كيف قرأ اليمنيون احتجاز الحوثيين سفينة "غالاكسي" الإسرائيلية في البحر الأحمر؟
- خاص الإثنين, 20 نوفمبر, 2023 - 07:49 مساءً
كيف قرأ اليمنيون احتجاز الحوثيين سفينة

[ سفينة غالاكسي ليدر - مالكها إسرائيلي ]

أشعل إعلان جماعة الحوثي احتجازها السفينة التجارية "غالاكسي ليدر" التي تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

ومساء الأحد، قالت الجماعة إنها "استولت على سفينة إسرائيلية" في البحر الأحمر، واقتادتها إلى الساحل اليمني، وهو الأمر الذي نفيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تصريح للمتحدث باسمه، أفخاي أدرعي، بقوله إن السفينة ليست إسرائيلية، واصفا العملية بالحدث الخطير للغاية.

 

بعدها، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الحوثيين في اليمن "اختطفوا" سفينة مملوكة لشركة بريطانية تشغلها شركة يابانية، نافيا أن يكون على متنها "إسرائيليون".

 

وذكر المكتب في بيان "السفينة مملوكة من شركة بريطانية ويتم تشغيلها من قبل شركة يابانية. تم اختطافها بتوجيهات إيرانية من قبل ميليشيا الحوثي في ​​اليمن". لافتا إلى أنه "يوجد على متن السفينة 25 فردا يحملون جنسيات مختلفة، ومنهم أوكرانيون وبلغاريون وفلبينيون ومكسيكيون".

 

وبحسب المصادر المؤكدة، فإن السفينة يملكها رجل أعمال إسرائيلي يدعى إبراهم رامي انغر.

 

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بين الجدية والتشكيك بشأن عملية احتجاز السفينة، البعض يرى أن العملية تخادم بين إيران ودولة الاحتلال، وتستثمر الأوضاع في غزة لممارسة المزيد من الضغوطات على أمل التسريع في عملية التسوية السياسية في اليمن بين الحوثيين والسعودية، والحصول على مكاسب سياسية منتظرة، فيما يقول آخرون أن الأمر جدي بعد خذلان زعماء الدول العربية الشعب الفلسطيني في غزة.

 

تخادم إيراني- إسرائيلي

 

وفي سياق ذلك يرى السفير اليمني لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان، أن جماعة الحوثي وبقية أذرع إيران في المنطقة يخدمون توسيع النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.

 

وقال نعمان "تمخض الجبل فولد "قرصاناً".. اليمن حارسة أهم ممر بحري منذ القدم، وحامية أهم الطرق البحرية، تمتد شواطئها البحرية على طول 2200 كيلو متر، عدا جزرها العديدة ومياهها الاقليمية والاقتصادية الخالصة، بلد يشكل البحر أحد أهم أعمدته الاقتصادية، يجرها الحوثي الى القرصنة ضمن سلسلة عمليات التدمير الممنهج التي يقوم بها لهذا البلد".

 

 

وتساءل: لماذا كل ذلك يا ترى ؟، ليرد بالقول: "إبحث عن الجواب في الدور الموكل لأذرع المشروع السياسي الايراني في المنطقة والذي ستكشف الأيام أن ما يقومون به لا يخدم سوى توسيع النفوذ الاسرائيلي في المنطقة".

 

من جانبها الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، ترى الأمر تخادم بين إيران وأذرعها بالمنطقة مع دولة الكيان الصهيوني.

 

 

وقالت كرمان "لحفظ ماء وجه ما يسمى كذبا محور المقاومة مسموح أمريكيا واسرائيليا لميليشيا الحوثي الارهابية ان تختطف سفينة ولحزب الله الارهابي أن يقصف برج مراقبة، وبس".

 

قرصنة وإرهاب

 

الباحث والخبير العسكري علي الذهب قال "في حال جرى اختطاف السفينة الإسرائيلية من قبل الحوثيين في المياه الإقليمية اليمنية على بعد 12 ميلا بحريا، فإن الحادثة تعد عملية "سطو مسلح".

 

وأضاف "تفند اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار 1982، واتفاقية قمع الأعمال، غير المشروعة التي تستهدف السفن لعام 2005؛ السلوك الذي مارسه الحوثيون تجاه سفينة تجارية في البحر الأحمر، سواء كانت الشركة أو الشخص المالك لها إسرائيلي حسب قولهم، أو غير ذلك".

 

وتابع "إذا أبحرت هذه السفينة خلال البحر الإقليمي اليمني (حتى 12 ميلا بحريا)، والتزمت قواعد المرور فيه، فإن تعرضها لأي عدائيات يعد سطوا مسلحا، لكنه يرقى إلى الإرهاب؛ لأنه يتضمن بعدا سياسيا. وهو إرهاب كذلك إذا وقع خارج البحر الإقليمي اليمني، وإن كان نمط ذلك قرصني".

 

 

وأردف الذهب "إذا كانت هذه السفينة حكومية إسرائيلية، أو تجارية وتقوم بأعمال لوجستية لدعم الجيش الإسرائيلي، فإن الحوثيين سيكون فعلهم هذا مبررا، إذا ما اعتبر ذلك ضمن الحرب في غزة، وأنهم طرف، غير رسمي، في هذه الحرب"، مؤكدا أن الحادثة تعد "نتيجة طبيعية لاتفاق ستوكهولم 2019، وإعادة التموضع المشبوه للتحالف العربي عام 2021".

 

وختم الذهب بالقول: "لا يختلف ما قام به الحوثيون، من حيث تجاوز قواعد القانون الدولي الإنساني (متعلق بالحرب) عمما تقوم به إسرائيل في غزة، وهو سلوك سياسي أكثر منه عسكري، مثل حرب الناقلات في حرب الخليج الأولى.

 

خدمة لإسرائيل

 

الباحث مصطفى الجبزي، يتفق مع ما طرحه نعمان والذهب ويقول إن "الحوثي تهديد لحاضر ومستقبل اليمن وهو تهديد وشيك وفعلي للأمن والسلم الدوليين".

 

وأكد أن "توقيع اتفاق سلام مع الحوثي بصيغته وتركيبته الحالية يعني جعل كل الأطراف اليمنية تهديدا للسلم والأمن الدوليين".

 

 

وقال الجبزي "يبدو اختطاف سفينة في البحر عملا يخدم الفلسطينيين في نظر البعض، لكنه في الحقيقة خدمة لإسرائيل".

 

الصحفي عدنان هاشم المهتم بسياسة إيران في الشرق الأوسط كتب "بغض النظر عن دعم أي فعل مقاوم للاحتلال عابر للمحيط، فقد منح الحوثيون باختطاف السفينة ما تريده حكومة نتنياهو: زيادة الشرعية الدولية لحربها في قطاع غزة، وشرعية في الداخل أكبر لكونه يواجه حرباً تهدد اقتصاده مستقبلاً، وفتح الطريق للاحتلال لتبرير توسيع عملياته البحرية لحماية مسارات السفن".

 

 

في حين قال المحلل السياسي، غمدان اليوسفي "كان الحوثي ذاهب إلى توقيع تفاهمات تسوية بينه وبين الشرعية والسعودية خلال الساعات القادمة، كل شيء كان جاهزا".

 

 

وأكد أن هناك أوراق يريد الحوثي أن يلعب عليها، ستتكشف صورها تباعا".

 

موقف مشرف

 

الإعلامي مختار الرحبي، علق على الأمر من وجهة نظر أخرى وغرد قائلا: "البعض يقول هذه مسرحيات بين الحوثيين وبين الصهاينة، نريد مسرحيات من كل العرب والمسلمين كهذه".

 

وأضاف "لا نريد مواقف مثل موقف ولي عهد البحرين الذي قال ندين حماس وموقف مندوبة الإمارات في مجلس الأمن التي قالت إن ما قامت به حماس عمل بربري وبشع".

 

 

وطبقا للرحبي فإن كل من له موقف معلن وواضح ضد الصهاينة سوف نقف معه وكل من يقف ضد المقاومة وفلسطين وغزة سوف نقف ضده، متابعا "هي معادلة بسيطة مع أو ضد، وكل شخص يختار في أي طرف سيقف، ولا داعي للمزايدات الرخيصة والتقليل من أي موقف يناصر ويدعم غزة وفلسطين"، حد قوله.

 


التعليقات