[ حرب شوارع في عدن بين عصابتين ]
للأسبوع الثالث على التوالي، تتواصل حرب الشوارع التي تشهدها مديريتا الشيخ عثمان ودارسعد وسط العاصمة المؤقتة عدن، بين عصابات مسلحة خارجة عن النظام والقانون.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات تدور في مربع منطقتي السيلة والمحاريق والتي تمتد من أطراف مديرية الشيخ عثمان إلى مديرية دارسعد.
وأضافت المصادر لـ"الموقع بوست" أن الاشتباكات تدور بين عصابتين مسلحتين إحداهما من منطقة السيلة، والأخرى من منطقة المحاريق، حيث تمتلك العصابتان مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وبحسب ما ذكره سكان محليون وشهود عيان، فقد استخدمت خلال الاشتباكات الدائرة منذ أسبوعين ودخلت أسبوعها الثالث، عشرات القنابل اليدوية وقذائف RBG، مما تسبب في أضرار مادية بأملاك المواطنين، وجعل مربع الاشتباك أشبه بمدينة أشباح.
وقال الشهود لـ"الموقع بوست" إن الاشتباكات تدور بشكل يومي وفي فترات متقطعة، حيث أصبحت عشرات الأسر محتجزة في منازلها، بينما نزح الباقون.
وأشاروا إلى أن هناك عمليات خطف متبادلة بين العصابتين، وإعدامات ميدانية.
الضابط (ب.ج.أ)، أحد المُقربين من قائد اللواء الثالث مشاة والقيادي البارز في المقاومة بعدن العميد بسام المحضار، كان أحد أعضاء لجنة الوساطة بين العصابتين قبل نحو ثلاثة أشهر من انفجار الوضع، وتحدث لـ"الموقع بوست" عن تفاصيل ما يجري، وعما أسماه بالتجاهل المتعمد من قبل إدارة أمن عدن ووزارة الداخلية لما يحدث.
وأفاد الضابط، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن طرفي التوتر هما عصابتان إحداهما من منطقة السيلة بالشيخ عثمان ويقودها المدعو(م.ا.ل)، وهو من أصحاب السوابق وعليه عدة قضايا قتل، حيث يقوم مع عصابته بابتزاز التجار وأصحاب المحال التجارية في مديرية الشيخ عثمان وأخذ الإتاوات، وسبق له أن قتل أحد تجار منطقة السيلة وهو فتحي الحروي مطلع نوفمبر من العام المنصرم بعد رفضه دفع مبلغ طلبته العصابة.
وأضاف أن العصابة الأخرى من منطقة المحاريق المُحاذية للسيلة، ويقودها المدعو (أ.ب.ع)، وهم من فئة المهمشين، حيث تعتبر منطقة المحاريق تجمعاً سكانياً لهم، وعرف عنهم قيامهم بالتقطع لدراجات المواطنين وسياراتهم ونهبها في ضواحي مديرية دارسعد، وفي أماكن متفرقة من عدن.
وأشار إلى أن المعلومات التي تكشفت، عُرفت بعد الدخول بين الطرفين لأجل وقف التوترات والتي بدأت قبل ثلاثة أشهر، ليتبين لاحقاً بأن اللجنة أمام عصابات خارجة عن النظام وعليها سوابق جنائية تستدعي الوقوف ضدها بحزم.
وبيَّن الضابط أن العميد بسام المحضار رفع مذكرات لمدير أمن عدن شلال شائع وكذا لوزير الداخلية، أطلعهم من خلالها على الوضع وحيثيات المشكلة والتي تتطلب تدخلاً قوياً وعاجلاً من الأجهزة الأمنية، لكن دون أن يتلقى أي رد، وهو ما استدعى ذهابه للقاء مدير أمن عدن والحديث معه بشكل مباشر عن الموضوع لكن لم يجد أي استجابة.
وكشف عن ارتباط حادثة خطف جريح من مستشفى أطباء بلا حدود مطلع أبريل المنصرم، وتصفيته بعد تعذيبه بمديرية الشيخ عثمان، وهي الحادثة التي تسببت بتوقف المستشفى عن العمل لشهر كامل، بسبب التوتر الحاصل في المنطقة، مُشيراً إلى أن تلك الواقعة هي إحدى حلقات الصراع الدائر، فقد كان الشاب عُقبة حيدرة محسوباً على طرف عصابة المحاريق وأصيب بجروح خلال اشتباكات مسلحة مع عصابة السيلة.
وأردف "قام مسلحون من عصابة السيلة باقتحام مشفى أطباء بلا حدود واختطاف الجريح عُقبة وتعذيبه قبل أن يتم إعدامه ميدانياً والتمثيل بجثته في باحة مدرسة إدريس حنبلة وسط المديرية".
وقال الضابط إن الأحداث في المنطقة تتصاعد، والضحايا في تزايد مستمر، حيث تجاوز عدد القتلى العشرة من الطرفين، بينما تجاوز الجرحى 35 جريحاً، في حين لا يزال هناك آخرون مصيرهم مجهولا.
ولفت إلى أن آخر عمليات الإعدام الميداني قامت بها عصابة السيلة، فقد اختطفت المدعو عمار الركبي وهو من أبناء منطقة المحاريق، وقاموا بإعدامه ميدانياً فجر أمس الثلاثاء.
وقال الضابط في إفادته لـ"الموقع بوست" إن طرفي الاشتباك قاموا باستقدام تعزيزات عسكرية من مختلف مديريات عدن، حيث وصلتهم إمدادات بشرية ومسنودة بسلاح خفيف وعدد من قطع السلاح المتوسط، واصفاً تلك الإمدادات بالعصابات الخارجة عن النظام والمتوزعة في المديريات بظل علم إدارة الأمن وعدم اتخاذها أي موقف تجاههم.
واستطرد "إذا ما استمر تجاهل الاشتباكات من قبل الأجهزة الأمنية فسيؤول الوضع لما هو أفظع وهو ما سيصعب وقفه حينها".