية واستعادة الدولة، لكنها أصبحت تعمل بعيدا عن الأهداف المُعلنة.


التعليقات