ما دلالة الضغط السعودي الإماراتي لإقالة محافظ شبوة وانعكاساته على المحافظة؟ (تقرير)
- عبدالجبار الجريري الثلاثاء, 21 ديسمبر, 2021 - 04:16 مساءً
ما دلالة الضغط السعودي الإماراتي لإقالة محافظ شبوة وانعكاساته على المحافظة؟ (تقرير)

أكدت مصادر يمنية مقربة من الرئاسة أن السعودية والإمارات مارست على الرئيس عبدربه منصور هادي صغوطاً كبيرة لإقالة محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو رغم الإنجازات التي حققها على الصعيدين التنموي والأمني.

 

وذكرت المصادر أن الدولتين تحاول جاهدة للضغط باتجاه إقالة بن عديو بعد أن طالب مرات عديدة بضرورة خروج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف الغازية.

 

وكان محافظ شبوة قد غادر اليمن مطلع الأسبوع الجاري إلى العاصمة السعودية الرياض، بناء على دعوة تلقاها من الرئيس هادي.

 

وتشن وسائل إعلام إماراتية وأخرى موالية لها حملة شيطنة بحق محافظ شبوة الذي تمكن من فرض الأمن والاستقرار في المحافظة بعد هزيمة قوات النخبة الشبوانية المدعومة من دولة الإمارات.

 

وتصاعدت الحملة الإعلامية الإماراتية بحق محافظ شبوة بعد مطالبته بخروج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف الغازية ومنح تلك القوات مهلة زمنية للمغادرة.

 

مجرد تكهنات

 

في حين أكد مصدر مسؤول يمني رفيع لـ "للموقع بوست" أن الحديث عن احتمالية إقالة محافظ شبوة مجرد شائعات، وتكهنات لا أساس لها من الصحة.

 

وقال المصدر المسؤول إن تغيير أي من محافظي المحافظات المحررة مرتبط بشكل مباشر بتنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض الذي وقعت عليه الشرعية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.

 

بينما قال مستشار محافظ شبوة محسن الحاج أنه لم يصدر أي قرار رسمي من الرئيس هادي بإقالة محافظ شبوة محمد صالح بن عديو.

 

مشيراً إلى أن كل المعلومات التي يتم تداولها في هذا السياق مجرد أخبار ليست لها مصادر حقيقية وفق قوله.

 

مخطط إسقاط شبوة

 

في المقابل يرى الصحفي صلاح عمر بابقي أن هناك مخطط حقيقي يستهدف شبوة من خلال إقالة محافظ المحافظة الذي أثبت نجاحه وأظهر شجاعه في دفاعنه عن سيادة المحافظة.

 

وقال لـ "الموقع بوست " من الواضح مع مجريات الأحداث في اليمن أن شبوة أضحت مثل مأرب ضمن الخط الدفاعي الأخير في وجه المشاريع الأجنبية".

 

وأوضح بابقي " هناك سعي كبير لمحاصرة شبوة ومنعها من القيام بدورها في أن تكون نقطة انطلاق للدولة اليمنية، وكأن المطلوب من كل المناطق المحررة أن تكون مثل عدن التي تلاشت فيها الدولة لمصلحة المليشيات".

 

وأشار إلى أن محمد صالح بن عديو نجح فيما فشل فيه الآخرون حتى لو كانوا أعلى منه منصبا في الدولة " فالرجل كان وفيا لمصالح شعبه رافضا لانتهاك سيادته ولو كان تحت لافتة التحالف، وهذا التعامل كان غريباً من قبلهم، لذلك يعملون على إسقاطه".

 

مؤامرة سعودية إماراتية

 

من جانبه قال الصحفي صالح منصر اليافعي إن الضغوط السعودية الإماراتية على قيادة الشرعية لتغيير محافظ شبوة سببها رفض محمد صالح بن عديو المشاريع المناطقية والطائفية التي يدعمها التحالف.

 

وأضاف في حديث لـ "الموقع بوست " لاشك أن المؤامرة على شبوة كبيرة من قبل التحالف السعودي الإماراتي وبالأخص محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو الذي قدم نموذج رائع خلال إدارته للمحافظة، من حيث المشاريع والتنمية، والنهوض بالمحافظة التي كانت تفتقر لأبسط الخدمات قبل مجيئه".

 

وأكد اليافعي أن السبب الأهم الذي دفع بالسعودية والإمارات للضغط من أجل إقالة محافظ شبوة مطالبته بإخراج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف التي تعد رافد أساسي للاقتصاد اليمني.

 

ولفت إلى أن كل هذه "الضغوط التي يمارسها التحالف السعودي الإماراتي لمحاولة إقالة بن عديو هو لأجل التخلي عن مطالبه بتشغيل منشأة بلحاف، لأن تشغيلها سيعود بالنفع على اليمن ويستحسن الاقتصاد ويوقف انهيار العملة الوطنية وتوفير مرتبات الموظفين المنقطعة منذ أكثر من سنة، وهذا ما لا يريده التحالف السعودي الإماراتي أن يحدث لأن هذا سيفشل سياسة التجويع التي مارسوها على الشعب اليمني طيلة سبع سنوات".

 

تأثيرات صدور القرار

 

وفي هذا السياق يرى منصر اليافعي أن قرار الإقالة إذا ما صدر سيؤثر في شعبية الشرعية بشكل سلبي، ويفقدها الثقة أمام الشعب اليمني، وسيخسرون محافظة شبوة التي كل أبناؤها اليوم يقفون خلف المحافظ بن عديو والتي تعد المعقل الثاني للشرعية بعد مأرب.

 

ويقول صلاح بابقي "شرعية وجود التحالف تتمثل في وقف انقلاب الحوثي وليس بالتحكم في القرارات الداخلية، وبالتالي حتى شرعية الرئيس هادي ستكون على المحك إذا واصل الاستجابة للتحالف وتخلى عن سلطته لهم".

 

وكان ناشطون يمنيون قد أطلقوا حملة إلكترونية واسعة على تويتر تضامناً مع محافظ شبوة، كما اتهموا التحالف بتعمد إقصاء الشخصيات الوطنية من المشهد اليمني كما حدث مع بن دغر والجبواني والميسري وجباري.

 

وطالب الناشطون الذي غردوا بمئات التغريدات الرئيس هادي بعدم تنفيذ الرغبة الإماراتية في إقالة بن عديو لما لذلك من انعكاسات خطيرة على الجيش الوطني والأوضاع الأمنية في شبوة.


التعليقات