حضرموت وكورونا.. وضع إنساني كارثي وتقييد للعمال ومصابون بين الإهمال والابتزاز (تقرير)
- حضرموت - خاص الخميس, 18 يونيو, 2020 - 08:32 مساءً
حضرموت وكورونا.. وضع إنساني كارثي وتقييد للعمال ومصابون بين الإهمال والابتزاز (تقرير)

[ أحد مراكز الحجر الصحي في حضرموت ]

تشهد محافظة حضرموت (شرقي اليمن) وضعا مأساويا جراء تفشي فيروس كورونا المستجد وتزايد حالات الوفيات.

 

وتمر محافظة حضرموت -مثل معظم المدن اليمنية- بجدل كبير بشأن حجم تفشي فيروس كورونا، خاصة مع ارتفاع أعداد الوفيات بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.

 

وسجلت محافظة حضرموت كثاني محافظة من ناحية تزايد حالات الإصابات والوفيات جراء كورونا بعد العاصمة المؤقتة عدن، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي في البلاد.

 

أحد أقرباء الوفيات بسبب فيروس كورونا لم يجد من يساعده في حمل جنازة قريبه، في حين أسر المرضى تتحمل تكاليف باهظة لعلاج أبنائهم داخل مراكز العزل. هكذا تأثرت حضرموت بعد اجتياح فيروس كورونا البلاد، حيث تم إعلان أول حالة مؤكدة باليمن بمدينة الشحر شرق مدينة المكلا في العاشر من إبريل الماضي.

 

 بالتوازي مع ذلك توقفت بعض الخدمات الطبية ورفضت بعض المدن والمحافظات المجاورة استقبال أبناء مناطق ظهر بها الفيروس، ترافقها جهود مبعثرة في التوعية بمواقع التواصل الاجتماعي وسط تجاهل بالالتزام بالإجراءات الاحترازية.

 

وقاربت أعداد الوفيات نصف الحالات المؤكد إصابتها بالفيروس وفق إحصائيات الجهات الرسمية والتي بلغت 105 حالات وفاة من بين 257 إجمالي الحالات المؤكد إصابتها بالفيروس خلال الفترة من منتصف مايو الماضي حتى منتصف يونيو الجاري تركزت معظمها في ساحل حضرموت.

 

ولم تعلن الجهات الرسمية أسباب تزايد الوفيات بين الحالات المصابة، في حين يتخوف مواطنون من أن تكون هناك رداءة في الخدمة الطبية بمراكز العزل أو عدم تحديث البروتوكولات الطبية في التعامل مع الفيروس كون الفيروس ظهر باليمن بعد ذروة انتشاره في دول العالم.

 

معاناة

 

ومع تزايد حالات الوفيات ظهرت أزمة في بعض المناطق في عدد مغسلي الأموات وامتناع البعض عن القيام بهذه المهنة بحجة الخوف من انتقال عدوى الفيروس، في حين تم استبدال ساحات المساجد أو الساحات العامة لإقامة الصلاة على الأموات بعد أن كانت تقام بالمساجد.

 

وتفاجأ المصلون في إحدى المرات بتأخر وصول إحدى الجنائز في موعدها المعلن مسبقا بسبب تخلي المواطنين عن مساعدة أخ المتوفي في حمل نعش جثمان أخيه والذي اكتفى بالبكاء بالقرب من النعش.

 

 وأرجع مواطنون لـ"الموقع بوست" الأسباب إلى الموجة السلبية على مواقع التوصل الاجتماعي في نشر الخوف والهلع بين أوساط المجتمع.

 

ولفت مواطنون إلى أن مثل هذه القصص تذكرهم بالمجاعة التي شهدها وادي حضرموت خلال الفترة 1941 – 1945، وراح ضحيتها نحو 20 ألف فرد بسبب الحرب العالمية الثانية.

 

ابتزاز

 

لم تتوقف المعاناة عند قصص الوفيات بل وصلت، بحسب إفادة مصدر طبي لـ"لموقع بوست"، إلى دفع أسر المرضى بمراكز العزل بالمستشفيات الحكومية تكاليف علاج وفحص ذويهم والتي تصل في اليوم الواحد قرابة 15 ألف ريال يمني (ما يعادل 20 دولارا)، في حين تصل فترة مكوث المرضى بمراكز العزل إلى حوالي 14 يوما.

 

وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن توقف الخدمات الروتينية باستثناء الحالات الطارئة ضمن الإجراءات الاحترازية للطواقم الطبية.

 

رفض العمالة

 

إلى ذلك، اشتكى مواطنون من أبناء مناطق تريم شرق وادي حضرموت في أحاديث متفرقة لمراسل "الموقع بوست" من رفض أرباب الأعمال قبولهم للعمل ببعض مناطق وادي حضرموت ومحافظة المهرة بحجة قدومهم من منطقة موبوءة بفيروس كورونا.

 

وتأتي معاناة المواطنين بعد الاستراحة عن العمل خلال شهر رمضان المبارك التي تعتبر عادة سنوية.

 

وعادة ما يسافر عدد من أبناء المناطق الشرقية لوادي حضرموت للعمل في مجالات متنوعة إلى المحافظات المجاورة، وساحل حضرموت تعرف بالمصطلح المحلي "الشتة" والتي تستمر فترات طويلة تتجاوز الشهر بهدف البحث عن لقمة العيش لهم ولأسرهم.

 

توعية ولامبالاة

 

ومنذ مايو الماضي بعد تزايد حالات الإصابة بالفيروس المستجد، أصدرت لجنة الطوارئ بالمحافظة إجراءات حظر التجوال وإغلاق المساجد وجميع منافذ المحافظة.

 

وتمكنت السلطات بساحل حضرموت من تنفيذ تلك الإجراءات، في حين تعذر تنفيذها بمدن وادي حضرموت بسبب انفلات الأوضاع، حد قول السلطات.

 

وتشهد أسواق مدن وادي حضرموت ازدحاما للمواطنين وسط التزام البعض باستخدام الاحترازات الوقائية من كمامات وغيرها.

 

وتحاول عدد من المبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي نشر التوعية بالتقيد بالإجراءات ويقابلها تشكيك البعض بوجود الفيروس بالبلاد.


التعليقات