هل قطعت شعرة معاوية بين هادي والإمارات بعد تعيين الاحمر وزيارة تركيا؟
- صنعاء الإثنين, 29 فبراير, 2016 - 05:12 مساءً
هل قطعت شعرة معاوية بين هادي والإمارات بعد تعيين الاحمر وزيارة تركيا؟

[ الفريق الاحمر اثناء اداءه اليمين الدستورية ]

لا يزال قرار تعيين الفريق علي محسن الاحمر نائبا للقائد الاعلى للقوات المسلحة في اليمن يلقى العديد من التفاعلات داخل البلاد، التي تخوض حرباً مفتوحة ضد الانقلابيين، بإشراف وإدارة قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
 
وبقدر ما احدث القرار ضجة واسعة، بقدر ما اثار العديد من التساؤلات والتكهنات التي تمحورت حول دلالات التعيين، و مكاسب القرار مستقبلاً، لكن الابرز في ذلك انه  جاء مفاجئاً لكثير من الحسابات، التي ارتسمت لمجريات الاحداث في اليمن خصوصا من قبل دول في التحالف العربي.
 
القرار الذي لقي ترحيباً واسعاً، من مكونات سياسية، وقيادات عسكرية داخل اليمن تبرز أهميته أنه جاء بعد اقتراب المعارك العسكرية من العاصمة صنعاء، وتطلع الشرعية اليمنية والتحالف العربي، إلى سرعة الحسم داخل اليمن.
 
ويرى مراقبون أن دولة الامارات العربية المتحدة، التي هيمنت على القرار السيادي في اليمن، خاصة بعد تحرير العاصمة المؤقتة عدن، تلقت بصدور ذلك القرار صفعة كبيرة، بعد ممانعتها في تعيين الأحمر على رأس الجيش اليمني من قبل.
 
وبحسب مراقبين  فإن هذا القرار يعد خطوة قوية وجريئة من السعوديين تجاه الإمارات، بعد تلقيها الضربة الاولى المتمثلة بزيارة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى تركيا، وبلقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمسئولين الأتراك، وهي الزيارة التي أغضبت الإمارات، وحالت في السابق دون نجاحها.
 
وعُدَّ ذلك القرار انتصاراً للدبلوماسية السعودية، التي يبدو أنها حسمت أمرها فيما يتعلق بالملف اليمني، بعد فشل كثير من الخيارات التي سلكتها قيادة التحالف العربي طوال الفترة الماضية.
 
الموقف الإماراتي
 
فيما يتعلق بالموقف الإماراتي فالغموض لازال سائدا، لكنه لن يدوم طويلاً وفقاً لمراقبين.
 
ويربط الكثير من المراقبين بين تعليق الرحلات في العاصمة المؤقتة عدن في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بزيارة الرئيس عبدربه منصور هادي لتركيا.
 
الإمارات التي ما زالت تحتفظ بعلاقة جيدة كما يبدو مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وبعض المقربين منه، اتخذت موقفا متوجساً بتخوفها الكبير من الإخوان المسلمين في اليمن.
 
وكان ملفتاً التعامل الباهت  في وسائل الاعلام الاماراتية مع قرار تعيين الاحمر بعكس تغطيتها وتفاعلها مع قرارات اخرى للحكومة اليمنية مقابل احتفاء اعلامي سعودي متواصل بالقرار.
 
رسالة سعودية قوية
 
المحامي والمحلل السياسي فيصل المجيدي قال:" الواقع ومن خلال عاصفة الحزم، فإن تحالفا عربيا نشأ في ظروف صعبة للغاية، لكنها أكدت إمكانية اتفاق العرب على حماية كياناهم المهدد من الفرس وإسرائيل، وهي رسالة قوية بأن السعودية لها المكانة الروحية، باعتبار وجود المقدسات فيها، كما أنها رقم 12 عالميا من حيث المساحة، وتأثيرها الإقليمي والدولي حاضر بقوة، إضافة إلى كونها المصدر الأول للنفط في العالم".
 
نتوءات التحالف
 
لكن هذا التحالف حسب المجيدي في حديثه لـ( الموقع)" برزت فيه نتوءات تبعا لتوجه كل دولة، خصوصا الإمارات التي تجد حساسية كبيرة من التعامل مع الإصلاح في اليمن"، مع أن كل التقارير تتحدث عن أنه الفصيل الأكبر المتواجد في أرض المعركة وهي لحظة فارقة.
 
ويرى أنه:" على الرغم من نجاح استراتيجية التحالف العربي في تحرير مدينة عدن، غير ان التباين ظهر في تحرير تعز، وحصل نوع من الجمود في ملف شمال الشمال، وهذا أدى إلى إدراك التحالف وتحديدا السعودية، تدرك عدم إمكانية إحراز تقدم حقيقي على أرض المعركة في صنعاء، في ظل وجود تحالفات قوية لصالح والحوثي".
 
وتابع المجيدي:" المعلومات تتحدث أن السعودية سعت ومنذ بداية المعركة، لأن يكون للجنرال الأحمر دورا في قيادة معركة التحرير، كونه بحكم خبرتها، تراه الأقدر على ذلك، خصوصا وأنه الوحيد تقريبا بعد القشيبي، الذي صمد قبل خروجه في 21 سبتمبر"، واستدرك قائلاً:" لكن يتحدث البعض عن تحفظات لبعض القوى، وعلى رأسها الإمارات على هذا الأمر".
 
خصوم هادي
 
الانتخابات التركية ألقت بظلالها على المشهد في اليمن، و فتحت افاقاً جديدة، انعكست سلبا وإيجاباً على الوضع في اليمن.
 
يقول الناشط محمد المحيميد: قبل الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التركية بأيام كان خصوم أردوغان يراهنون على خسارة حزب العدالة والتنمية فيها، وقبل تلك الجولة بأيام كان موعد زيارة الرئيس هادي إلى تركيا وبالفعل غادر الرياض متجها إلى أنقرة، وفجأة تغير مسار الطائرة وهي تطير جوا إلى أبوظبي، وقيل يومها أن ضغوطاً إماراتية مورست لإلغاء الزيارة ولكن المفاجأة أن نتائج الانتخابات التركية خيبت آمال خصوم أردوغان وحقق حزبه نتائج تاريخية.
 
ويضيف المحيميد للموقع: كان على هادي أن لا يلتفت هذه المرة، ويقوم بالزيارة إلى تركيا ومن الرياض أيضا التي تشهد تحالفا مع تركيا.
 
واضاف: لا شك أن تلك الزيارة أغضبت البعض، ولذلك قيل إن احتجاز وزير الداخلية وقائد المنطقة الرابعة في عدن كان ردة فعل على زيارة هادي لتركيا، كما أن تعيين اللواء علي محسن نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو الذي ترفضه الإمارات بشكل قاطع يؤكد ان الرئيس هادي نظر إلى مصلحة اليمن فوق أي اعتبار آخر.
 


التعليقات