العيد في اليمن.. خلافات وأحزان متجددة
- تعز - خاص الثلاثاء, 04 يونيو, 2019 - 01:25 صباحاً
العيد في اليمن.. خلافات وأحزان متجددة

[ أوضاع إنسانية متدهورة في اليمن وانقسام ضاعف المأساة ]

انتظر اليمنيون خبر الإعلان عن موعد عيد الفطر المبارك، مثل كل عام، وشاهدوا على شاشات التلفزة إشعارا من القنوات التابعة للشرعية أن غدا هو أول أيام العيد، لكن الحوثيين خالفوا ذلك وأكدوا أن العيد سيكون الأربعاء.

 

يأتي هذا التضارب في ظل الانقسام الحاصل باليمن وذلك منذ انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، الذي أدى إلى تشكيل الحوثيين حكومة خاصة بهم فضلا عن استمرار سيطرتهم على أغلب المحافظات شمالية.

 

وجع متجدد

 

أدت الحرب الحالية إلى مضاعفة أحزان اليمنيين، وعدم قدرتهم على الشعور بفرحة العيد التي كانوا ينتظرونها من قبل أيام.

 

تقول جوهرة الشرفي إن العيد هذا العام لم يختلف عن ما كان عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام، فهي قد خسرت زوجها في أول سنوات الحرب عام 2015.

 

تذكر لـ"الموقع بوست" أن العيد أصبح حملا ثقيلا عليها فهي مُطالبة بأن تكون عائل الأسرة، وعليها توفير ملابس العيد لأبنائها الذين يبلغ عمر أكبرهم 15 عاما.

 

وأضافت جوهرة أنه مهما بلغ حجم المساعدات التي تتلقاها من أهلها أو جمعيات خيرية، فإنها لا تفي بالغرض في ظل الحياة القاسية التي خلفتها الحرب.

 

غلاء فاحش

 

بينما اشتكى المواطن عبدالله أحمد غالب من غلاء الأسعار الذي وصفه بـ"الفاحش"، وجعله يعجز عن توفير ملابس العيد لأبنائه الخمسة.

 

يؤكد عبدالله لـ"الموقع بوست" أن أسعار الملابس أصبحت مرتفعة كثيرا، ولا يكفي مبلغ 20 ألفا لتوفير ثياب العيد لواحد من أبنائه فقط.

 

وتابع "في ظل هذا الغلاء كيف يمكننا أن نوفر الملابس ونحن أيضا بحاجة للغذاء، فأسعار المواد الغذائية كذلك مرتفعة كثيرا".

 

وعند سؤالنا له حول ما إذا كان تمكن من شراء بعض الملابس لأبنائه الخمسة، قال إنه تمكن من شراء بعض الملابس زهيدة السعر وسيئة الخامة من محلات التخفيضات التي تنتشر في الأسواق بمختلف المحافظات وتلبي احتياجات بعض المواطنين.

 

واستطرد "نحن نعمل جاهدين على إدخال الفرحة إلى قلوب أسرتنا خاصة الأطفال، فلا ذنب لهم فيما نعانيه، مع أن فرحتهم تأثرت حين يروننا نبتسم ونضحك ونحن غير سعداء".

 

عيد الأطفال

 

أما أسماء العسلي فتذكرت سفرها من صنعاء كل عام إلى تعز، لتبتهج بالعيد مع أهل زوجها في إحدى قرى شرعب.

 

وقالت لـ"الموقع بوست" إن تلك الطقوس التي كانت تعيشها أصبحت محرومة منها بسبب صعوبة السفر من صنعاء إلى تعز ويستغرق وقتا طويلا.

 

وأكدت أن العيد لم يعد موجودا إلا لدى الأطفال الذين يخرجون الشوارع ويلعبون مع أقرانهم، أو في الحدائق لمن يستطيع أن يدفع قيمة الألعاب.

 

تشظي

 

زاد التضارب في الإعلان عن العيد الحزن لدى كثير من اليمنيين، بينهم بسام عون الذي يشعر بالغضب من القادة في البلاد بسبب ما وصل إليه الحال في البلاد.

 

ورأى في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الوضع الحالي يزيد حالة التشظي بين اليمنيين، خاصة حين وصل إلى موضوع العيد وهو ما حدث لأول مرة في تاريخ اليمن.

 

وذكر أنه ما من أمنية له سوى أن يعم السلام اليمن، وتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت، وأن يحدث ذلك خلال المستقبل القريب إذ لم يعد أحد يحتمل الوضع الحالي.


التعليقات