جدل واسع.. شرعب تحصد 50% من مقاعد كلية الطب في تعز ثمانية منهم من أسرة واحدة (رصد)
- تعز - خاص السبت, 22 أغسطس, 2020 - 06:01 مساءً
جدل واسع.. شرعب تحصد 50% من مقاعد كلية الطب في تعز ثمانية منهم من أسرة واحدة (رصد)

[ كلية الطب بجامعة تعز ]

حصدت مديرية شرعب السلام أكثر من نصف المقاعد بكلية العلوم الطبية في اختبارات القبول التي أجريت في 15 أغسطس الجاري في مقاعد الطب البشري، 25 بالمئة منهم من أسرة "الكمالي" في شرعب السلام في ظاهرة سابقة لم تحدث في تاريخ اختبارات المفاضلة في اليمن كلها.

 

وأثارت نتائج الاختبارات جدلا واسعا بين الناشطين والطلاب والأكاديميين من أبناء تعز، انتهت إلى حملات تشكيك بنزاهة سير الإجراءات في الجامعة وتشير أصابع الاتهام لرئيس الجامعة والقائمين على لجنة الكنترول بتزوير النتائج وتسريب الاختبارات.

 

في هذا السياق وجه الدكتور فيصل الحذيفي أستاذ العلوك السياسية في جامعة الحديدة دعوة ملحة إلى ضرورة إعادة امتحان المفاضلة عبر لجنة أكاديمية مستقلة، كما صرح بذلك في منشور له.

 

وقال الحذيفي إن عدد المقبولين بصورة نظامية لهذا العام 60 طالبا، ضمنهم 31 طالبا من شرعب فقط دونا عن بقية مديريات تعز والمحافظات اليمنية لعدد آلاف من الطلاب المتقدمين.

 

 وأشار إلى أن هناك من سرب الامتحان والإجابات بذكاء لكي ينجح هذا العدد من شرعب دون غيرهم وبمقابل مادي كبير ومغري.

 

وأبدى الحذيفي استغرابه من أن ثمانية طلاب منهم من أسرة "الكمالي" في شرعب نجحوا دفعة واحدة، واصفا في الوقت نفسه ما حدث بالفضيحة التي لا يمكن التستر عليها.

 

 

 

واتهم الحذيفي رئيس الجامعة الدكتور محمد الشعيبي بصورة صريحة "ودون مواربة" حد قوله وقيادة الجامعة بالتزوير والإهمال والتلاعب بنتائج اختبارات المفاضلة لكلية الطب بجامعة تعز.

 

كما أشار بالاتهام بدرجة أولى لرئيس الجامعة محمد الشعيبي الذي وصفه بـ"الرئيس السفري" ونوابه التابعين لتوجيهاته وللعمداء الذين وصفهم بالخانعين والذين لا يمارسون أي دور قيادي أكاديمي إبداعي، وانتهى بقوله إنهم "خونة".

 

وأضاف الحذيفي أن نتائج المفاضلة كشفت سلوك التلاعب بالنتائج والبيع والشراء ليس من اليوم وإنما من زمن قديم لم يكن المواطن يتفطن إليه، حد تعبيره.

 

ووصف الحذيفي ما حدث بأنه إهانة كبيرة لكل طلاب مديريات تعز واليمن عموما، كما طالب بسرعة تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في النتيجة وإقرار إعادة الامتحانات مجانا لجميع الطلاب.

 

من جهته حذر عبد الحميد المجيدي وهو من أبناء شرعب من مغبة إدخال التعليم بالمناطقية والأسرية التي وصفها بـ"المقيتة" والتي يعاني منها اليمنيون منذ زمن بعيد وكانت المتسبب بالحرب التي أكلت الأخضر واليابس، حد تعبيره.

 

 

 

بدورها الناشطة سماح عملاق قالت "العجيب أن تجد من مناضلي تعز أصواتا تنادي بإعادة اختبارات القبول في كلية الطب أو التحقيق فيها، ليس لظهور أدلةٍ تشي بتسريب الاختبارات، بل لسببٍ مناطقيٍ وغير منطقي، لما تُميز "الشراعبة" أكثر من غيرهم، أو كيف يجتاز ثمانية لقبهم "الكمالي" حتى إن كانوا لا يعرفون بعضهم".

 

 

 

وسخرت سماح قائلة إن تميز مجتهدي شرعب مجرد مصادفة أنيقة، حد تعبيرها، وظاهرة علمية ينبغي أن تخضع للدراسة وليس للتشكيك.

 

في خضم ذلك وجه محافظ محافظة تعز "نبيل شمسان" قبل يومين مذكرة لرئيس جامعة تعز لتشكيل لجنة تحقيق حول ما يجري بنظام القبول بكلية الطب بالجامعة.

 

 

وتشير المذكرة بأن التوجيهات جاءت استجابة لمذكرة رئيس مجلس النواب  رقم(51-2020) بالتأريخ ذاته بشأن تكليف فريق مختص من قبل رئيس مجلس الوزراء للذهاب إلى الجامعة والتحقيق في الأمر.

 

 

 

وجاء في المذكرة الصادرة عن محافظ المحافظة أن يتم توقيف كافة إجراءات نتائج إعلان قبول الطلاب المتقدمين لكلية الطب حتى تنتهي اللجنة التي سيتم تكليفها لمراجعة الإجراءات التي اتبعتها للمتقدمين في اختبارات المفاضلة ومدى توفر الاشتراطات وشفافية الإجراءات المتبعة.

 

مذكرة المحافظ أثارت جدلا سياسيا بين مثقفين وصحفيين وتحدث البعض عن مخطط إماراتي سياسي لتمزيق النسيج الإجتماعي بتعز.

 

في هذا السياق أشار الصحفي مازن عقلان في مقال له حول الموضوع أن المذكرة جاءت بتوصية من سلطان البركاني بقصد الانتقام من تعز والتشكيك في سمعتها العلمية والتعليمية.

 

ورجح عقلان سبب ذلك لهدف سياسي وصفه بالحقير يتمثل بإشعال فتيل الاقتتال المناطقي بين أبناء تعز.

 

 

 

وأضاف أن ذلك يأتي ضمن مخطط إماراتي بقصد إعادة تشكيل تعز جغرافيا وفقا لأوهام دولة الإمارات ومن وصفهم بمقاوليها المحليين الذين يعد سلطان البركاني رأسهم، حد قوله.

 

وأورد "عقلان" أن الفرز المناطقي المتأجج لم يكن وليد الصدفة، ونفى كونه أمرا عفويا وعاديا وعارضا.

 

وأشار إلى أن ذلك أمر مخطط له مسبقا وقد بدأه المحافظ أمين محمود بمشروعه الذي عرف وقتها بمشروع "صبر -الحجرية".

 

وأكد عقلان أن الخطاب المناطقي يؤسس لمشروع إماراتي يفصل تعز لقسمين: تعز ما قبل الضباب وتعز ما بعد الضباب، بقصد تسليم تعز ما بعد الضباب للحوثي وتسليم تعز ما قبل الضباب لقوات طارق صالح.

 

المحامي راشد محمد كتب ساخرا: "يريد البركاني فتح تحقيق في امتحانات القبول بكلية الطب جامعة تعز، لأن هناك من أقنع رئيس البرلمان بأن عملية الامتحان والتصحيح غير نزيهة".

 

وتابع راشد محمد: "ليس من حق سلطان البركاني القفز على القوانين واللوائح المنظمة لعمل الجامعة لمجرد كونه رئيس برلمان، بل لا يحق ذلك لرئيس الجمهورية لو نحن ننشد استعادة دولة النظام والقانون".

 

 

 

ويلفت راشد محمد الرأي لقضية ماضوية إذ يقول: "يحيلنا توجيه البركاني إلى نزاهة الانتخابات البرلمانية التي صعد من خلالها إلى مجلس النواب، لنعيد النظر في مفهومه الشخصي للتزوير ومخالفة القوانين واللوائح".

 

وكتب نائب عميد كلية الهندسة بجامعة تعز ورئيس كنترول امتحانات القبول الدكتور محمد بجاش، أن الامتحانات تأتي في ظرف مختوم ومغلق بإحكام لطباعته في غرفة لا يدخلها إلا هو وعميد الكلية فقط، مشيرا إلى أن التصحيح يتم بطريقة آليه بواسطة جهاز يصحح في الساعة 6000 ورقة، مؤكدا في نهاية مقاله أن تزوير النتائج أو تسريب الاختبارات مسألة صعبة إذا لم تكن مستحيلة.

 

 

من جانب آخر، أصدر رئيس جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي أمس الجمعة مذكرة وجه فيها بسرعة استكمال إجراءات امتحانات القبول لكلية الطب والعلوم الصحية.

 

وجاء في المذكرة أن امتحانات المفاضلة بجامعة تعز قد تمت بشفافية مطلقة دون محسوبية أو مجاملات.


التعليقات