[ عودة إصدار صحيفة الشارع من عدن تثير تساؤلات صحفين يمنيين ]
أثار عودة إصدار صحيفة "الشارع" من العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن) بعد سنوات من التوقف عن الصدور تفاعلا واسعا وردود فعل متباينة بين أوساط الصحفيين اليمنيين.
وتوقفت الصحيفة عن الإصدار في أغسطس/ آب 2015، التي كانت تصدر من العاصمة صنعاء، إثر الزلزال الذي أصاب الصحافة اليمنية بتوقف الغالبية العظمى من الصحف والوسائل الإعلامية.
وتوالت ردود الأفعال بين أوساط الصحفيين اليمنيين بين مؤيد ومعارض، إذ اعتبر البعض أن عودة "الشارع" تطور إيجابي من شأنه أن يساهم بإحياء الصحافة المستقلة والتنافس في هذا الشأن، بينما شن العديد من الصحفيين هجوماً على الصحيفة بسبب الخط السياسي الذي تتبناه ضد بعض القوى داخل الشرعية.
في المقابل اعتبر ناشطون أن عودة إصدار "الشارع" من عدن، في ظل سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من الإمارات، مؤشر على أن الصحيفة عادت بضوء أخضر ودعم من الإمارات.
يشار إلى أن منتقدي الجريدة، يصنفونها على شخصيات محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقاً)، وعُرفت بخط سياسي معارض لحزب الإصلاح، مع احتفاظها بمساحة ناقدة لمختلف الأطراف.
ونشر رئيس تحرير الصحيفة نائف حسان -على صفحته بموقع فيسبوك- صورة الصفحة الأولى من العدد الجديد.
الجدير بالذكر أن عنوان غلاف الصحيفة، في أول أعدادها بعد العودة، لعب دوراً في تشكيل الانطباعات من العودة، إذ تناول في السياق، فساد قيادات الجيش الموالية للشرعية في تعز، وعناوين أخرى موجهة بطريقة أو بأخرى ضد حزب "التجمع اليمني للإصلاح".
واستذكر ناشطون الدور الذي لعبته الصحيفة أثناء سقوط العاصمة صنعاء بيد جماعة الحوثي الانقلابية في سبتمبر/ أيلول 2014، وكيف كانت تحرض على الدولة والجيش اليمني وتبشر بقدوم جماعة الحوثي والدولة المدنية؟
وفي السياق قال الإعلامي سمير النمري "في 2014 نجحت صحيفة الشارع الممولة إماراتيا في مهمتها للتبرير بدخول الحوثيين المدعومين من إيران إلى صنعاء وإسقاط مؤسسات الدولة وكانت تقول إن قوات الجيش في صنعاء مليشيات إخوانية".
وأضاف "اليوم عادت لنفس الدور وبمهمة جديدة من عدن والهدف التبرير لإسقاط تعز بيد المليشيات المدعومة إماراتيا والقول إن تعز بيد الإخوان".
من جانبه قال الكاتب الصحفي ياسين التميمي "نفس الانحطاط والمتاجرة الرخيصة بالكلمة والموقف، الشارع تحت إشراف بلدية المجلس الانتقالي".
لكن الصحفي عبدالرزاق العزعزي اعتبر عودة إصدار الشارع من عدن خطوة جيدة في سبيل عودة الصحافة المستقلة في البلاد، لافتا إلى أن عودة الصحيفة إضافة نوعية للصحافة اليمنية كما كانت سابقا.
عدد أول بعد العودة
— ARazzaq Azazi (@AAlazazi) November 18, 2019
كانت يومية الشارع قد توقفت في 6 أغسطس 2015 بسبب حملة تحريض ضدها وضد صحيفة الأولى التي نتمتى أيضا عودتها لتشكّلان قيمة واضافة نوعية للصحافة اليمنية كما كانتا سابقا
مبروك العودة ل"الشارع" التي عملت بها خلال 2012 كمسئول لقسم المؤسسات الحكومية ومحرر أخبار مجتمعية pic.twitter.com/seRqst2sL2
وكيل وزارة الإعلام الدكتور محمد قيزان كتب "سعادتنا كبيرة حين تُعاود أي قناة فضائية أو إذاعة أو مطبوعة أو موقع إلكتروني النشر والبث مجددا بعد توقف قسري بسبب الانقلاب الحوثي، وأجدها فرصة لأهنئ زملائي بصحيفة الشارع والزميل نائف حسان بعودة الإصدار".
وتابع "ما أتمناه أن نستفيد من الماضي ولا نكون أداة هدم لوطننا".
في حين قال الكاتب الصحفي عامر الدميني "من الجيد وجود صحافة ورقية تصدر، لكن هذه الصحيفة بالذات تعاود الصدور برعاية إماراتية وسعودية كاملة لتكمل نفس الدور الذي قامت به في 2014 وهي تروج لبطولات الحوثي وتقدمه المحرر والمخلص".
وأضاف "في عدن تم حرق مقر صحيفة أخبار اليوم والاعتداء على موظفيها وإتلاف مطابعها من قبل بلاطجة شلال شائع بأوامر ومباركة إماراتية وتحت حجج واهية بأن الصحيفة شمالية".
وتابع "اليوم يسمح الحاكم العسكري الإماراتي بعودة صحيفة الشارع التي تتبع أيضا شخصيات من الشمال، وستعمل من عدن وربما بحماية من شلال أيضا". واعتبر الصحفي الدميني عودة إصدار الشارع من عدن دليلا يؤكد كيف عبثت الإمارات بعدن وأحيت النزعات المناطقية والانفصالية.
بدروه قال الإعلامي ياسر هادي "رئيس تحرير صحيفة الشارع قام بحظري لمجرد أن علقت على هذه العناوين التافهة بعد أن عاودت إصدار عددها بشكلها المسموم". وأضاف "سكت دهراً ونطق كفراً".
الصحفي عارف العبسي أيضا علق بالقول "صحيفة الشارع تعاود الصدور من عدن بالانحطاط نفسه وعناوين ما قبل سقوط عمران".
وأردف "من أجل تعرفوا أن من أخرج الانقلاب الحوثي في صنعاء هو نفسه من أدار انقلاب عدن الأخير وهو نفسه من يجهز لانقلاب جديد في تعز، وهي دويلة الإمارات".
الصحفي والناشط صالح السلامي علق على معاودة صدور صحيفة الشارع بالقول "نائف حسان بمساعدة نبيل الصوفي في مهمة استكمال سقوط عدن تحت سيطرة مليشيات الانتقالي بعد نجاحهم في إسقاط صنعاء تحت سيطرة مليشيات الحوثي".
أما الصحفي والناشط الحقوقي صالح الصريمي فاكتفى بالقول "وعادت حليمة إلى عادتها القديمة".
وكتب الصحفي عبدالله المنيفي "بين 2015 - 2019، عاد التعريص من مربع آخر، من تحت رجلي الحوثي إلى رجلي مشروع آخر".
وأضاف "كان الهدف فيما سبق عمران وصنعاء وعدن واليوم الهدف تعز".
وعلق الصحفي محمد الضبياني بالقول "صحيفة الشارع، صحيفة صفراء بشرت بالحوثية وساندتها حتى ابتلاع الدولة، انتقلت إلى عدن، لتعاود نشاطها المشبوه، واستهدافها الرخيص للجيش، وابتدأت بتعز، مدينة النضال والمقاومة والصمود".
وأضاف "الأطراف الذين قالوا إن الحوثية حركة فتية هي ذاتها الأطراف التي تقف اليوم ضد الدولة".
فيما الصحفي محمد الأحمدي قال "الشارع تستأنف مسيرة السقوط، لكن هذه المرة من عدن التي كانت تعتبر مقاومتها لمليشيا الحوثي قبل أربع سنوات "قاعدة" و "داعش".
الباحث اليمني محمد مصطفى العمراني قال "حظرني الزميل نائف حسان لمجرد أنني علقت على عودة صحيفة "الشارع" من عدن وبنفس سياستها السابقة وخطابها الانتقالي الفاشل ونغماته النشاز وإسطواناته المشروخة فحذف التعليق وحظرني وهو صديق لي منذ حوالي 10 سنوات".
وأشار إلى أن "مثل هؤلاء أساؤوا لمهنة الصحافة حين حولوها لوسيلة للارتزاق على حساب الحقيقة ومصلحة الوطن".
وقال "سواء صدرت الشارع من صنعاء أو من عدن فهي بنت من يدفع وجارية سيدها الممول ولم تقدم يوما خطابا مهنيا محترما بل ظلت تمثل صحافة صفراء وطابور ارتزاق وإعلام حاقد لا يرى سوى جزءا من الواقع ويتعامى عن رؤية الصورة الكاملة والحقيقة الوافية".