58 عاماً على ولادة "الجمهورية".. ما المستقبل الذي ينتظره اليمنيون؟ (تقرير)
- خاص الأحد, 27 سبتمبر, 2020 - 12:00 صباحاً
58 عاماً على ولادة

[ محافظ مأرب سلطان العرادة يوقد شعلة سبتمبر ]

تحل اليوم الذكرى الثامنة والخمسون لثورة 26 سبتمبر 1962، التي يحتفل اليمنيون بها كل عام، ابتهاجا بما حققته وخلاصهم من فترة حكم الأئمة، التي عانوا خلالها كثيرا.

 

سنوات من الظلم والقهر والعزلة وتدهور مختلف مجالات الحياة، كانت جميعها مقدمة لثورة غيرت مصير اليمن، وحولت نظامها إلى جمهوري، وأصبح رموز 26 سبتمبر خالدين في ذاكرة كل يمني.

 

ويحتفل اليمنيون بهذه المناسبة هذا العام، وبلادهم تشهد انقسامات كثيرة، فالحوثيون يسيطرون على أغلب المحافظات الشمالية، أما جنوبا ففيها ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، الذي يتحكم بالمشهد هناك.

 

ومن غير الواضح إلى أين تمضي اليمن، بسبب الانقسامات الحاصلة، ففي الجنوب هناك مكونات تدعم الحكومة وأخرى تؤيد الانتقالي، وكذلك الأمر في الشمال فهناك من يقاتل في صفوف الحوثيين وآخرون يقاتلون إلى جانب قوات الجيش.

 

وبين هذا وذاك، لم تحسم الدول المشاركة في التحالف العربي أبرزها السعودية والإمارات موقفها، فقد تحولت إلى دعم أهدافها الخاصة، ولم تستعد الدولة كما أعلنت حين تدخلت في اليمن في مارس/آذار 2015.

 

مستقبل مجهول وتحذيرات

 

ونظرا لأن هذه المناسبة تأتي في هذه الظروف الصعبة، يقول الصحفي كمال السلامي إن اليمن تعيش مرحلة حساسة، لم يسبق أن مرت بمثلها، ففي الوقت الذي نحيي ذكرى سقوط الإمامة، على يد الثوار، فإن صنعاء بقبضة أحفاد الإمامة الحوثيين.

 

وذكر لـ"الموقع بوست" أن الجمهورية اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى، موضحا أن المقصود ليس في شكل النظام، ولا في المراسيم والتسميات، بل في القيم الجمهورية التي جاء الحوثيون للقضاء عليها.

 

وبحسب السلامي، فإن اليمنيين يمضون اليوم نحو مستقبل مظلم، غير واضح المعالم، فصنعاء أسيرة بيد جحافل الإمامة، وعدن واقعة تحت سيطرة المليشيات المناطقية، كما أن سيادة اليمن تتجاذبها التدخلات الخارجية.

 

وقال محذرا: "في حال لم يتنبه اليمنيون لخطورة الوضع، ويعيدون ترتيب أوراقهم، وتوحيد صفوفهم لمواجهة الخطر الذي يتهدد جمهوريتهم وهويتهم، فإنهم قد يخسرون كل ما بُني طيلة ستة عقود من النضال".

 

إرادة الشعب ستتحقق

 

بينما يفيد الباحث موسى عبد الله قاسم أن الواقع اليوم مؤلم وموجع، ولم يكن اليمنيون يتوقعونه، إذ كان أغلبهم يأملون أن يتغير حال وطنهم إلى الأفضل بعد ثورة 11 فبراير/شباط، باعتبارها ثورة تصحيح لمسار الثورات اليمنية، من ثورة 1948 ثم الثورة الأم 26 سبتمبر الخالدة 1962 وامتدادها ثورة 14 أكتوبر 1963 المجيدة.

 

وعلى الرغم من هذا الواقع المرير الذي يعيشه اليمنيون، إلا أنهم -وفق قاسم الذي تحدث لـ"الموقع بوست"- قادرون على تجاوزه والوصول به إلى آفاق المستقبل الرحيب.

 

 ومثلما تجاوزوا عقبات الماضي خلال ثورة 26 سبتمبر، وقاتلوا فلول الإمامة ومن خلفهم الملكيات الرجعية من السعودية إلى الأردن إلى إيران وخلفهم بريطانيا وفرنسا وأمريكا ومرتزقتهم، فإنهم وبعزيمة اليمنيين المعهودة قادرون على فتح كوّة للنور في ظل هذا الواقع الذي لا يختلف كثيراً عن الماضي إلا في تبادل الأدوار، على حد قوله.

 

وأكد الباحث قاسم أن "مستقبل اليمنيين سيكون كما يريدونه، فإرادة الشعوب لا تقهر، ولكن يتوجب على كل اليمنيين أن يلتفوا حول بعضهم لمواجهة أعداء اليمن وجمهوريته، وكذلك الطامعين الواهمين بابتلاع اليمن وتقاسمها، يتوجب على كل الجمهوريين التكاتف والتعاضد لمواجهة الموجة الإمامية السلالية الجديدة واستعادة الجمهورية، ثم قطع الأيادي الخارجية التي تحاول العبث باليمن ووحدته الوطنية".

 

أمل بغد أجمل

 

وفي استطلاع "الموقع بوست" لآراء بعض الشباب اليمنيين، أكد محمد المنصري أنه وبرغم ما يتعرضون له من محاولات إقناعهم بآراء جماعة الحوثي، فإن ذلك يزيدهم تمسكا بثورة 26 سبتمبر، خاصة بعد أن شاهدوا طوال سنوات انقلابهم حجم الانتهاكات التي مارستها ضد المواطنين.

 

بينما أكدت بشرى عبده فرحان أنها وبرغم خوفها على طفليها اللذين يدرسان في صنعاء من الأفكار التي تدعم فكر الحوثيين ويستهدفون بها النشء تحديدا، إلا أنها أشارت إلى تعاملها بوضوح مع أبنائها وشرحت لهم الواقع وما يحدث، فأصبحوا مدركين ما يجري، ولا يجعلهم ذاك ينقادون بعد الجماعة.

 

وأكد المنصري وبشرى لـ"الموقع بوست" أنه ومهما كانت محاولات الحوثي للعودة باليمن إلى الخلف، فإن ذلك سيكون مستحيلا، ولن يقبلهم غير الذين يخشون على مصالحهم من الضياع وأغلبهم ينتمون لذات الجماعة.

 

وأضافا "هم لم ولن يقبلوا بأي شخص لا ينتمي إلى ذات السلالة، وبالتالي فهم مستمرون في عزل أنفسهم عن باقي الشعب اليمني، وهم يدركون استحالة ذلك، ولن يكون من السهل عليهم سيطرتهم على كل الجغرافيا حتى بالقوة".

 

 وتابعا: "لن نتخلى عن حلمنا بالعيش في وطن يرفع الحرية شعارا له، ويضمن لجميع المواطنين العدالة والمساواة والعيش بكرامة، وتضحيات أجدادنا، ولاحقا نحن وأباؤنا في ثورة 11 فبراير/شباط 2011، التي تعد امتدادا لثورة 26 سبتمبر".


التعليقات