حذروا الحكومة من أي هدنة..
إنقاذ للحوثي.. سخط يمني كبير من التحرك الدولي لوقف تصعيد القتال في اليمن
- رصد خاص السبت, 13 مارس, 2021 - 07:17 مساءً
إنقاذ للحوثي.. سخط يمني كبير من التحرك الدولي لوقف تصعيد القتال في اليمن

[ تنديد يمني واسع بمؤامرة للمجتمع الدولي لإنقاذ الحوثيين ]

لاقت دعوات المجتمع الدولي لوقف التصعيد العسكري في اليمن بعد احراز الجيش الوطني تقدما كبيرا في أكثر من جبهة وسط خسائر كبيرة منيت بها جماعة الحوثي جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع الترويج لخطة أمريكية لوقف إطلاق النار على المستوى الوطني، بالتزامن مع انتصارات كبيرة يحققها الجيش الوطني في جبهات مأرب وتعز وحجة.

 

وأمس الجمعة، أعلن المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندركينج أن لديه "خطة سليمة لوقف إطلاق النار على مستوى اليمن، تشمل عناصر من شأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المتردي بشكل مباشر".

 

وقال إن هذه الخطة معروضة على قيادة الحوثيين منذ عدة أيام، مشيرا إلى أنه سيعود فورًا عندما يكون الحوثيون مستعدين للتحدث.

 

وكان المبعوث الأمريكي إلى اليمن قد تحدث في وقت سابق عن تواصل أجراه مع مارتن غريفيث مع سلطنة عمان وأطراف إقليمية أخرى لوقف إطلاق النار في اليمن.

 

وأعلنت جماعة الحوثي رفضها خطة أميركية لوقف إطلاق النار في اليمن، بينما تتواصل المعارك في محافظات تعز ومأرب وحَجّة. وقال عضو الوفد الحوثي المفاوض عبد الملك العجري إن الخطة التي تقدم بها المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ هي في الحقيقة "شروط السعودية لوقف إطلاق النار".

 

وأجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي تناول خلاله المستجدات المتعلقة بالأزمة اليمنية والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية.

 

ودعا الاتحاد الأوروبي، مساء الجمعة، الأطراف اليمنية إلى وقف التصعيد العسكري والدخول في عملية سلام شاملة.

 

ومنذ 7 فبراير/ شباط الماضي، صعد الحوثيون هجماتهم في محافظة مأرب في محاولة للسيطرة عليها كونها أهم معاقل الحكومة اليمنية والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.

 

وتكبدت المليشيا الحوثية منذ مطلع الشهر الماضي خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث قتل من عناصرها ما لا يقل عن ألفي عنصر، وفق ما يعلنه إعلام الجيش وناطق التحالف العربي، إلى جانب تدمير مئات الآليات العسكرية المختلفة، لكن المليشيا لم تعترف إلا بقرابة 750 قتيلا.

 

وتأتي تحركات المجتمع الدولي في ظل تقدم كبير أحرزته قوات الجيش في تعز ومأرب وحجة، وخسائر فادحة مني بها الحوثيون على امتداد تلك الجبهات.

 

وأثارت دعوات المجتمع الدولي لوقف تصعيد القتال، سخطا كبيرا بين أوساط اليمنيين، معتبرين تلك الدعوات محاولات لإنقاذ جماعة الحوثي وإعادة ترتيب صفوفها ومنعا لتقدم الجيش الوطني في الجبهات.

 

وفي السياق انتقدت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان موقف المجتمع الدولي الداعي لوقف إطلاق النار في اليمن في الوقت الراهن، معتبرة ذلك الموقف إنقاذا لجماعة الحوثي.

 

وقالت كرمان "تركوه يهاجم مأرب بوحشية وهمجية وظلوا متفرجين فحسب حتى ظن الناس أن لديه ضوء أخضر لاقتحام المدينة".

 

 

تركوه يهاجم مأرب بوحشية وهمجية وظلوا متفرجين فحسب حتى ظن الناس أن لديه ضوء أخضر لاقتحام المدينة ، لايفعل المبعوث الأممي...

Posted by ‎توكل كرمان‎ on Friday, March 12, 2021

 

وأضافت "لا يفعل المبعوث الأممي أي شيء للضغط على الحوثي، في لحظة انقلاب الموازين ضد الحوثي التي قد بدأت بالفعل سيعلو ضجيجهم، هذه المقاربة الأممية العرجاء لتحقيق السلام في اليمن لن تفضي إلى أي سلام ويجب أن تتغير".

 

من جانبه حذر المستشار الرئاسي عبد الملك المخلافي من مكافأة الحوثي على جرائمه وهجومه على مأرب باتفاق يجعل من هزيمته العسكرية انتصارًا سياسيًا يشرعن وجوده ويديم الحرب بطرق أخرى تحت ذريعة وقف الهجوم على مأرب.

 

 

وقال إن "وقف إطلاق النار وتصوير اتفاق كهذا تنازلًا من الحوثي (المهزوم) من دخول مأرب وتكرار كارثة ستوكهولم".

 

 

من جهته قال كيل وزارة الإعلام الدكتور محمد قيزان إن "التحرك الأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني لإدانة اعتداءات الحوثي الإرهابي والدعوة لإيقاف الحرب، هي محاولة لإنقاذ الحوثي".

 

 

وتساءل قيزان بالقول: لماذا الآن يا سادة والحوثي خلال شهر واحد أطلق 25 صاروخا باليستيا على النازحين والمدنيين في مأرب ولم نسمع لكم كلاما إلا على استحياء؟

 

وتابع: هل بعد هزيمة الحوثي وانتفاض المحافظات لمواجهته تريدون إنقاذه؟

 

بدوره قال الكاتب الصحفي شاكر أحمد خالد "أكبر امتنان سيحتفظ به اليمنيون للسعودية في هذه المرحلة، عدم التدخل السلبي في المعركة مع الحوثيين خاصة في جبهة تعز، تحييد الدور الإماراتي عن حرف مسار المعركة".

 

وأضاف "في مأرب هناك غارات جوية دقيقة، ما نتمناه لا ضغوط ولا استجابة لها ولا وقف للمعركة ولا غارات جوية خاطئة".

 

 

أكبر امتنان سيحتفظ به اليمنيون للسعودية في هذه المرحلة. عدم التدخل السلبي في المعركة مع الحوثيين خاصة في جبهة تعز. تحييد...

Posted by ‎شاكر أحمد خالد‎ on Friday, March 12, 2021

 

في حين حذّر عضو مجلس النواب شوقي القاضي قيادة الدولة والجيش من خطة المبعوثين الأممي والأمريكي التي سماها بالمؤامرة لإنقاذ الحوثي.

 

وقال القاضي "ثقوا بأن حفظ السلام وإنقاذ الحالة الإنسانية في اليمن إنما يتحققا بهزيمة مليشيا الحوثي الإرهابية عسكرياً، وتحرير المحافظات اليمنية ومواطنيها من جرائمها، وإنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة وتعزيز مؤسساتها والالتزام بقيم ومبادئ الدستور والقانون".

 

 

إلى قيادة الشرعية والجيش الوطني احذروا مؤامرة "خطة المبعوثين الأممي والأمريكي لإنقاذ الحوثي"! وثقوا بأن حفظ السلام...

Posted by ‎شوقي القاضي‎ on Friday, March 12, 2021

 

وتابع: "أما وقف الحرب في هذه المرحلة فمعناه "إنقاذ الحوثيين" لإعادة ترتيب صفوفهم، ومعناه خذلان وخيانة أبطال وشهداء وجرحى الجيش وأحرار القبائل وشباب المقاومة".

 

فيما مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي يرى أن تحركات أمريكية لوقف إطلاق النار من أجل إنقاذ مليشيات الحوثي بعد تحرير مناطق كبيرة في محافظتي تعز وحجة.

 

 

وقال "لا تأتي التحركات الغربية إلا إذا حققت الحكومة انتصارات ولا يتم ممارسة ضغوط سوى على الحكومة الشرعية"، داعيا الحكومة لأن تعلن النفير العام واستكمال تحرير اليمن من عصابات الحوثي.

 

الصحفي صدام الكمالي هو الآخر غرد بالقول "مُنح الحوثيين فترة زمنية لدخول مأرب والدخول بعدها بمفاوضات لتثبيت واقع جديد، لكن مأرب كسرت هذا المخطط وأجبرت أميركا والدول الأوروبية على إصدار بيان يندد بهذا الهجوم الحوثي بعد أكثر من شهر على العدوان".

 

 

واعتبر الكمالي "هذا القلق الدولي هو طوق نجاة للحوثيين وليس هدفه الحقيقي ملايين الناس في مأرب".

 

كذلك الباحث السياسي عادل دشيلة كتب "الحوار مع الحركة الحوثية دون إجبارها على ذلك يعني تكرار تجربة حوار الكويت، وبيل، وستوكهولم. تاريخيًا، تدخل الإمامة إلى الحكم عن طريق العنف وتخرج بنفس الطريقة".

 

 

وقال "لن يرضخ الحوثيون للسلام إلا بالطريقة التي دخلوا بها إلى صنعاء، فالحوثي نسخة من تايلور في ليبيريا وجوزيف كوني في أوغندا".

 

المحامية هدى الصراري -رئيسة منظمة دفاع للحقوق والحريات- قالت إن "إذعان الشرعية لمطالب المجتمع الدولي الراعي لمصالحه فقط بعيدا عن مصالح اليمن وشعبها، هو استنزاف وتطويل لأمد الحرب دون الوصول لحسم عسكري من شأنه أن يفرض واقعا جديدا يحجم دور التدخل في الشأن السياسي لصالح الحوثيين، خاصة بعد تقهقرهم في تعز ومأرب وحجة". وأكدت أن "لا سلام ولا هدنة آمنة مع الحوثيين".

 

 

أما الإعلامي أحمد ماهر فدعا وزارة الدفاع وأبطال الجيش الوطني إلى رفض أي مبادرة لإيقاف إطلاق النار، وقال "يجب عليهم التقدم في كل الجبهات".

 

 

وأردف "أي هدنة فهي استراحة للحوثي لكي يستعد قوته ويعود للهجوم وتعتبر خيانة لدماء الشهداء"، مضيفا "المجتمع الدولي لا يتحرك إلا إذا انهزم الحوثي ولكن نبشره أن الجيش لن يتوقف إلابعد تحرير صنعاء".


التعليقات