ويسألونك عن الهدنة
الجمعة, 21 أكتوبر, 2016 - 04:19 مساءً

قل هي كذبة كبرى ، فالحديث عن هدنة في اليمن في ظل استمرار التصعيد العسكري على كافة الجبهات من قبل أحد أطرافها ، يتحول الى كذبة كبرى جديدة.

بعد دقائق على دخول الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة ، حيز التنفيذ خرقت مليشيات الحوثي و قوات المخلوع الهدنة منذ بداياتها ، كمثيلاتها من الهدن السابقة في اليمن عامة ،ومدينة تعز خاصة ، وحاولت اقتحام المدينة تزامناً مع قصف بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا.

أي هدنة لا يكتب لها النجاح اذا لم تكن هناك نوايا صادقة لأطرافها في إنجاحها ، وهذه النوايا الصادقة لها مؤشرات ودلائل فعلية على أرض الواقع ، ومن أهمها ، الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، و عدم تحقيق أي من الطرفين أي تقدم على الأرض على حساب الطرف الآخر، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الى المدن و بالذات تعز ، بغير ذلك فإن الهدنة تتحول إلى غاية بحد ذاتها وليست وسيلة ، تؤدي إلى نتائج محددة ، لأنه تم استنفادها كوسيلة .

إذ إن الانقلابيين وبعد كل الهدن العبثية السابقة مازالوا يمارسون غوايتهم الدائمة في الكذب و خرق الاتفاقات والعهود ، غير آبهين بالوضع الانساني الكارثي الذي وصلت اليه اليمن بسبب ممارساتهم وانتهاكاتهم وتعنتهم ، بل هم عازمون مثل كل مرة على استخدام الهدنة رافعة لتحقيق أهداف عسكرية وأمنية ، و فرصة لالتقاط الأنفاس وتعزيز الجبهات .

يقال « المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين » لكن واقع الحال يقول ، إننا لدغنا من نفس الجحر ألف مرة ، وكأننا استمرأنا الأمر وتعايشنا معه ، كجزء من بيع الأوهام التي تمارسه الأمم المتحدة ومبعوثها الى اليمن ، وعلى استعداد لقبول المزيد ، و بالتالي فالسؤال: عن أي هدنة يتحدثون ؟ و الى ماذا ستؤدي في نهاية المطاف ؟

التعليقات