مبادرات حوثية على صعيدي الحرب والسلام.. هل أصبحت السعودية في وضع المنهزم؟ (تقرير)
- خاص الخميس, 03 أكتوبر, 2019 - 08:00 مساءً
مبادرات حوثية على صعيدي الحرب والسلام.. هل أصبحت السعودية في وضع المنهزم؟ (تقرير)

[ مبادرات الحوثيين حول وقف التصعيد العسكري ضد السعودية ]

لا زال الغموض سيد الموقف في الملف اليمني، عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن بدءا من الهجوم الذي استهدف منشأة أرامكو السعودية، والعمليات الواسعة التي نفذها الحوثيون على الحدود.

 

عرضت جماعة الحوثي قبل أسابيع مبادرة تهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه السعودية، وتوقف التحالف عن ما يصفه الحوثيون بـ"العدوان"، قوبلت بترحيب سعودي بسيط، فهم ينتظرون مدى تطبيقها على أرض الواقع، وهو ما لم يحدث.

 

ما أثار علامات استفهام كثيرة كذلك، كانت تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول مبادرة الحوثيين، الذي أعرب عن أمله في لقاء تلفزيوني على شبكة "CBS" الإخبارية الأمريكية، أن يكون بداية لإنهاء حرب اليمن والحوار السياسي.

 

ووصفت جماعة الحوثي ذلك بـ"الإيجابي"، وأفاد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، بأنه كان من المفترض أن يكون ذلك الموقف حاضرا من قبل "إعلان عدوانهم على اليمن".

 

تلت تلك التحركات إفراج الحوثيين عن 250 مختطفا مدنيا ضمن اتفاق السويد، برغم أنه تم التوصل سابقا لاتفاقات مماثلة بشأن ملف الأسرى لكنها لم تُطبق.

 

وكان زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، قد قال خلال لقائه بغريفيث إن مبادرتهم تدل على حرصهم بالاتجاه نحو الاستقرار والحوار السياسي الشامل، معتبرا إفراجهم عن الأسرى من طرف واحد، إثبات عملي على سعيهم لإنهاء تلك المعاناة في هذا الملف الإنساني.

 

بدت كل تلك المتغيرات بأنها تحمل في طياتها الكثير لملف السلام في اليمن المتعثر، مع تحركات المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن في مسقط العمانية، من أجل إحراز تقدم على الصعيد السياسي، وفتح مطار صنعاء.

 

تماشيا مع المستجدات

 

ويرى الكاتب الصحفي رياض الأحمدي أنه ليست المرة الأولى التي يبذل فيها الحوثيون جهوداً في سبيل تعزيز التهدئة والسلام، بغض النظر عما إذا كان السلام الذي يريدونه يتفق مع منظورهم أو منظور الآخرين من عدمه.

 

لكن الجديد كما قال لـ"الموقع بوست" هو أن المستجدات في اليمن بدت ملائمة لهذه التحركات، وخصوصاً مع الأحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية الشهرين الماضيين، وكذلك التصعيد باستهداف أرامكو وما تبعه من إعلان وقف التصعيد من قبلهم.

 

ورأى أن تلك التحركات من قبل جماعة الحوثي، تأتي في سياق رغبتهم تعزيز ما أعلنوه في مبادرتهم، مستدركا أن ذلك لا يكفي، كون توجههم ذاك يتطلب مزيدا من عمليات الإفراج عن المعتقلين.

 

تسوية سياسة وتحذيرات

 

لكن الإعلامي عبد الكريم الخياطي يعتقد من خلال تلك المعطيات أن الأمور تتجه لصالح تسوية سياسية، ولو بعد شهور، وهو "المعنى المهذب لجملة هزيمة سعودية في حربها في اليمن"، وفق تعبيره.

 

وأضاف في صفحته بموقع الفيسبوك، إن كانت الأمور ستجري كما لمح بن سلمان إلى حلول سلمية مع إيران، وهو ما يعني أيضا حلفاء طهران خاصة في اليمن، فالواجب أن تقوم المملكة باتخاذ إجراءات تفضي لحماية حدودها.

 

فضلا عن الاعتراف أن المملكة انهزمت في الحرب و تسببت في خذلان اليمنيين، بسبب طريقة إدارتها للحرب وتدخلها في كل شؤون وقرارات الشرعية، وفق الخياطي.

 

وتابع "على السعودية حتى تخرج من حرج التدخل في الشأن اليمني لمنع الحوثي من استهدافها، بأن تمكن للجيش الوطني على أسس بعيدة عن منهجيتها السابقة، وتوحد بين فصائله بما فيها الحراك و قوات طارق تحت مظلة وزارة الدفاع اليمنية، وتسليح القوات الحكومية بشكل جيد لتتمكن من حماية المدن الرئيسية وتمنع تهديد الحوثيين للشرعية، لتكون قادرة على التحالف مع المملكة".

 

وحذر من خطورة تماهي السعودية مع مخطط ولي العهد والإمارات، وتقسيم اليمن، كون الحرب ستصبح أزلية مع اليمنيين، مؤكدا على ضرورة أن يفضي أي اتفاق سياسي إلى تسليم الحوثيين للسلاح، وتشكيل حكومة وطنية تعمل على استعادة  الديمقراطية في البلاد، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وبمشاركة الحوثيين والحراك الجنوبي.

 

وتقول جماعة الحوثي إنها اضطرت إلى تأجيل العديد من الضربات الإستراتيجية على السعودية، في سبيل تحقيق السلام.

 

بينما أقر رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، بتقديم الحرس الثوري الدعم الاستشاري والفكري لحليفهم الحوثي، برغم وجود اتهامات كثيرة لهم بتقديم الدعم العسكري كذلك.

 

من جهته، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، أن النظام الإيراني لا يريد السلام في اليمن، مؤكدا أن "آخر ما يريده النظام المارق في إيران هو التهدئة والسلام في اليمن فهو الذي يزود أتباعه بالأسلحة والصواريخ التي تستهدف أبناء اليمن وأمن المملكة ودول المنطقة كجزء من نهج هذا النظام التوسعي الساعي لفرض سيطرته على الدول العربية عبر المليشيات التابعة له".


التعليقات