داعش في اليمن .. رواية سعودية تثير التساؤلات والتوقعات (تقرير خاص)
- خاص الجمعة, 28 يونيو, 2019 - 08:10 مساءً
داعش في اليمن .. رواية سعودية تثير التساؤلات والتوقعات (تقرير خاص)

[ باحثون: إعلان السعودية القبض على زعيم داعش باليمن بالونات تهدف إلى تبييض إخفاقات التحالف ]

قبل أيام أعلنت قيادة القوت المشتركة للتحالف العربي، القبض على أمير تنظيم داعش في اليمن، الملقب بـ"أبو أسامة المهاجر".

 

وقد دار الكثير من الجدل حول تلك العملية، بسبب الغموض الذي يكتنفها. في الوقت ذاته برزت مخاوف كثيرة على مستقبل بعض المحافظات الشرقية تحديدا من تكرار سيناريو حضرموت فيها، إذ مدت فيها الإمارات نفوذها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

 

جاء هذا بعد أشهر من ظهور زعيم تنظيم داعش في فيديو دعائي، وبيده ملف ورقي مكتوب عليه "ولاية اليمن"، ضمن ملف يضم أسماء دول عدة، بعد أن كان نشاطه محصورا في مناطق معينة أبرزها العراق.

 

منذ بدء الحرب في اليمن، ركزت السعودية والإمارات تحديدا على قتال المتطرفين في اليمن، وهو ما فسره كثير من المراقبين بأنه محاولة لتبرير بقائهم في البلاد بحجة مواجهة الإرهاب.

 

طموح سعودي.. وسيناريو مكشوف

 

في تفسيره لسبب اهتمام السعودية بهذا الملف على غرار الإمارات، قال الكاتب الصحفي محمد اللطيفي إن المملكة دخلت في ورطة لم تكن تتوقعها، عندما قررت توسيع حجم نفوذها العسكري في المهرة، تتمثل بحجم الرفض الشعبي لتواجدها العسكري وصل حد وصفها بالمحتلة، وهو ما يشكل لها سمعة دولية سيئة، ودفعها ذلك للعب بملف داعش في المهرة.

 

ورأى ضمن تصريحه ل"الموقع بوست" أن القبض على ما يسمى بأمير داعش، هو مدخل لبناء قصة درامية لتواجد هذا التنظيم بالمهرة. مؤكدا أن تلك الرواية السعودية بدت باهتة وركيكة ومضحكة، ليس فقط في مضمون الحبكة بل حتى في الطريقة الفنية التي عرضت بها، ومن شاهد الفيديو سيدرك هذا الضعف الواضح، والمدلل على أن قصة القبض مختلقة أو مضخمة.

 

ويعتقد اللطيفي أن هدف الرياض من خلق قصة داعش بالمهرة، يتمثل بوضع مبررات لاستمرار تواجدها، خصوصا وأنها تدرك أن تواجدها مرفوض شعبيا وغير مرضي عنه رسميا، والثاني: توظيف داعش مستقبلا كعصا تهديد ضد أبناء المحافظة، حيث من الممكن إدراج أسماء بعض الفاعلين ضدها، كإرهابيين، ومن ثم القيام بحملة اعتقالات ممنهجة.

 

واستبعد إمكانية أن تنجح المملكة في توظيف هذه القصة بالشكل الكافي، لغياب كثير من العوامل التي تجعل من داعش قصة حقيقية ومقنعة في المهرة، بالإضافة الى قوة الحامل الشعبي للمقاومة والواعي لمطامع السعودية، فضلا عن أن المجتمع الدولي يدرك أيضا أن الرياض لم تكن جادة في محاربة القاعدة في اليمن، والتي لها تواجد حقيقي في بعض المناطق الجنوبية.

 

وهذا كله يضع الرواية السعودية عن داعش في المهرة، في سياق التوظيف السياسي لحماية نفوذها غير المبرر، في محافظة لا دخل لها بالصراع مع مليشيا الحوثي، حسب اللطيفي.

 

يذكر أن الرياض تسعى لمد نفوذها في المهرة التي ترتبط معها ببعض المناطق الحدودية ومن أجل مد أنابيب نفط لها، وقد أدى ذلك إلى توتر الوضع هناك بعد أن شعرت سلطنة عمان بأن تواجد المملكة يهدد أمنها.

 

تبييض إخفاقات

 

أما الناشط والحقوقي محمد الأحمدي فيبدو له أن إطلاق مثل هذه البالونات يهدف إلى تبييض إخفاقات التحالف في اليمن، ومحاولة إحراز نجاحات وهمية، هدفها بدرجة أساسية تخفيف الضغوط الغربية على التحالف، سواء ما يتعلق بتداعيات الضربات الجوية التي تطال المدنيين أو إعلان العديد من الدول تعليق صفقات الأسلحة مع السعودية والإمارات.

 

واتفق الأحمدي في تصريحه لـ "الموقع بوست" مع ما طرحه اللطيفي حول بحث التحالف عن ذرائع جديدة لاستمرار الحرب بهذه الطريقة المدمرة، مستغلا ورقة الحرب على الإرهاب.

 

وأكد أن الدولة اليمنية بمؤسستها العسكرية والأمنية والاستخباراتية هي المسؤولة عن مكافحة الإرهاب والتنظيمات العنيفة وضبط الخارجين عن القانون، ولا يحق لأي طرف كان أن يتخذ من اليمن مسرحا لتحقيق مكاسب سياسية أو البحث عن مبررات لوجود عسكري غير شرعي تحت يافطة الحرب على الإرهاب.

 

ولفت إلى وجود شكوك تحوم حول شخصية المدعو المهاجر الذي أعلن القبض عليه، إذ لم يسمع عنه من قبل في أي من قوائم المطلوبين أمنيا، على الأقل، متسائلا "فكيف ظهر هذا الاسم فجأة ليكون زعيم داعش في اليمن فور القبض عليه".

 

وقام الجيش سابقا بحملات ضد المتطرفين في اليمن  وحقق تقدما في بعض المناطق. كما أن تنظيم داعش ظهر في اليمن لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2014 أي بعد حوالي شهرين من تنفيذ الحوثيين انقلابهم.


التعليقات