بين انسحاب الإمارات وأحداث مأرب.. تصعيد يثير التساؤلات (تقرير خاص)
- خاص الخميس, 04 يوليو, 2019 - 05:22 مساءً
بين انسحاب الإمارات وأحداث مأرب.. تصعيد يثير التساؤلات (تقرير خاص)

[ أفراد من الجيش الوطني والأمن لضبط مطلوبين أمنيا في مأرب ]

شهدت مأرب أمس الأربعاء حادثة مقتل مدير أمن المحافظة العقيد مجاهد مبخوت بن عبود الشريف، أثناء مواجهة دارت بين قوات الأمن وعناصر الخارجة عن القانون.

 

وتحدثت وسائل إعلام محلية بأن أحد الذين سقطوا في تلك المواجهات، هو صابر ضيف الله الأمير الذي له علاقة بجماعة الحوثي.

 

وينتمي أغلب سكان منطقة الأشراف بمأرب  إلى الحوثيين، الذين نفذوا انقلابهم على الدولة في 2014.

 

وقبل أيام، قتل اثنان من منتسبي الأمن بمأرب، وأصيب اثنان آخران في اعتداء نفذته عناصر خارجة عن القانون جنوبي المحافظة.

 

وأثارت تلك المؤشرات الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل هذه المحافظة، خاصة أن الأمر تزامن مع وجود أنباء نقلتها قناة "الجزيرة" مفادها بأن قوات سعودية حلت مكان قوات الإمارات في مأرب بعد انسحاب الأخيرة واستبدال منظومة الباتريوت بأخرى سعودية.

 

ونقلت القناة عن المصدر الذي لم تسمه أن "الانسحاب الإماراتي من مأرب تم دون التنسيق المسبق مع السلطات اليمنية".

 

وقبل يومين أكد مصدر عسكري في الجيش الوطني لـ"الموقع بوست" انسحاب جميع عناصر القوات الإماراتية من مقر قيادة التحالف العربي بمأرب فجر يوم الاثنين (1 يوليو/تموز).

 

يتزامن هذا مع وجود أنباء تحدثت كذلك عن قيام الإمارات بسحب جزئي لبعض قواتها، خصوصا من الساحل الغربي والعاصمة المؤقتة عدن.

 

جر مأرب إلى الفوضى

 

وتعيش المناطق المحررة فوضى بسبب مليشيات الإمارات التي تعمل ضد الشرعية. في سياق ذلك لا يستبعد الصحفي خليل العمري أن يكون الهدف وراء هذه الهجمات الخارجة عن القانون، جر مأرب إلى مربع الفوضى.

 

وأرجع سبب ذلك في تصريحه لـ"الموقع بوست" إلى أن تلك المحافظة مستقرة وحاضنة لمئات آلاف اليمنيين الفارين من بطش المليشيا، وتمثل رمزية الدولة والهوية الوطنية المقاومة، وهو ما يجعلها هدفا لمن يريد جرها للفوضى.

 

ويرى أن أسباب هذه المحاولات قد تعود إلى أجندة داخلية تتمثل في سعي المليشيات الحثيث إلى ضرب الأمن والسلم الداخلي لمحافظة مأرب.

 

وسيتم ذلك -وفق العمري- عبر أدواتها السلالية التي تسعى لإنشاء "الحزام السلالي" من الأشراف كشبيه لما يحدث من أحزمة في المحافظات الجنوبية.

 

كما أنه لم يستبعد أن يكون هناك دعم من طرف إقليمي (لم يسمه) متخصص بهذه التفريخات.

 

مخطط حوثي

 

من جهته تطرق الصحفي عمار زعبل إلى وضع الأمن والاستقرار وحضور الدولة ومؤسساتها بمأرب.

 

وأكد في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن ذلك الوضع يثير أصحاب المشاريع الصغيرة ولم يعجبها ما يعتمل من حراك تنموي وغيره، ما جعلهم يسعون بمثل تلك الاعمال إلى نقل صورة سيئة عن مأرب، وخلخلة ثقة المواطن بالسلطة المحلية والأمنية فيها ليسهل لهم فيما بعد بتنفيذ مخططاتهم بسهولة.

 

وأوضح أن ما حدث هو تنسيق بين تلك الخلايا والحوثيين، فالهجوم على النقاط الأمنية رافقه هجوم للانقلابيين على منطقة صرواح بمأرب، وهو ما غفل عنه إعلام الشرعية.

 

وبحسب زعبل فإن ما حدث يراد منه صنع مشكلات من الداخل، وخلخلة صف الشرعية، وانتقال مأرب إلى المربع الآخر الذي يريدونه المتمثل بـ"العنف".

 

وتعد مأرب المحافظة التي شهدت نوعا من الاستقرار بعد تحرير أغلب مناطقها، وأصبحت مقرا لقوات التحالف والجيش. لكن بقي فيها مديرية صرواح بيد الحوثيين وهي منطقة متصلة حدوديا بصنعاء.

 

وعزلة الأشراف هي إحدى عزل مديرية مجزر في محافظة مأرب، ويبلغ تعداد سكانها 4957 نسمة حسب التعداد السكاني في اليمن لعام 2004.


التعليقات