سيطرة مليشيا الانتقالي على الجنوب.. هل سيمكنها من تحقيق الانفصال؟ (تقرير)
- خاص الخميس, 01 سبتمبر, 2022 - 08:11 مساءً
سيطرة مليشيا الانتقالي على الجنوب.. هل سيمكنها من تحقيق الانفصال؟ (تقرير)

[ فوضى الانتقالي في جنوب اليمن ]

عندما انهى مجلس القيادة الرئاسي مائة يوم منذ على توليه قيادة اليمن خلفا للرئيس عبدربه منصور هادي، كانت مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا المشاركة في هذا المجلس الهش، يدها على الزناد لإشعال القتال مجدد في المحافظات الجنوبية، انطلاقا من محافظة شبوة وأبين وصولا إلى إثارة الفوضى في محافظتي حضرموت والمهرة تمهيدا للانقلاب على أخر معاقل الجيش الوطني.

 

ومنذ إقالة محافظ شبوة محمد صالح بن عديو في ديسمبر العام الماضي، دخلت المحافظة الغنية بالنفط والغاز مربع جديد من الفوضى، بعد ثلاث سنوات من الاستقرار والتنمية وفشل المليشيات من دخولها.

 

وأطلق محافظ شبوة الحالي عوض الوزير شرارة التصعيد على قوات الجيش، بعدما أقال قيادات عسكرية وأمنية، الأمر الذي جعل المجلس الانتقالي يبدأ حملة عسكرية بحجة مكافحة الارهاب في أبين، على الرغم من توجيه رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي بإيقاف الحملة العسكرية حتى استكمال تنفيذ اتفاق الرياض المتعثر منذ سنوات.

 

ويعد تصعيد مليشيات الانتقالي لاستكمال الترتيبات التي بدأتها الإمارات والسعودية للتخلص من قوة الجيش اليمني في شبوة وحضرموت بذريعة حزب الإصلاح وفي أبين بحجة الجماعات الإرهابية لتمكين القوات الجنوبية المحسوبة على الانتقالي، وفق أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور عبدالكريم غانم.

 

- جبهة وطنية لوقف الانتقالي

 

ويقول "غانم" إن إحلال مليشيات الانتقالي والعمالقة في المحافظات الجنوبية ليس سعيا للاقتراب من إعلان استقلال الجنوب، وإنما هي أدوات مطيعة ولا يجمع بينها سوى ارتباطها بأبوظبي، مشيرا إلى أن الانتقالي "لن يتوقف عن التصعيد إلا عندما تتكون جبهة وطنية ضاغطة على التحالف للكف عن تغذيته للحرب في الجنوب".

 

ويؤكد لـ" الموقع بوست" أن اليمنيين يعلمون أن قوة السلاح التي لم تكن سبيلا لبقاء الوحدة عام 1994، فيما لن تكون كذلك لتحقيق الانفصال، ناصحا الانتقالي بـ"أخذ العبرة من نتائج حروب التحالف في الشمال"، لأن حصاد ثماني سنوات لم تكن كافية لإنهاء الحوثيين والتهديد الوجود للسعودية الذي ازداد قوة بفضل الأجندات الخفية للتحالف، حد قوله.

 

ويشير أستاذ علم الاجتماع السياسي إلى أن سيطرة الانتقالي علي المواقع العسكرية في شبوة وأبين من دون قتال ترتبط بموقف المجلس الرئاسي وقرارات الرئيس رشاد العليمي التي جاءت أكثر مرونة إزاء توجهات الانتقالي وتمكين قواته من التوغل في المناطق التي استعصت عليها في عهد سلفه هادي.

 

ويضيف أن هذا التصعيد أحرق سمعة المجلس الرئاسي الذي علق عليه بعض اليمنيين الأمل في حل المعضلات التي تواجه بلدهم، قبل تحويل تلك الآمال إلى كابوس لجعل تقسيم البلد الممزق أصلا "أمرا واقعا".

 

- استغلال الهدنة

 

واعتبر رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن عادل الحسني تصعيد الانتقالى استغلالا للهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في بداية ابريل الماضي بين جماعة الحوثيين والتحالف السعودي الاماراتي.

 

ويقول " الحسني" لـ" الموقع بوست" إن التصعيد لتصفية جيوب حزب التجمع اليمني للاصلاح كما يسميها الانتقالي، بينما في الحقيقة هي جيوش نظامية السابقة التي يريد ان يستبدلها بهذه المجموعات الارهابية المتمثلة في قوات العمالقة السلفية ودفاع شبوة التي لا تعترف بالدولة ولا الجمهورية او الدستور، فضلا عن تكفيرها للديمقراطية والانتخابات.

 

واتهم السعودية والامارات بتمكين هذه الجماعات المتطرفة من السيطرة على البلاد، لفصل الجنوب من الشمال بعيدا عن اطر الدولة، لتكون مليشيات وعصابات تابعة للتحالف، مضيفا أن مكافحة الارهاب "شماعة كاذبة"، مؤكدا في نفس الوقت أن عبداللطيف السيد وناصر شيبة الكازمي المقيم في ابو ظبي هما قياديان سابقان في تنظيم القاعدة، بينما يقودان حاليا مليشيات الانتفالي في المحافظة الساحلية.

 

وفي 27 أغسطس الماضي، زعم المجلس الانتقالي بوجود تحركات عسكرية وصفها ب"المشبوهة" لبعض القوى النازحة "لإثارة الفوضى" في تحريض جديد ضد المواطنين النازحين بمحافظة المهرة شرقي اليمن.

 

وقالت هيئة المجلس في اجتماعها الدوري برئاسة عيدروس الزُبيدي السبت الماضي إن هؤلاء يعملون على تحشيد مجاميع مسلحة في بعض مديريات المحافظة ومحاولة توطنيها تحت غطاء النزوح، فضلا عن تهريب الأسلحة إليها لإثارة الفوضى وإقلاق السكينة العامة للمواطنين.

 

ورفض في ذات السياق، إسناد أي مهام عسكرية وأمنية لعناصر من خارج المحافظة، مطالبا بتمكين أبناءها من إدارة محافظتهم أمنيا.

 

اما في محافظة حضرموت، دشنت مليشيات الانتقالي أول إجراء انتقامي ضد الحريات المدنية الخميس الماضي، عندما اقتحمت مجاميع مسلحة فعالية نسوية في مدينة المكلا واساءوا لفظيا للنساء الحاضرات وممثلي المنظمات الدولية والمحلية المشاركة، قبل إخراجهم من القاعة بقوة السلاح دون أي مسوغ قانوني.

 

والأسبوع الماضي، كانت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس، أعلنت رفضها للفعاليات الترويجية "لليمننة والوحدة المشؤومة" حد قولها.


التعليقات