يعمل في البناء.. قصة شاب يمني مع هواية التعليق الرياضي تقوده إلى ناصية الحلم (شاهد)
- متولي محمود السبت, 05 سبتمبر, 2020 - 06:26 مساءً
يعمل في البناء.. قصة شاب يمني مع هواية التعليق الرياضي تقوده إلى ناصية الحلم (شاهد)

[ منير مبارك، شاب حضرمي مكافح ]

منير مبارك، شاب حضرمي مكافح، يهوى التعليق الرياضي لكنه يعمل في البناء، ولم ينس يوما طموحه الذي ينمو كل يوم ويزهر.

 

أكمل منير دراسته الأساسية وبدأ بالعمل في سن مبكرة متكلا على نفسه، متنقلا بين أعمال مختلفة سواء في البيع أو في البناء، وعينه على حلمه المتقد.

 

لا يخجل "مبارك" من عمله في البناء، حيث يرى أن هذا الكفاح الذي هو أساسا في سبيل تحقيق حلمه الكبير، وأنه السلّم الذي سيوصله إلى التحليق في سماء المجد.

 

يحكي الشاب "منير" قصته وطموحه لـ"الموقع بوست" منذ البداية، الطريق التي سلكها، النجاحات والإفاقات، وكيف أثرت الظروف التي تعيشها البلاد على أحلام الفتى اليانع المتقد بالطموح.

 

‏سوق العمل مبكرا

 

‏يقول "منير" إن بدايته كانت منذ العام 2006، عقب إكمال المرحلة الأساسية، عندما توجه إلى محافظة عدن للعمل في محل للخمير، متنقلا بين المعلا والمنصورة، وأخيرا القلوعة.

 

‏ويضيف في حديث خاص لـ"الموقع بوست": "ثم عدت إلى حضرموت واتجهت للعمل في رصف الطرقات بالأحجار كعامل مبتدئ". ويتابع: "استمريت لعدة سنوات إلى أن شاهدت بطولة "خليجي أبوظبي" مع ظهور المعلق الشهير فارس عوض".

 

 

وعن خطف المعلق عوض لنظره، يقول منير: "أذهلني بتعليقه، وكنت أحاول تقليده أثناء العمل واستمريت أقلده فقط في العمل، وفي الجلسة مع أصدقائي إلى أن تحدث معي بعض الإخوة في إدارة فريقنا الشعبي بالمنطقة".

 

اتجاه بقوة نحو التعليق الرياضي

 

شغف الشاب "منير" بالتعليق وممارسته أثناء العمل، جعل إدارة فريق المنطقة التي يقطنها بحضرموت تنجذب إلى صوته، وطلبه لأول مرة للتعليق على مباراة حقيقية.

 

"نريد منك الجلوس بجانب المعلقين على دورياتنا، وبإمكانك التعليق معهم، إذ لا يوجد لديك خجل". وتابع: "كان من ضمن المعلقين حسن العيدروس المتألق حاليا على قنوات بي إن سبورت، وكذلك علي الخطيب، وكلهم ينتمون لمديريتي تريم".


 

 

‏ويتابع "ابن تريم" سرد القصة بالقول: "حظيت يومها بالتعليق لمدة خمس دقائق برفقة علي الخطيب، لقد كانت أصعب 5 دقائق في حياتي".

 

رهبة المايك والإصرار على الحلم

 

عقب التعليق لمدة 5 دقائق للمرة الأولى، شعر "منير" بالخجل والخوف، ويواصل: "ابتعدتُ عن المايك لمدة عامين كاملين إلى أن ظهر أحد الزملاء من نفس قريتي يدعى لقمان حديجان ليعلق على مباريات ودوريات فرق الحواري".

 

بعد عامين، حاول الشاب منير تحدي نفسه مجددا، كون الحلم غلب على الرهبة. يقول: "حدثني لقمان أنه سيعلق على دورينا، وبحكم أننا في فريق واحد، وقد سبق له أخذ إذن الإدارة في هذا الشأن".

 

 

لقد ساعده لقمان في وضعه أمام الأمر الواقع مجددا، وفتح له فرصة جديدة لا مفر منها، "فقلت له سأعلق معك، واستمرينا بالتعليق دوري رياضي للمحترفين بأكمله، معا".

 

رغم مضي عامين، لم يساوره الشك يوما أنه لن يعود لحلمه، لكنها كانت استراحة محارب يؤمن بحلمه، ويعمل بعرق وجد وبلا خجل لكسب الرزق، ورمق الحلم الجميل من مكان بعيد.

 

الانطلاقة إلى النجومية

 

‏عقب تعليقه على الدوري، يقول منير: "ثم بعد شهر فقط بدأت تتواصل معي الفرق المنظمة للدوريات المحلية بوادي حضرموت للتعليق، كان هذا في عام 2013، وهو عام الانطلاقة الحقيقية بالنسبة لي".

 

 ويواصل سرد قصته لـ"الموقع بوست" بالقول: "استمريت بالتعليق في وادي حضرموت إلى أن جاءت فرصة أخرى للتعليق في ساحل حضرموت، وكنت سعيدا بهذه الفرصة التي كانت في 2017".

 

‏وتابع: "حصلت على فرصة التعليق خارج حضرموت لمرة واحدة، وكان ذلك في المهرة، عدت بعده للتعليق عبر إذاعة الماهر Fm بمدينتي تريم على بعض البطولات، أبرزها بطولة الماهر، وبطولة كأس حضرموت ونهائيات الدوري التنشيطي اليمني".

 

‏واستطرد الشاب "منير مبارك" في ختام تصريحه: "مؤخراً في يناير 2020، تم اختياري معلقاً على نهائي الدوري التنشيطي اليمني، عبر قناة حضرموت الفضائية في نقل مباشر للنهائي".

 

منير شاب طموح حقق الكثير، ويأمل بالمزيد، لكنه يواصل عمله لكسب الرزق، ولا يشعر بالخجل بعمله في البناء، ولكنه على العكس يشعر بالرضا والفرح معا.


التعليقات