[ عودة الاغتيالات في اليمن تثير مخاوف اليمنيين ]
أثارت عملية اغتيال "جميل" شقيق عضو مجلس الشورى والقيادي في حزب الإصلاح، صلاح باتيس، مخاوف كثيرة من توسع رقعة تلك الممارسات بحضرموت، خاصة بعد وفاة أحد المواطنين الاثنين متأثرا بإصابته إثر محاولة اغتياله اليوم السابق بمدينة القطن.
وتمت عمليات الاغتيال تلك عبر مسلحين مجهولين، استخدموا سيارة، وليس كما هو معتاد عبر دراجات نارية.
وجاءت عمليات الاغتيال هذه بعد أيام قليلة من اغتيال القيادي في الإصلاح خالد غيمان بالضالع، وبعد تهديدات نائب رئيس ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" هاني بن بريك، الذي قال إنهم سيواصلوا حربهم ضد ما وصفهم بـ"الدواعش" وأعضاء حزب الإصلاح في الجنوب.
يُذكر أن مصادر حكومية أكدت لـ"الموقع بوست" رصدها لتحركات عناصر تتبع ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" تخطط لإحداث فوضى في مديريات وادي حضرموت التي يمتد فيها نفوذ السعودية.
ويتبع ذلك المجلس الإمارات التي دعمته، كما شكلت مليشيات تعمل خارج إطار الجيش بينها النخبة الحضرمية والشبوانية والحزام الأمني.
استهداف منظم
في تعليقه على ذلك رأى الباحث في الشؤون السياسية عدنان هاشم أن موجة من الاغتيالات بدأت تستهدف أعضاء حزب الإصلاح وتستهدف الجميع.
وطالب الجميع بالتحرك في مجموعات مع أسلحتهم النارية سواء كانوا قيادات أو ناشطين، متهما أبوظبي باستئجار فرقة اغتيالات جديدة.
إستراتيجية فاشلة
أما مدير مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد فأكد أن إستراتيجية الاغتيالات لقيادات سياسية أو أقاربهم، لن تخضع اليمن للسيطرة الكاملة.
واستطرد "لو أن دويلات تنشأ على دم مواطنيها وقتل أبنائها ستدوم، لرأينا مستقبلا لإيران صاحبة نظرية الدم من أجل السيطرة".
وذكر أنه لا يمكن تغافل أن ميلشيات القتل والاغتيالات والإرهاب في اليمن، وجدت دعما مزدوجا لها من ذيول إيران وجهات محسوبة على الخليج.
جريمة بحق الوطن
من جانبه أدان الناشط الحقوقي توفيق الحميدي اغتيال باتيس، واعتبر ذلك جريمة تضع الحكومة الشرعية والتحالف العربي أمام تحدٍ كبير، خاصة بعد توافر معطيات محلية وخارجية عن وجود "عمدية" منظمة مقصود بها الاغتيالات بحد ذاتها، لتحقيق أهداف غير مشروعة على حساب دماء الأبرياء.
وأكد على ضرورة تكرار المطالب بالتحقيق عبر لجنة تحقيق أممية مستقلة، لأسباب متعلقة بالجوانب الفنية والتكوينية والسياسية التي تؤثر على استقلالية القضاء اليمني وكفاءته في مثل هذه الجرائم.
ضعف قيادة الإصلاح
الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان من جانبها اتهمت مليشيات التحالف الإماراتي السعودي باغتيال قيادات الإصلاح في الضالع وعدن مؤخرا.
وأشارت إلى استمرار اختطاف قرارات الإصلاح لدى قيادة وصفتها بـ"الخانعة والمختطفة" بدورها لدى الرياض وأبوظبي، تسخر كل تضحيات الحزب وإمكاناته لخدمة قتلة أفراده ومغتصبي بلاده.
من الفاعل؟
الإعلامي وليد البكس بدوره اعتبر أن الطرف الذي أعلن عن نفسه متعهد مكافحة الاٍرهاب بالجنوب، هو من يرتكب هذه الجرائم البشعة، على حد وصفه.
استهداف أمن حضرموت
من جانبه، يعتقد الناشط أحمد النبهاني أن ما يحدث هو استهداف لأمن وسلام حضرموت.
وأدان اغتيال باتيس، والتصفيات الجسدية للأشخاص نتيجة انتمائهم السياسي أو الاختلاف في وجهة النظر.
أجندة إماراتية
المحلل السياسي ياسين التميمي يعتقد هو الآخر أن باتيس اغتالته ذات الأدوات والقتلة المأجورين وذات الرصاص ضمن الأجندة الإماراتية.
وأكد أن حضرموت بهذه الجرائم تخسر ميزتها وتضامنها، وتكاد تتحول إلى حقل من الألغام.
بينما انتقد الناشط إيهاب الشرفي تحريض قناة الغد المشرق الإماراتية وبشكل علني على قتل وتصفية قيادات ورموز وأعضاء حزب الإصلاح، في الوقت الذي نشطت فيه خلايا الاغتيالات الإماراتية مرة أخرى بالمناطق الجنوبية من الجمهورية اليمنية.
واعتبر باتيس وغيره ضحايا ذلك التحريض والعمل المنظم.
استنكار
القيادي في حزب الإصلاح خالد حيدان من جانبه علق بالقول: "يصفون الإصلاح بالإرهاب.. بينما يتم اغتيال كوادره وقياداته بدم بارد".
وتساءل "أيهم الإرهابي القاتل أم المقتول؟".
نهاية الفشل
وكان الناشط يونس عبد السلام قد اعتبر ما يجري محاولة لإفشال أجهزة الدولة، فهو يربط بين من ينفذ عمليات الاغتيالات تلك واتهامهم للحكومة بالفشل.
ورأى أن الحل لهذا الفشل هو ضرورة أن ترحل القوات الحكومية مسلمة ما تبقى لها من مربعات أو مناطق صغيرة هنا وهناك للمليشيات.
شيطنة متعمدة
الصحفي علي الفقيه لم يذهب بعيدا عن كل ما طُرح، فقد اعتبر أن عملية الاغتيال لا تبدأ لحظة إطلاق النار على الضحية، وإنما مع بدء الحملات التحريضية بهدف شيطنة الآخر تمهيدا لإباحة دمه، وسلبه حتى التضامن بعد موته.
وبحسب الفقيه فإن ذلك يشارك به دول وخزائن ومنصات إعلامية وأبواق قابلين للعمل كأجراء، دون ذكر أسماء بعينها.
وشهدت اليمن طوال فترة الحرب موجات متقطعة من الاغتيالات، التي استهدفت بدرجة رئيسية أعضاء وقيادات من حزب الإصلاح الذي لعب دورا كبيرا في التصدي للحوثيين عقب انقلابهم على الدولة عام 2014.